محمد عواد – كووورة – لم يتوقع متابعو الكرة الأسيوية أن يكون مونديال البرازيل كارثياً على المنتخبات الممثلة للقارة في المونديال بالشكل الذي حدث على أرض الواقع خلال الدور الأول.
أربعة منتخبات مثلت القارة؛ حققت 3 نقاط فقط، لم تحقق أي انتصار، واكتفت بثلاث تعادلات، واحتلت جميعها المركز الأخير في مجموعتها، ليكون عزاء أسيوياً خالصاً قد لا يكفي فيه 3 أيام للمواساة.
أستراليا، المنتخب المعذور بوقوعه في مجموعة صعبة للغاية خرج منها حامل اللقب الإسباني، قدمت مباراة واحدة جيدة أمام هولندا وخسرت 3-2 بصعوبة، في حين بدأت البطولة بخوف وتوتر كبيرين أمام تشيلي سمحت للأخير بتسجيل هدفين حسما المباراة مبكراً، وانتهت المواجهة بفوز لاتيني 3-1، ثم كانت الخسارة أمام اسبانيا 3-0، ليكون الأستراليون المنتخب الوحيد الذي لم يحرز أي نقطة من أسيا، والملاحظ تلقيه 3 أهداف في كل مباراة.
اليابان، خيبة الأمل الأسيوية الكبرى، فالجميع كان يراهن عليها لما أظهرته من تفوق واضح في القارة، لكن عدم التجديد في الدماء وغياب المهاجم الحاسم أطاح بها من المجموعة التي تعد أسهل من غيرها، فأحرزت نقطة واحدة من اليونان الناقصة عددياً، وخسرت أمام ساحل العاج 2-1 وسقطت أمام كولومبيا التي لعبت بنصف فريقها 1-4.
اليابانيون تلقوا صدمة كبيرة لمشروعهم الطموح للفوز بكأس العالم 2030، فهم أدركوا بأن المسألة ليست حسابات وأرقام فقط، بل هناك شيء آخر تحتاجه اللعبة يتعلق بالإبداع اللحظي والموهبة الفردية، وهي أمور غابت عنهم طوال المونديال.
المنتخب الإيراني قدم مباراة لن تنسى أمام الأرجنتين، وكان يستحق فيها أكثر من الخسارة بشهادة الجميع لكن عبقرية ميسي حرمتهم من ذلك، وكانوا قبلها قدموا رفقة نيجيريا أسوأ مباراة في البطولة وحصلوا على نقطتهم الوحيدة، ليقرروا الاستمتاع في المباراة الأخيرة أمام البوسنة فسجلوا هدفهم الوحيد وخسروا 1-3.
منتخب إيران ظهر بفكر دفاعي واضح، وظهر خوف المدرب كيروش من بطء خط دفاعه فاعتمد على الكثافة في تلك المنقطة، ورغم أنه لم يكن متوقعاً منهم التأهل عن هذه المجموعة، لكن توقع البعض منهم تقديم كرة قدم أكثر شجاعة، ورغم ذلك فيبقى المنتخب الأسيوي الأفضل نسبياً في البطولة عند مقارنة ما قدمه، مع ما تم توقعه منه.
كوريا الجنوبية، كانت في مجموعة ممكنة أمام الجزائر وروسيا وبلجيكا، وقدمت مباراة أولى جيدة أمام روسيا لكنها سقطت بعد ذلك أمام الجزائر بـ 4-2، وكان من الممكن للخضر سحقهم بنتيجة أكبر، ومع بلجيكا خسروا رغم النقص العددي في صفوف خصمهم 0-1، ليخرجوا بنقطة واحدة، جاءت من هدف سجل لخطأ من حارس المرمى الروسي، وكانوا وجهاً مخيباً آخر للقارة.
مشاركة أسيوية للنسيان، فهم الذين قدموا مونديالاً أفضل بكثير في 2010، وتحدث كثيرون عن تطور كرتهم، لكن جمودهم في أماكنهم وتطور الأخرين عكس الآية هذه المرة، وجعل الحديث عن ضرورة تخطيط أفضل في القارة هو السائد.