كيف عذبت تشيلي وكأس القارات البرازيل؟

محمد عواد – كووورة – تأهل منتخب البرازيل بشق الأنفس إلى دور الثمانية من كأس العالم، وذلك بعد أن فاز بركلات الترجيح 3-2 على منتخب تشيلي، في مباراة انتهى وقتها الإصلي والإضافي بالتعادل 1-1.

تكتيك تشيلي مبهر:
أثبت المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي أنه مدرب تكتيكي من الطراز الرفيع، فاليوم كما فعل أمام اسبانيا كان المنتصر وإن خسر بركلات الترجيح، فقد أعاد البرازيل إلى عام 1966 حسب إحصائيات أوبتا، التي قالت إن البرازيل وخلال الدقائق التسعين الأصلية قدمت أسوأ دقة تمرير في تاريخها خلال كأس العالم منذ مونديال انجلترا، فكانت دقة التمرير 69.5%.

تشيلي وإن بدأت بشكل خائف متردد نتيجة ضغط الجماهير والملعب البرازيلي، لكن هفوة السامبا التي سجلوا منها أعادت التنظيم لصفوفهم، فأظهروا تكتيكاً مبهراً تم بموجبه عزل لويس جوستافو وفرناندينيو وأوسكار عن باقي اللاعبين، ليتم إجبار نيمار وهالك على اللعب بشكل فردي واضح.

الضغط العالي الذي تم ممارسته في كل أرجاء الملعب، أجبر المدافعين البرازيليين على لعب كرات طويلة، كما أجبر فرناندينيو حسب إحصائيات المباراة أن يرتكب أخطاء أكثر مما مرر في منطقة تشيلي، وتم تعطيل أي إمكانية لأي إبداع من قبل البرازيل، وذلك بسبب التمركز الصحيح والرقابة المصحوبة بضغط عالٍ، وهو نظام معقد لم يظهر في كرة القدم مع فرق سابقاً إلا في حالات نادرة.

سوء تركيز برازيلي:
الضغط والجمهور سلاح ذو حدين، هذا ما أثبتته مباراة اليوم، فبعض لاعبي البرازيل رفضوا الواقع وحاولوا، فخلقوا خطورة كبيرة لوحدهم وبمجهود فردي.

في حين أن لاعبين أخرين كانوا فاقدي التركيز، ارتكبوا هفوات سواء بالتمريرات أو من حيث التمركز، ولو كان المنتخب الخصم أفضل هجومياً، لربما كان العقاب أشد وإن كانت المباراة في البرازيل، وهي أمور لا يمكن انتقاد سكولاري عليها بل الأفراد، لكن المطلوب من المدرب تحضيرهم بشكل أفضل في هذه المسألة.

كأس القارات:
لا يمكن إغفال تأثير كأس القارات على المنتخب البرازيلي، فالفوز بلقب عام 2013 كان له وجهان سلبيان، وإن كان له أوجه إيجابية مثل ثقة الفريق بنفسه وإدراك نيمار لقدراته، وهي القدرات التي تجعل البرازيل تمضي باللقب حتى الآن.

الوجه السلبي الأول هو وضع الضغط على اللاعبين، فقبل كأس القارات لم يتوقع أحد من السامبا أي شيء، وكان الكلام كله عن منتخب شاب، ونقص في المواهب، لكن الفوز بكأس القارات وبالطريقة القوية التي شاهدناها في 2013، وضعت الضغط مبكراً على نيمار ورفاقه، وجعلت الخصوم أكثر تصميماً على الإيقاع بهم، مما أفقدهم عنصر المفاجأة الذي تميزت به فرنسا على سبيل المثال في مونديال 1998 على ملعبها.

الوجه السلبي الثاني كان اعتماد على سكولاري على التشكيل الفائز بشكل كبير، فكان استدعاء بعض الأسماء غير الجاهزة مثل باولينيو، كما أنه بسبب تلك البطولة لم يتم تجريب أسماء أخرى قدمت موسماً رائعاً مثل رافائيل (مونشنجلادباخ) وكوتينيو (ليفربول) وروبرتو فيرمينو (هوفينهايم) وفيلبي لويس (أتلتيكو مدريد)، وكان الرهان على فريد كقلب هجوم وجو بديلاً له، ونسيان البحث في قائمة مهاجمين طويلة تملكها البرازيل، لربما كان بمقدور أحدهم توفير الإضافة على العكس مما يجري في المونديال حتى الآن.

في النهاية البرازيل انتصرت، وهي في مونديال 1994 و2002 عانت في كل مباراة تقريباً حتى اللقب، وكأن هذا المنتخب بتاريخه يستمد قوته من المصاعب التي يواجهها، لذلك يجب عدم الاعتماد على مباراة اليوم لاستبعادهم من الحسابات.

تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *