فارس الثنيان – يوجد شرخ كبير بين بايرن ميونخ والفرق المنافسة مما جعل الجمهور على وسائل التواصل يسمي البوندسليغا دوري الفلاحين، بسبب تفوق البايرن الواضح وحسمه للدوري مبكرا مبتعدا عن أقرب ملاحقيه بفارق مريح.
بالطبع قانون 50 +1 له دور كبير بحالة الفرق المنافسة للبايرن حيث تكون الأندية مملوكة للجماهير، وتمنع المستثمرين.. لكن هناك مسألة أخرى وهي قلة كفاءة الادارات.
لا تمتلك الادارات رؤية ولا إستراتيجية واضحة عكس الادارات في العقد الأول من القرن الـ21. أندية كفيردر بريمن ، وشتوتجارت ، وشالكه ، وباير ليفركوزن ، وفولفسبورج كانت تنافس البايرن بالإضافة إلى دورتموند.
كلاوس ألوفس مدير الكرة في فيردر بريمن آنذاك، كان أحد أهم أركان تحقيق بريمن للقب البوندسليغا عام 2004 عندما استقطب لاعب الوسط الفرنسي يوهان ميكود، والمهاجم الكرواتي إيفان كلاسنيتش الذي شكل ثنائي ديع مع المهاجم البرازيلي ايلتون ، سجل إيفان 13 هدف وصنع 11مساهمًا بشكل كبير بفوز بريمن بدرع الدوري.
المدرب توماس شاف كذلك لعب دور بارز بإحراز بريمن لثنائية الدوري والكأس موسم 2003-04 ، فهو أصبح مدرب الفريق قبل قدوم ألوفس للنادي.
عام 2006 انتدب كلاوس ألوفس لاعب الوسط البرازيلي دييغو ريباس قادمًا من بورتو، ومسعود اوزيل من شالكه في 2008. كان بارعًا بإدارة ملف الانتقالات مما غيّر بوصلة بريمن.
راينر كالموند الرئيس التنفيذي لليفركوزن الذي عاش ليفركوزن افضل فتراته عند قدومه سنة 2000.
وقع راينر مع لاعبين مهمين أمثال مايكل بالاك ، وشوستر، وباشتورك ، وديمتار بيرباتوف، ولوسيو ، والمهاجم اوليفر نويفل، ورودي فولر، وباولو سيرجيو ، وزي روبيرتو.
راينر كالموند ضليع في إدارة التعاقدات ، ويمتلك رؤية فريدة باستقطاب اجود الأسماء.
نافس ليفركوزن بشدة على كل الجبهات خلال موسم 2001-02 لكن خسر الفريق في النهائيات ولم يوفق بتحقيق اي لقب.
ضعف الاكاديميات وعدم تطوريها احد اسباب ابتعاد الأندية المنافسة عن البايرن. مثلا شتوتجارت عندما حقق لقب البوندسليغا عام 2007 كان في تشكيلته ثلاثة اسماء خرجت من الأكاديمية وتعتبر من اعمدة الفريق في تلك الحقبة والتي ساهمت بجلب درع البطولة للنادي، وهم المهاجم ماريو جوميز ، ولاعب الوسط سامي خضيرة، والحارس الألماني هيلدبراند. حتى كيميتش تخرج من أكاديمية شتوتجارت.
قل إنتاج الاكاديميات للمواهب الفريدة، خصوصا اللاعبين الألمان على مستوى خط الهجوم.
عدم الاستقرار الفني للاندية المنافسة للبايرن سبب اخر بضعف المنافسة. مقصلة الاقالة ، لازمت المدربين ، وكثرة التغييرات اضرت بالفرق. العام المنصرم وقع 9 مدربين ضحية الاقالة، هذا يؤثر على مسار الفرق، وتكثر العراقيل التي تمنعهم من احراز التقدم.
اما دورتموند سياسته ربحية، تقوم على تسويق اللاعبين وبيعهم بمبالغ كبيرة. بسبب ذلك، لا نرى تشكيلة قوية متناغمة تلعب لسنوات وتنافس.
بايرن ميونيخ اقتصاده متين، ومستقر اداريًا.. وهذا ما يجعله وحيدًا في المنافسة. لا يصرف كثيرًا فهو متحفظ ماليًا، ومع ذلك، وصل إلى 4 نهائيات دوري ابطال في العقد الاخير، وفاز مرتين. تواجد أولي هونيس في البايرن وادارته للنادي على مدار 40 عامًا يعد عامل محوري بوصول الفريق البافاري لهذه المكانة.
اضعاف البايرن للفرق المنافسة لا اساس لها من الصحة، معظم اللاعبون يرغبون باللعب للبايرن، حتى ناغلسمان الذي كان يحلم بتدريب البايرن منذ الصغر، وهو مشجع للنادي. أتت له الفرصة ليحقق حلمه، وأصبح مدربًا للفريق البافاري.