فارس الثنيان – يخوض بيب جوارديولا جولات الدوري بإيقاع عالٍ يتم تصعيده مع مرور الأسابيع.. يرهق منافسيه ويرفع الحدة.. يلقى الدعم نعم لكنه يُحسن استغلال المقومات المتوفرة.
السبب الأول منهج بيب الذي يعتمد على الاستحواذ، ووضع الخصم تحت الضغط، وخلق كمية فرص من خلال تمويل خط المقدمة باستمرار من أجل رفع نسبة التسجيل وبالتالي زيادة نسبة الفوز.
صحيح أن هناك فرق تستخدم نظام الاستحواذ لكن تطبيقها يختلف، وليست بحدة وكثافة نظام بيب باستثناء قلة.
معرفة كيفية استخدام المداورة بحيث يوفر طاقات لاعبيه لكي لا يكون هناك إجهاض يؤثر على العطاءات.
يقوم بيب بإعادة شحن عناصره ليتسنى له الدخول بتشكيلة بأتم الجاهزية بالأخص عند المحك خلال الموسم.
الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة.. على سبيل المثال بيب كان يُعلّم ساني بأي قدم يستقبل الكرة، وفي أي موقف وكيف. وما هي أفضل وسيلة لفتح المساحات.
كذلك علّم ستيرلينغ من خلال حركة جسده كيف يستلم الكرة ويسلمها بأفضل طريقة. بيب لا يقف عند الحد الذي يرى به أن لاعبه بدأ ينتج.. يريد من لاعبه ان يصل لاعلى المستويات، ويحاول ان يجد شيئًا جديدًا يعمل به مع لاعبه بلا كلل.
خوض كل مباراة وكأنها الحاسمة.. بيب غرس بعقول لاعبيه ان كل مواجهة هي الأهم وكأنها ستحدد مصير الفريق لذلك يلعبون برغبة جامحة ويقدمون تضحيات كبيرة.
لا يوجد هناك لاعب هداف او مهاجم يُعول عليه فإن المنظومة هي المهاجم وهي ماكينة التهديف التي صنعها بيب. تجد المدافع يسجل او الظهير او الوسط أو الجناح. بدون مهاجم حقيقي تمكن السيتي من تسجيل كمية أهداف. زرع بيب بالفريق عقلية عدم الاكتفاء والتعطش لتسجيل المزيد.
هذه اسباب جعلت السيتي يسير بنسق سريع ويحصد النقاط. خدمته الظروف هذا الموسم لكنه استغلها كما يجب. توفرت له سيولة في السوق وعرف كيف يستثمرها بأجود وسيلة، وحقق نتائج إيجابية بلا مهاجم هداف. واحسن توظيف ادواته ورفع جودة المجموعة.
بيب مميز بتطبيق فكرة المهاجم الوهمي.. لدرجة أنه انهى الجدل حول عدم استقدام مهاجم حاسم..
ليست مسألة صرف، إنما كيف تستفيد من السيولة المتوفرة ومن خاصية لاعبيك. بيب تمكن من برمجة عقلية لاعبيه حتى ظهروا بصورة مغايرة.