محمد عواد – يحل برشلونة ضيفاً على أتلتيكو مدريد في لقاء العودة من دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا، ومع صافرة الانطلاق يعتبر أتلتيكو متأهلاً بسبب تعادله خارج ملعبه 1-1، وعلى برشلونة إن أراد التأهل تغيير الأوضاع في لقاء العودة مستغلاً غياب أردا توران عن صفوف الفريق المدريدي وعدم اكتمال جاهزية دييغو كوستا.
ويدرك برشلونة جيداً أنه حاول 4 مرات ضد أتلتيكو هذا الموسم وتم فرض التعادل في كل المواجهات عليه، وهو الآن يعلم أن تكرار نفس الأسلوب مع ذات الفريق لن تأتي بنتائج مختلفة خصوصاً أن المرة الأخيرة كانت أسوأ من كل سابقاتها حيث أوشك الفريق على الخسارة لولا تمريرة انييستا الساحرة التي أنقذت المباراة بالنسبة للبرسا.
نظرة إلى ما سبق من هذه المواجهات توضح بأن برشلونة ركز كثيراً على الاقتحام من العمق ولم يفكر كثيراً بتوسيع رقعة اللعب، فالاعتماد على ثلاثي خط الوسط في البناء استمر وحتى عند استخدام شكل البنتاجون الخماسي بعودة ميسي إلى الخلف واستخدام سيسك فابريجاس فإن كل المحاولات كانت قائمة على العمق في الثلث الأخير، وهو ما مكن أتلتيكو مدريد من التعامل مع هذه الهجمات لامتلاكه مدافعين جيدين جداً ومحاور خط وسط مميزين.
العنوان يشير إلى “كرستيان تيو” ليس كشخص فهو بات منسياً بالنسبة لتاتا مارتينو ولا يستخدمه إلا نادراً، لكنه يشير إلى كرستيان تيو كدور في الملعب، دور قد يقوم به اليكسيس سانشيز أو بيدرو أو نيمار أو أي لاعب أخر، والكلام هنا عن دور الجناح التقليدي في الهجوم، الجناح الذي يوسع رقعة اللعب فيشغل الأطراف مما يخفف الضغط على ليونيل ميسي ولاعبي خط الوسط، يقوم بعرضيات وتمريرات بينية، ويصنع هجمات بالتعاون مع صعود دانييل ألفيس أو جوردي البا بناء على الجهة التي يلعب فيها مما يمكن الفريق من الدخول والاقتراب من مرمى كورتوا.
برشلونة في مواجهته الأخيرة مع أتلتيكو استغل الأطراف في 20% من استحواذه على الكرة فقط، وهو أثناء الضغط على فيليبي لويس لم يستطع الدخول في الجهة اليمنى المحاذية لمنطقة الجزاء في أي مناسبة لعدم توفر جناح داعم لألفيس هناك مع انشغال ليونيل بأدوار أخرى، وبالتالي فإن دفاع أتلتيكو بقي مترابطاً في منطقة الحسم حول منطقة الجزاء، مما جعل هجمات برشلونة غير خطيرة، ومما جعل لاعبي دييجو سيميوني قادرين دوماً على مراقبة تحركات ميسي ودخوله المفاجىء إلى منطقة الجزاء أو أي لاعب أخر باستثناء هفوة خوان فران في الرقابة التي استغلها انييستا فكانت نتيجتها هدف التعادل.
تاتا مارتينو بالتأكيد ينظر للاحصائيات ويدرك ما ينقص فريقه وما جربه من قبل، لكن تبقى مسألة استعداده لتغيير عقلية الفريق الهجومية التي اعتمدت كثيراً مؤخراً على فكرة المهاجم الوهمي وطبخ الهجمات في عمق الوسط، الأمر الذي تطلب أطرافاً هجومية غير تقليدية لتساعد ميسي وأخرين على الدخول إلى منطقة الجزاء بالشكل المطلوب.