لويس إنريكي ..أفكاره .. نقاط ضعفه.. وبرشلونة




محمد عواد – بات من شبه المؤكد إعلان مدرب سلتا فيجو لويس إنريكي مدرباً رسمياً لبرشلونة في الموسم المقبل، فتصريحات تاتا التي ألمح فيها إلى رحيله رافضاً منح نفسه فرصة ثانية، وصور نشرتها صحيفة سبورت عن اجتماع  جمع المدير الرياضي أندوني زوبيزاريتا بلويس انريكي يؤكدان الأمر، خصوصا مع تأكيد رفض فالفيردي لتولي المهام في العملاق الكتالوني الآن.

لويس إنريكي، لاعب اسباني سابق خاض 62 مباراة دولية، يعد من القلائل الذين مثلوا ريال مدريد وبرشلونة، وهو أول لاعب انتقل بشكل مباشر من الفريق المدريدي إلى الكتالوني على العكس من الانتقالات السابقة التي كانت بالاتجاه المعاكس، ويبلغ من العمر 43 عاماً.

 درب في برشلونة “ب” 3 سنوات قبل الانتقال لمدة موسم فاشل إلى روما، ثم بدأ مسيرته مع سلتا فيجو في صيف 2013 ليقضي معهم حتى الآن موسماً واحداً، وهو يأمل بأن تكون مسيرته في برشلونة أطول فترة الموسم الواحد التي رسمت خبرته مع كل فريق دربه، وذلك على العكس من سابقه “المحتمل” تاتا مارتينو.

تاريخه التدريبي غامض :
تاريخ لويس إنريكي كمدرب متقلب، فأهم تجاربه وأصعبها كانت مع روما انتهت باحتلاله المركز السابع، وصاحبها بعض الخلافات مع عدة لاعبين وكاد دانييل دي روسي في عهده أن يرحل، رغم منحه الصلاحيات الكبيرة آنذاك.

كان وضعه أفضل قبل ذلك في برشلونة “ب” ، فاحتل المركز الخامس والثاني والثالث على التوالي في مواسمه الثلاث خلال منافساته في الدرجة الثانية،وهو يحتل حالياً مع سلتا فيجو المركز الثامن ما يعكس تحسناً كبيراً للفريق الذي احتل المركز السابع عشر الموسم الماضي.

مسيرة لويس إنريكي كمدرب لفريق أول لم تزد عن عامين، لذلك لا يمكن الاستناد عليها للقرار بشأن جاهزيته لتدريب برشلونة من عدمه.

أفكاره:
يؤمن لويس إنريكي بالتنوع التكتيكي ولا يعتمد على خطة واحدة خلال الموسم، خطته الأساسية هي 4-3-3 لكنه يجرب 4-1-4-1 التي يلعب بها بايرن ميونيخ مع جوارديولا، وكذلك لا يتردد باستخدام 4-2-3-1 عندالحاجة.

لويس إنريكي من المخلصين لفكر الاستحواذ والكرة الشاملة الهجومية والضغط العالي دفاعياً، لذلك لن يظهر تغيير كبير على فكر برشلونة العام، بل أكد أكثر من مرة إعجابه بطريقة لعب برشلونة وتمنيه أن تستمر.

المسألة التي تبدو حساسة لدى لويس إنريكي تصريحه يوماً ما بأن النجم واللاعب العادي يجب معاملتهم بنفس الطريقة، وأنه لا يمانع من بيع أي لاعب ما دام سيئاً، مثالية هذا التفكير قد تجعله في صراعات داخل فريق يعج بالنجوم، إن لم يكن قد تغير منذ تصريحاته المتكررة عن الأمر.

لويس إنريكي ضد تقييد اللاعبين ويؤمن بحرية إبداعهم ضمن خطة عامة، فغالباً ما ترى معه بعض المهاريين متحررين يعبرون عن أنفسهم بشكل جيد في الملعب، وهو ما قد يكون بشرى جيدة لنيمار.

أخر أفكار إنريكي المهمة أنه يؤمن بالتسديد من بعيد، ويؤمن أيضاً بالتسجيل من الكرات الثابتة، وهما أمران لم يهتم بهما البرسا منذ تولى جوارديولا تدريبه، وقد يكون للويس مساهمة إيجابية هنا.

نقاط ضعفه:
من أهم نقاط ضعف لويس انريكي التي تبينت مع تدريبه روما و سلتا فيجو أنه مدرب يعجز عن التغيير أثناء المباراة، فعندما تبدأ المباراة بخير وكما توقع يكون منتصراً، وعندما لا تسير كما يشتهي تجد الفريق يعاني طوال المواجهة.

ومن نقاط ضعف إنريكي الأخرى تنظيمه الدفاعي، فروما معه كان الفريق السابع من حيث الأسوأ في الدفاع، وسلتا فيجو تلقى أهدافاً أكثر مما سجل، مما يجعل تشبيهه بحالة المدرب أندري فيلاس بواس فيها نوع من الصحة، حيث أن كليهما يؤمنان بالكرة الهجومية والجميلة لكن الدفاع معهما يظهر سيئاً للغاية.

نقطة ضعف ثالثة على جمهور برشلونة القلق منها تتمثل بعدم تعامل المدرب مع الضغوطات كما يجب، فقد كان لويس محلاً لسخرية بعض النقاد عندما قرر الحصول على سنة من الراحة بعد سنة تدريبية واحدة في مسيرته مع روما، هذا الفشل بالتعامل مع الضغوط كان يظهر على نتائج روما من أجل ضمان مقعد أوروبي في ظل اشتداد المنافسة التي أخفق فيها نهاية المطاف.

وتبقى النقطة الرابعة قلة خبرته بالتعامل مع النجوم، حيث أن فترته مع روما شابتها بعض التوترات مع توتي ودي روسي منذ البدايات، وإن كان يجب الإشارة إلى سيطرته عليها فيما بعد، لكن الصحافة الإسبانية في هذه المسألة لن ترحم.

برشلونة مع إنريكي:
بناء على ما سبق، يمكن تخيل برشلونة مع المدرب الأقرب له “لويس إنريكي”هجومياً محافظا على فكر الاستحواذ والتيكي تاكا، لكنه سيكون أكثر مرونة تكتيكياً من حيث شكل الفريق، مؤمناً أكثر باستغلال الكرات الثابتة والتسديدات من بعيد.

كما سيمنح لويس الفرصة للشباب أكثر من سابقه تاتا مارتينو، وسيكون معه استغلال أفضل للأطراف بدلاً من التركيز على الاقتحام من العمق.

وإن لم يتحسن تخطيط لويس، فإن دفاع برشلونة قد يواصل المعاناة، وقد تجد الصحف الإسبانية بعض القصص عن صدامات النجوم مع مدربهم في حال لم يطور أسلوب تعامله معهم وانتبه إلى تعامله مع أكبر نجوم العالم.

بقي أن يشار إلى نيمار الذي قد يكون أكثر المستفيدين من قدوم مدرب سيحرره ويجعله يمارس هوايته المهارية، في حين أن دخول برشلونة في ضغط إعلامي في حال تذبذب النتائج قد يؤدي إلى فشل لويس إنريكي بالتعامل معه كما أثبت أكثر من مرة في الماضي مع مثل هذه الظروف.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *