سعيد خليل – مشكلة كرة القدم أنها لعبة مستمرة دائمًا، عجلة لا تتوقف عن الدوران، كل يوم هناك نجم جديد يسطع، وأخر ينطفئ نجمه، هناك موهبة تنطلق في عالم اللعبة، وموهبة تضل طريقها. وهكذا، دائمًا هناك شيء يحدث، وهناك نقيضه على الطرف الآخر، ونحن ما علينا إلا أن نستوعب كل ما يجري، دون راحة، دون فرصة لنلتقط أنفاسنا. وفي وسط هذه الفوضى كلها، يفقد كل واحد فينا قدرته على أن يكون عادلًا، لأننا ببساطة، لا نتذكر، ننسى بسرعة، وتكون مقاطع اليوتيوب، هي وسيلتنا الوحيدة، حتى نسترجع ما شعرنا به يومًا مع لاعب معين، اليوم لم نعد نشعر معه بشيء.
فيليبي كان ضحية لهذه المتاهة، ربما لا أحد ينسى كم كان رائعًا مع ليفربول، ولكن لا أحد يتذكر كما يجب، لا أحد يتذكر كيف
كان يصنع فرصة من العدم، كيف كان يلمس الكرة بطرف قدمه، كما لو أنه يرقص.
لا أحد يتذكر كيف كان إيدين هازارد، يراوغ سربًا من اللاعبين، ويتخطاهم جميعًا، لا أحد يتذكر كيف كان ينطلق بالكرة، كما لو أنه يركض في حديقة منزله، والكل يجري خلفه، يحاول إيقافه، دون جدوى.
اليوم عاد فيليبي من المتاهة، ولكن إيدين لا يزال ضائعًا، يبحث عن طريق العودة، وكل ما قد أتمناه، كمحب للعبة، هو أن يعود، وأن أتوقف عن النسيان.