نادي بروسيا مونشنجلادباخ الألماني

تعويذة نادي بروسيا مونشنجلادباخ

اللافت في الأمر أن بروسيا مونشنجلادباخ لعب لأول مرة في الدوري الألماني بنظامه الحديث في نفس الموسم الذي صعد فيه بايرن ميونخ معه من الدرجة الثانية، واللافت أكثر أن الفريقين استطاعا السيطرة على الكرة الألمانية بعد ذلك بفترة قصيرة.

جماهير بروسيا مونشنجلادباخ تؤمن أنها كانت الأقرب للهيمنة على الكرة الألمانية لولا الظروف المالية التي أجبرت الفريق على بيعه نجومه وهو في عز سيطرته وتفوقه، حيث أنها ترى بايرن ميونخ كان أكثر ذكاءً بالتوازن بين النواحي الرياضية والتجارية، في حين اكتفى بروسيا مونشنجلادباخ بالتركيز على الرياضة فقط.

بروسيا مونشنجلادباخ كانت له أيام عجيبة من العز والتفوق، فهو في ابريل 1978 سحق بروسيا دورتموند 12-0 في أكبر فوز في تاريخ الدوري الألماني، كما أنهم صاحب ثاني أكبر انتصار في التاريخ ساحقين شالكه عام 1967 بنتيجة 11-0.

وكان بروسيا مونشنجلادباخ بطل الرعب في اوروبا، وذلك عندما سحق انتر ميلان بنتيجة 7-1 في أكتوبر 1971، لكن هذا اللقاء ألغي بسبب عبوة مشروبات غازية تم القاؤها تجاه مهاجم انتر ميلان روبرتو بونينسجنا، مما تسبب بفقدانه الوعي، فاحتج الانتر وتم إلغاء هذه النتيجة الساحقة وإعادة اللقاء فانتهى بتعادل سلبي بعد أن تم تأجيله لفترة وتم لعب لقاء الإياب ففاز به انتر ميلان 4-2 قبل إقامة لقاء الذهاب لاحقا.

عندما حقق بروسيا مونشنجلادباخ ما عجزت عنه الحكومات العربية

ووصفت صحيفة دي تسايت الألمانية عام 1970 بروسيا مونشنجلادباخ بأنه فعل ما عجزت عنه الحكومات العربية وقياداتها أمثال جمال عبد الناصر وياسر عرفات، وذلك لأن مباراة ودية سبقت كأس العالم 1970 بين النادي الألماني ومنتخب اسرائيل انتهت بنتيجة 6-0.


كانت تلك مباراة ودية يريد منها المنتخب الاسرائيلي الاستعداد لمشاركته في مونديال المكسيك، مما دفع الكنيست للاجتماع آنذاك ويوجه استجواباً للحكومة، الأمر الذي لم يحصل من قبل رغم كل الحروب العربية الاسرائيلية “كيف ستتصرفون تجاه هذا الإذلال من بروسيا مونشنجلادباخ وهل سيتكرر الأمر في مونديال المكسيك؟”.

صاحب أجمل كرة في المانيا مع فافري

تولى لوسيين فافري السويسري تدريب بروسيا مونشنجلادباخ في عام 2011 قادماً من هيرتا برلين، وأصبح الفريق سريعاً معه مضرباً للمثل بالكرة الجميلة.


فقد خلق فافري فريقاً سريعاً، ذكياً، يتميز بالقدرة على الضغط العالي، فحول فريقاً استلمه في المركز الأخير إلى فريق يحتل المركز الرابع في الموسم التالي، ورغم خروج ماركو رويس إلى بروسيا دورتموند آنذاك، فقد واصل بروسيا مونشنجلادباخ إيذاء الخصوم.

فافري – معيد بروسيا إلى الواجهة

النجاح تواصل، فالمدرب الذي فشل بالوصول لدور المجموعات من دوري الأبطال في المرة الأولى بسبب خروجه من الملحق، احتل المركز الثالث في موسم 2014-2015 ليضمن المشاركة الأكيدة في النسخة التالية، وهو موسم 2015-2016.


الكرة الجميلة، الفن الراقي، لم يحميان فافري في موسم 2015-2016، فالفريق بدأ بشكل سيء جداً، وكان يخسر كل المباريات في الدوري، فتمت إقالته، ولكن رغم ذلك فقد كتبت الصحف عنه قائلة “لقد صنع عملاق كرة قدم، أخذه من الهبوط إلى القمة”.


فيديو يلخص الكرة الجميلة التي صنعها فافري في 5 مواسم مع بروسيا مونشنجلادباخ

أسطورة المدربين واللاعبين … واحد في بروسيا مونشنجلادباخ

عندما نتحدث عن الأساطير في بروسيا مونشنجلادباخ، فإن اسم يوب هاينكس يتصدر اسم المدربين واللاعبين.


يوب هاينكس كان لاعباً لبروسيا مونشنجلادباخ في فترته الذهبية، وسجل معهم 292 هدفاً، وحمل رفقتهم لقب الدوري 4 مرات ولقب الكأس مرة ولقب أوروبا لأبطال الكأس مرة واحدة.


يوب هاينكس قضى معظم مسيرته كلاعب مع بروسيا مونشنجلادباخ ما بين 1963–1967 و1970–1978، حيث لعب ما بين ذلك رفقة فريق هانوفر.


هاينكس عاد لبروسيا مونشنجلادباخ كمدرب، وذلك عام 1979 واستمر حتى عام 1987، ورغم عدم قدرته على الفوز بالألقاب، فإنه نال لقباً من الجماهير عندما أطلقوا عليه “بطل بلا كأس”، لينال بعدها عقداً من بايرن ميونخ يدربهم.


هاينكس يعتبر المدرب صاحب أطول فترة خدمة مع بروسيا مونشنجلادباخ، علماً أنه حمل لقب دوري الأبطال كمدرب مرتين مع بايرن ميونخ وريال مدريد أعوام 2013 و1998 على الترتيب.

يوب هاينكس – اللاعب والمدرب في بروسيا مونشنجلادباخ

الفارو دومينجيز .. والاتهام الخطير لبروسيا مونشنجلادباخ

تهديد بالقتل أدى إلى رحيل الأسطورة

خلال موسم 2006-2007، وبسبب معاناة بروسيا مونشنجلادباخ الكبيرة في الدوري، التي جعلته في مراكز مهددة بالهبوط، حدث شيء غير متوقع.


فقد أعلنت الشرطة الالمانية أنها تحقق في التهديدات بالقتل التي وجهت إلى المدير العام للنادي والمدير الفني السابق للفريق، الذي كان الأسطورة يوب هاينكس.


استقال هاينكس فوراً مع وصول التهديدات، وقال بعد 5 سنوات من الحادثة أنها سبب استقالته وتفكيره باعتزال التدريب تماماً.


هذه التهديدات جعلت المدرب يعيش تحت حماية الشرطة في مبارياته الأخيرة، كما أن الحماية تواصلت لبضع أسابيع بعد رحيله.


تلك التهديدات بالقتل ورحيل المدرب، لم تساعد الفريق أبداً، فقد هبط بروسيا مونشنجلادباخ في النهاية، محتلاً المركز الأخير!

يوب هاينكس في فترته التدريبية مع بروسيا مونشنجلادباخ قبل الاستقالة