محمد عواد – كووورة – ألحق أتلتيكو مدريد هزيمة جديدة بريال مدريد في ذهاب دور الستة عشر من كأس ملك اسبانيا، ليكون السقوط الثاني للفريق الملكي على الترتيب بعد الخسارة مع فالنسيا 1-2.
سلبيات ريال مدريد الثلاث
بعد مباراة فالنسيا، ومعظم دقائق لقاء اليوم أمام أتلتيكو مدريد، ظهرت أهمية لوكا مودريتش في الصعود ونقل الكرة، فإيسكو لم يستطع يوماً أن يؤدي الدور بشكل مثالي لكن المباريات كانت سهلة عليه ليظهر بشكل جيد، ومع أول اختبار صعب سقط في دور لاعب صندق لصندوق، في حين لم يكن سامي خضيرة يوماً اللاعب الذي يستطيع أن يلعب بدلاً من لوكا مودريتش من حيث الجودة.
وظهرت هذه المشكلة اليوم بشكل جلي في الشوط الأول بالتحديد، فلاعبو الريال عانوا كثيراً بإخراج الكرة وظهروا تائهين، وهو أمر لم يكن يظهر بهذا السوء في ظل وجود لوكا مودريتش إلى جانب توني كروس، حيث كان الاثنان يستطيعان القيام بتناوب أدوار وتحركات إيجابية متكاملة بشكل مذهل في المباريات الصعبة.
كما واصل ريال مدريد سياسة العرض المجاني مع كل خسارة يتعرض لها، فالخسارة الأولى تعني الثانية، وهذه عادة مستمرة منذ سنوات طويلة وليس فقط في عصر كارلو أنشيلوتي، وكررها اليوم، ليكون سقط أمام فالنسيا وأتلتيكو، كما فعل في ذهاب بطولة الدوري أمام ريال سوسيداد وأتلتيكو أيضاً، وفي الموسم الماضي خسر لقب الدوري بسقوطه المزدوج أمام برشلونة وإشبيلية.
وتبقى السلبية الثالثة المقلقة في ريال مدريد هذه الأيام انخفاض مستوى كريم بنزيما وجاريث بيل، فبعد أن وصل الاثنان إلى القمة وساهما بروعة سلسلة الـ 22 الذهبية، دخلا مؤخراً في فترة انخفاض واضح، وإن كان تراجع مستوى جاريث بيل لا يؤثر على المنظومة، حيث يتعلق به شخصياً وبطريقة إنهاء الهجمات فقط، فإن تراجع مستوى المهاجم الفرنسي أكثر خطورة وتأثيراً، فتوقفت المساحات التي كان يتيحها بتحركاته ولمساته.
حقائق يؤكدها أتلتيكو مدريد
أتلتيكو مدريد، أكد من جديد أنه فريق مستقر المستوى وقادر على البقاء ضمن الكبار، وفي حال لم يستطع الفوز بالألقاب هذا الموسم، سيكون مزعجاً للكبيرين ريال مدريد وبرشلونة، مضفياً إثارة مختلفة على الكرة الإسبانية.
وقد يحلو للبعض اختصار تألق أتلتيكو بالروح القتالية واللعب بخشونة، لكن أرض الملعب تكشف عن أن هذا الفريق يملك منظومة دفاعية دقيقة تستحق الإشادة، تماماً كما استحقت منظومة بروسيا دورتموند الهجومية في المواسم الماضية الاحتفال والتهليل.
بداية رجال دييجو سيميوني هذا الموسم لم تكن كما يجب، لكن الفريق وصل لمنظومة متوازنة هجومياً ودفاعياً أعادته للنتائج الجيدة، ولعل مستوى جريزمان المتصاعد وثبات فعالية ماندزوكيتش، تؤكد أن أتلتيكو مدريد وإن تصرف برعونة عندما اشترى تشيرشي ليظهر أنه قوي مالياً، فإنه ما زال يملك نفس العين الثاقبة بشراء اللاعبين مثلما فعل في الماضي مع أسماء مثل دييجو كوستا وأجويرو، وأن نجاحاته في السنوات الأخيرة لم تؤثر على النجاح الإداري.
فرحة أتلتيكو مدريد اليوم مستحقة، لكنه قد يشعر بعد أسابيع في حال تأهله عندما يواجه برشلونة في دور الثمانية بأنه وضع ضغوطاً قد تؤثر على نتائجه في بطولة الدوري، في حين أن ريال مدريد حامل لقب الكأس لا بد أن يشعر بالقلق بعد هذه الخسارة، وعليه أن يبحث عن حلول للعيش من دون لوكا مودريتش في المباريات ذات المساحات الضيقة، ولا يمكنه أن يقبل الخروج من الكأس، وإن كان كارلو أنشيلوتي متردداً اليوم بشأن أهمية المباراة له، فأعطى رسالة بعدم أولوية البطولة بإراحة رونالدو وبيبي، وأكد اهتمامه بها بوضع أسماء أخرى مثل ايسكو وكروس، ليظهر كمن لم يعرف ما يريد بالضبط!