تحليل.. الهشاشة النفسية والتذبذب لعنة ريال مدريد الدائمة !


محمد عواد – عاش جمهور ريال مدريد شهراً متقلباً للغاية من حيث الطموح والأحلام والمشاعر، فقبل مواجهة الكلاسيكو كان الجمهور واثقاً من الفوز بثلاثية الموسم، ومن ثم تلاشت هذه الأحلام بعد الهزيمتين أمام برشلونة وإشبيلية، وعقب مباراة بروسيا دورتموند في لقاء الذهاب والفوز على ريال سوسيداد استعاد الجمهور المدريدي أحلامه لكن لقاء العودة مع الفريق الألماني والخسارة 2-0 والنجاة بصعوبة بالغة جعلت الأحلام تنكمش من جديد وجعلت الأقدام تعود إلى أرض الواقع.

ويمكن إرجاع الأداء السيء في هذه المباريات الكبيرة الحاسمة “العديدة” هذا الموسم إلى ثلاثة أسباب؛ أولها الهشاشة النفسية التي يعاني منها بعض لاعبي ريال مدريد كأفراد وهو أمر لا يمكن تغييره على الأغلب، فلاعب بخبرة كبيرة مثل أنخيل دي ماريا خرج من أجواء اللقاء بسبب ركلة جزاء أضاعها في مباراة كان يفترض بها أنها محسومة، ففريقه كان قد فاز في لقاء الذهاب بثلاثة أهداف وردة فعل مثل هذه كانت مبالغ بها للغاية ، في حين أن سيرجيو راموس بات معروفاً بفقدانه التركيز حالما يفقد فريقه زمام السيطرة على الكرة ويتم وضعه تحت الضغط وهو الأمر الذي ظهر عليه في المنتخب أيضاً عند مواجهة منتخب البرازيل، وهناك اللاعب البرتغالي بيبي الذي إن ارتكب هفوة في المباراة يصبح خائفاً من تكرارها وهو الأمر الذي يؤدي إلى ارتكابه عديد الأخطاء بعدها.

والملفت في الانتباه أن ريال مدريد بمعظم لاعبيه إما يؤدون مباراة ممتازة معاً أو سيئة معاً، أي أن كل منهم يتأثر بأداء الأخر وحالته النفسية بشكل غريب، حالة تجعلك تشاهد الفريق هادئاً بشكل مميز ومن ثم تشاهده فاقد الأعصاب مشتتاً بشكل لا يمكن التصديق معه بأنه ذات الفريق في ذات الموسم.
السبب الثاني والذي يعاني منه ريال مدريد ويجعل كارلو أنشيلوتي في حيرة من أمره مع كل مواجهة كبيرة هو تذبذب مستوى اللاعبين الرئيسيين من مباراة إلى مباراة، فعلى سبيل المثال يظهر كريم بنزيما يظهر في بعض المباريات هدافاً من أعلى طراز ثم يظهر في مباريات أخرى كلاعب فريق هواة، الأمر ذاته ينطبق على معظم اللاعبين بما فيهم المايسترو تشابي الونسو وأنخيل دي ماريا وجاريث بيل، ويمكن استثناء كرستيانو رونالدو ولوكا مودريتش من هذه القائمة السيئة خلال هذا الموسم حيث أنهم الأكثر ثباتاً.
السبب الثالث الذي جعل كارلو أنشيلوتي فاقداً للحلول مؤخراً بشكل كبير هو توالي الإصابات، فرغم أن إصابة سامي خضيرة طويلة الأمد لم تؤثر على الفريق في البداية بل إنه لم يخسر لمدة 29 مواجهة من دونه، لكن إصابة تشابي ألونسو بعد ذلك وتذبذب مستواه من حينها جعلت البعض يحن إلى سامي، إضافة إلى غياب كل من مارسيلو وأربيلوا وخيسي رودريجيز وصولاً إلى الإصابة الأهم متمثلة بغياب كرستيانو رونالدو الغامضة تفاصيلها حتى الآن جعلت الفريق الملكي بلا احتياطيين وبلا قدرة على أي مفاجأة تكتيكية أو حتى تبديلات قادرة على تغيير مجرى المباريات، ومن أثار هذه الإصابات أنها أفقدت الفريق التنافسية بين اللاعبين إضافة إلى إرهاق العناصر من كثرة المباريات حيث ينافس الفريق على ثلاث جبهات.
العناصر السابقة كلها أمور تخرج عن سيطرة المدرب كارلو أنشيلوتي، فالهشاشة النفسية وتذبذب المستوى جزء من شخصية اللاعبين وليس أمراً يمكن للمدرب التأثير فيه بشكل كبير، في حين أن الإصابات هي الحظ السيء الذي عاند الريال كلما شعر بأنه على الطريق الصحيح، وكل هذه الأمور تجعل أحلام هذا الموسم في خطر، فرغم وصوله شهر ابريل وهو ينافس على كل شيء، فإن العناصر السابقة وهي قديمة متجددة قادرة على اجتثاثها كلها.
ما سبق لا ينطبق على مباراة بروسيا دورتموند فحسب، فما شاهده المدريديون في المانيا قد يتكرر في أي لحظة لفريقهم مع أي فريق أخر، فقد شاهدوا الوجه السيء بشكل مفاجىء في أكثر من مناسبة خلال المواسم العديدة الأخيرة، وباستثناء موسم 2011-2012 فإن الريال أصبح معتاداً على هذه السقطات المفاجئة في المستوى بسبب هشاشة معظم لاعبيه النفسية وتذبذب أدائهم، مما يجعل التوقف لتحليل ما جرى في إياب دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا لوحده ناقصاً، فما جرى في التسعين دقيقة الأخيرة حصل عدة مرات في المواسم الماضية وخذل المدربين السابقين لكارلو أنشيلوتي أمثال مانويل بيلجريني وجوزيه مورينيو.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *