فارس الثنيان – بعض الفرق نراها تلعب بروح عالية ورغبة جامحة، وتقاتل على الكرة.. تضغط بكثافة، تتحرك بكتلة واحدة.. يتم شحن اللاعبين بطريقة ما، تجعل الفريق يدخل المباريات، معتبرًا أرض الميدان ساحة معركة.
هناك مدربين لديهم سمات محددة تغير ملامح الفريق، قرب المدرب من اللاعبين سمة يمتلكها بعض المدربين، لها تأثيرها الجسيم. هانز فليك مثال. يُشعر كل لاعب بأنه الأهم في المجموعة، ويحتويه.. لديه مهارة التواصل وهذا ما مكنه من النجاح.
اللاعبون يقاتلون من أجله بسبب ذلك. لا يريدون ان يخذلوه. إذا جعلت اللاعب يحارب من أجلك ستحقق نجاح باهر
يورجن كلوب هو بمثابة الأب للاعبين، مدرب يرغب أي لاعب العمل معه، عندما يواجه لاعبه أي معضلة، أو يمر بفترة عصيبة، يجد كلوب السند، فيستوعب كل ذلك. يقوم بتضحيات هائلة في الملعب لأجله.
شخصية كلوب جاذبة. عاطفي، شغوف.. شخصيته تنعكس ايجابًا على المجموعة.
فيرجسون ليس مميز تكتيكيًا، لكنه مميز جدا بإدارة اللاعبين. وبإدارة الازمات. يعرف ما يحتاجه لاعبه ليظهر بأفضل صورة، يقول كلماته التحفيزية في اللحظات المناسبة، وفي الأوقات التي يحتاجها الفريق. امتلك فن الخطابة. هيبته انعكست على لاعبيه، فبدا يونايتد بشخصية قوية، وفي القمة دومًا.
مورينيو يمتلك أيضا مهارة التواصل، يشحن لاعبيه معنويًا حتى يظهروا كالاسود في الميدان، ورأينا ذلك في فتره مع الانتر، وريال مدريد. يعرف كيف يحضر لاعبيه نفسيا، باعتباره درس علم النفس. اسلوبه لم يتقبله اللاعبين الحاليين. لكن الجيل السابق كان يحارب من أجله.
المسألة تعود لاختلاف العقليات. الجيل الحالي له اسلوب اخر بالتعامل، ومورينيو لن يغير اسلوبه، لذلك لم يحقق النجاح المأمول، لكن بنظري نجح مع اليونايتد بإحراز لقبين قياسا لظروف الفريق العصيبة ، والادوات المتواضعة التي امتلكها.
غوارديولا لم يتميز في التكتيك فقط، بل في التحضير الذهني للاعبيه.. نجح بتغيير وبرمجة عقلية لاعبيه. السيتي كانوا يلعبون كالمراهقين، لكن بإدارة غوارديولا اصبحوا يلعبون كالرجال، وبنضج كبير.
الجوانب النفسية والذهنية تلعب دور كبير بنجاح المدرب والفريق. الجانب الفني مهم، لكن ليس بالضرورة ان يكون المدرب مميز فنيًا ليحقق الانجازات والنجاحات. فقط يجب ان يكون هناك نهج واضح.