طارق عياد – الكسول الموهوب او الفنان او حتى الفاشل! كان يملك لمسة خاصة من “بيركامب” و يعامل الكرة بلطف على عكس معاملات المافيا البلغارية له ..
“ٱدعى ديميتار من عائلة بيرباتوف متواضعة الحال في بلغاريا ، الدولة التي قدمت ستويتشكوف نجم برشلونة السابق و لا املك طفولة مميزة كل ما آذكره هو اني كنت مولع بلعب الكرة بعد ان كنت استيقظ السادسة صباحاً لاخذ دوري في طابور الخبز و استعمل حذائي الوحيد في اللعب واذا قطع كنت أضع شريط لاصقا مكان القطع و اواصل اللعب في طقس بارد ..
والدي كان لاعب كرة قدم ايضا لكنه لم يجد من يرشده فبدوره حاولا جاهدا أن لا يتكرر نفس المصير معي، وقعت عقدي الأول في “بيرين بلاجوفجراد” اين لعب هو لاول مرة ثم الى نادي العاصمة سيسكا سوفيا حيث واجهت المافيا لاول مرة ..
بعد الانتهاء من التدريب قررت التجول في أرجاء المدينة ، إذ بثلاثة رجال ينزلون من سيارة و ياخذوني بالقوة لمقابلة “جورجي الييف” زعيم المافيا البلغارية و الذي يملك نادي ليفسكي محاولا ان يجبرني على توقيع معه لكن استطعت تواصل مع والدي و الخروج من هذه الازمة ..
لم يكن الأمر سهلا ، فالامور لا تجري الا على رغبة المافيا و رجالها في بلغاريا وهكذا قررت الرحيل الى ألمانيا و تحديدا باير ليفركوزن ، حيث في ثاني موسم كنا على اعتاب التتويج بثلاثية لكن حطمت ركلة زيدان الشهيرة دوري الأبطال و انهزمنا امام شالكة في الكاس و ضاع حلم دوري لصالح بوروسيا دورتموند ..
عام 2006 انتقلت الى عاصمة الضباب لتوقيع مع توتنهام هوتسبير بـ 15 مليون يورو ، سمعت كل بلغاريا ان هناك شاب يقترب من العالمية و قدمت هناك مواسم جيدة سجلت 46 هدف و صنعت 24 أخرى للزملاء ..
في عام 2006 حاول ايضا مانشستر يونايتد التوقيع معي لكن لم تتم الصفقة قبل ان تنجح مفاوضاتهم معي بعدها بموسمين ، حيث فضلت اللعب تحت قيادة سير أليكس فيرجسون على الانضمام للسيتي ..
كانت اللحظة الاجمل في مسيرتي ، وجدت السير اليكس في انتظاري بالمطار ليرحب بي لا استطيع وصف مشاعري بعد كل هذه المعاناة لكن لم تتنهي هنا المعاناة فقد عادت المافيا البلغارية الى تهديد زوجتي و عائلتي هناك و طالبوني بمبلغ مالي من اجل حمايتهم لكن وقف فيرجسون الى جانبي و منحني طائرة خاصة نقلتهم الى إنجلترا و تحدثت بنفسي الى المافيا لنجد اتفاقا معا ..
كنت شجاعا لاسدال الستار على الجانب المظلم من حياتي ، التي رفضتني فيها ذات الاذنين بعد تجربة ليفركوزن حيث وصلنا لنهائي دوري الأبطال لمواجهة برشلونة بيب بعد موسم كنت فيه هداف الدوري مناصفة مع الأباتشي كارلوس تيفيز ب20 هدف لكن اختار السير اليكس ان أكون خارج القائمة واشاهد المباراة فقط التي انتهت لبيب غوارديولا ..
لم تتح لي الفرصة ان احاول مرة اخرى رغم اني كنت استحق و في الموسم التالي قررت الرحيل الى فولهام حيث ودعت الجميع باستثناء السير ..
مسيرتي في اليونايتد كانت ناجحة جداً ما عدى تلك الليلة ، فزت بـ6 القاب منها الدوري الانجليزي مرتين و مونديال الأندية مرة و سجلت 56 هدف في 149 مباراة منهم هاتريك ليفربول الشهير ..
في فولهام ساهمت ب26 هدف في 54 مباراة ، في موناكو لعبت موسم واحد ساهمت ب 24 هدف قبل أن أغادر و ادخل في طي النسيان و انا احمل فخر ان اكون هداف المنتخب الوطني التاريخي بـ 48 هدف مناصفة مع هونيوف ..
انتهت رحلتي الراسخة في كل شاب بلغاري طموح او من يتذكرني من الجماهير التي قدمت لهم المتعة لمدة قصيرة فقط”
– ديميتار بيرباتوف ، عمود انارة بلغاريا في كرة القدم