محمد عواد – كووورة – يحل برشلونة وبروسيا دورتموند ضيفين الليلة في ذهاب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، على كل من مانشستر سيتي ويوفنتوس، في مواجهات كبرى، تحمل طابعاً تاريخياً وجودة فردية تجذب اهتمام الملايين.
مانشستر سيتي × برشلونة
وفي المواجهة الأولى، تكرار لما جرى الموسم الماضي في نفس الدور، حيث أن برشلونة يزور مانشستر سيتي، صاحب الأرض يملك كل أسلحته باستثناء غياب يايا توري الموقوف، والذي بالأصل لم يقدم شيئاً حاسماً أمام برشلونة الموسم الماضي.
النقطة الاهم في مواجهة اليوم، أن مانويل بيلجريني عرف أن الحياة لا تكون للجبناء، فلعبه بطريقة خائفة مترددة الموسم الماضي جاءت عليه بخسائر، وعليه أن يعلم بأن الحل الوحيد للمضي بعيداً في أوروبا، بأن تلعب بالطريقة التي تناسب ما تملكه من لاعبين، ومانشستر سيتي ليس فريقاً خلق للدفاع أبداً ولا يستطيع أن يلعب هذا الدور.
المدرب التشيلي ألمح إلى هذه الحقيقة بتصريحه أنه سيسعى لامتلاك الكرة والاستحواذ، وهو يعلم جيداً أن نسبة أقل من 60% لبرشلونة تجعل الأخير يعيش حالة من الفوضى وعدم الارتياح، ومستوى دفاعه مؤخراً يؤكد ذلك.
على الناحية الأخرى، يريد ليونيل ميسي تكرار ما فعله الموسم الماضي من حسم أمام مانشستر سيتي، وجميع زملاء اللاعب الأرجنتيني يريدون تعويض ما جرى من سقوط غير مفهوم أمام مالاجا، وهم يعلمون جيداً أن السقوط اليوم سيدخلهم في فوضى مع وسائل الإعلام، التي ستبحث في الملفات القديمة في غرف تغيير الملابس، وستكشف كل عيب للجماهير، مما يخلق ضغطاً قد لا تكون نتائجه محمودة.
هذا اللقاء له عنوان واحد .. “لقاء المتذبذبين”، فمانشستر سيتي يقدم عاماً غير مستقر، نتائج غير جيدة ثم نتائج ساحقة، في حين أن برشلونة عندما اعتقد الجميع أنه بات غير قابل للسقوط، سقط وفي ملعبه الذي لا يسقط فيه بأسوأ أحواله.
يوفنتوس × بروسيا دورتموند
عندما كانت أحوال بروسيا دورتموند في بطولة الدوري لا تسر صديقاً ولا عدواً، ركز يورجن كلوب بشكل كامل على الصدارة في دور المجموعات، وحصل عليها رغم وجود ارسنال في مجموعته، ليضمن لعب ذهاب دور الستة عشر خارج ملعبه، وفي هذا ما يناسب أسلوبه القائم على قطع الكرات والارتداد السريع.
بالنسبة ليوفنتوس، فإن مدربه ماسيمليانو اليجري يجد دوماً دعماً من المؤمنين به قائلين “هو أفضل من كونتي أوروبياً”، ويستشهدون بمباريات كبيرة قدمها ميلان على ملعبه أمام ارسنال وبرشلونة وريال مدريد تحت قيادته، وإن كانت لقاءات العودة كارثية عليه في معظم الأحيان، فإنه اليوم في اختبار كي لا يخيب ظن من يدعمونه.
يوفنتوس يحب الاقتحام من العمق، وهناك نقطة ضعف دفاع بروسيا دورتموند هذه الأيام، والضيف يملك سرعة فائقة، وهذه نقطة ضعف دفاع يوفنتوس، وكلاهما يقاتلان في عمق خط الوسط، مما يجعلهما أسوأ خصمين لبعضهما البعض.
ماركو رويس صرح يوم أمس عن أن تجديده ليس خدعة لرفع سعره، وقال “أنا هنا أشعر بالحرية وبالتالي أستطيع الإبداع”، في حين أن يوفنتوس يملك موهبة يطلبها الكبار أيضاً، ألا وهو بول بوجبا، اللاعب الذي تتحدث الصحف عن 70 مليون يورو على الأقل كي يبدا بحزم حقائبه من تورينو.
لقاء معقد يقوم على معركة خط الوسط، من يستطيع منهما كسب هذه المعركة، سيفرض أسلوبه، ثم يكون يوفنتوس مطالباً بالتعامل مع أحد أسرع فرق أوروبا هجومياً، في حين أن يورجن كلوب يعلم أن ملعب تورينو لن يرحمه لو وجد أخطاء في عمق دفاعه والتي أرسلته للمركز الأخير في بعض فترات هذا لموسم.