محمد عواد – كووورة – يخوض عدد كبير من اللاعبين المسلمين منافسات دور الستة عشر في كأس العالم وما بعده في ظل شهر رمضان الكريم، وهو ما أسال الكثير من الحبر في وسائل الإعلام حول العالم، وطرح العديد من الأسئلة في المؤتمرات الصحفية على المدربين المعنيين.
ويعد مونديال 2014 أول كأس عالم منذ مونديال المكسيك 1986 يتزامن مع شهر رمضان الكريم، وبالتالي فإنه تجربة جديدة بالنسبة لخبراء الفيفا الحاليين وجيل اللاعبين والمدربين المتواجدين.
ليس هناك مخاطر مباشرة:
كان الاعتقاد السائد في السابق أن خوض لاعب كرة القدم المنافسات وهو صائم يمثل خطراً على صحته، لكن دراسات طبية حديثة في العامين الأخيرين أكدت عدم دقة هذا الكلام، فاللاعب لو اتبع التعليمات والنصائح الطبية يصبح بمقدوره خوض مباراة من دون تأثر مستواه.
جيري دفوراك كبير الأطباء في الفيفا قال “أجرينا دراسات شاملة على لاعبين خلال شهر رمضان. وخلصنا الى انه اذا ما طبق اللاعبون المسلمون نظاما ملائما خلال شهر رمضان فانهم لن يعانوا من اي تراجع في ادائهم البدني.”
ورغم تأكيدات الفيفا، فإن جهات طبية ما زالت تؤمن بوجود بعض المخاطر لخوض اللاعب مباراة كرة قدم كاملة، لذلك فهم يدعون بأن لا تزيد دقائق مشاركته عن 60 دقيقة في حال كانت المباراة تتطلب جهداً كبيراً، حيث تؤكد بعض الدراسات ارتفاع نسبة الإصابات لدى اللاعبين المسلمين في شهر رمضان في أوروبا، وكذلك يعاني اللاعب من نوع من اضطراب المزاج قد يؤثر على أدائه مع مرور الوقت.
نصائح طبية ونظام تغذية:
قضية صوم اللاعبين المسلمين أصبحت قضية أكثر جدلاً في السنوات الأخيرة، وذلك لتزايد عدد المحترفين منهم في أندية كبيرة ذات واجبات ومهام يومية، سواء في المباريات أو التدريبات.
وبالتالي، فقد عمدت الأندية الكبرى إلى الطلب من جهازها الطبي والمستشارين بوضع نظام تغذية ونصائح لنجومها المسلمين، حتى لا ينخفض مستواهم خلال هذا الشهر.
موقع كووورة قام بجمع هذه النصائح التي نشرت خلال السنوات الماضية في صحف مثل الماركا والآس (بسبب لاسانا دياريا عندما كان يلعب مع ريال مدريد وكريم بنزيما) ولاجازيتا ديلو سبورت (بسبب قضية مونتاري واستبعاده من قبل مورينيو أثناء شهر رمضان في إنتر ميلان)، ومجلة الإيكونومست التي نشرت أخر التقارير قبل بضعة أيام بسبب المونديال الحالي.
– على اللاعب أن يشرب كميات كبيرة من الماء بعد الإفطار، ويفضل أن تكون ما بين 5-6 لتر حتى وقت الإمساك، على أن يشرب ما لا يقل عن لتر كامل في الساعة الأخيرة.
– يجب أن تكون الأغذية من النوع الذي يحتوي على كربوهيدرات عالية ذات الأمد الطويل، مثل البطاطا الحلوة والذرة.
– عدم تأخير الإفطار، وشرب كمية عالية من الماء لا تقل عن لتر خلال الساعة الأولى.
– تجنب المأكولات الدهنية في السحور، وتجنب المأكولات ذات السكريات العالية خلال اليوم، هذه نصيحة من فريق ليفربول الطبي.
– نظام تدريبي خاص، حيث يجب أن يركز على الحفاظ على اللياقة من دون بذل جهد يتسبب بخسارة الطاقة والسوائل، كما يجب أن يكون هذا التدريب في الساعات الأولى من اليوم، ولا يحتوي على تمارين الحمل العالي.
– القيلولة واجبة بما يتراوح بين 30-50 دقيقة، فالصيام يؤثر على نظام النوم للمسلمين بشكل كبير، واختلال نظام النوم يؤثر على مردود اللاعب البدني والذهني، وبالتالي فيجب عليهم أخذ قيلولة تتراوح بين 30-50 دقيقة يومياً.
نصائح تكتيكية أثناء المباراة:
التحدي الحقيقي للاعب الصائم لا يتعلق بالغذاء بقدر ما يتعلق بالماء، وحيث يمكن للاعب تجنب بذل جهد كبير في التدريبات، فإنه في المباراة لا يستطيع التحكم بهذا الأمر، لأنه متوقف على مجريات الأحداث وطريقة لعب الخصم.
وبسبب هذا التحدي ينقسم اللاعبون المسلمون إلى قسمين؛ قسم يقرر الإفطار يوم المباراة مستشهداً ببعض الفتاوى المتعلقة بذلك، وقسم آخر يطبق أفكار تكتيكية على أرض الملعب، بحيث لا يركض من دون سبب مباشر لذلك، ويحافظ على رش جسمه بالماء، ويحاول الاعتماد على التمرير من لمسة واحدة تجنباً للاحتكاك أو الجري بالكرة، كما يسعى للتمركز دفاعياً بشكل يساعده على تقليل مسافاته المقطوعة في أرض الملعب.