محمد عواد – كووورة – يحل فيورنتينا ضيفاً ثقيلا على يوفنتوس في ذهاب نصف نهائي كأس ايطاليا لكرة القدم، وهو يحلم بالوصول إلى المباراة النهائية كما فعل الموسم الماضي، عندما سقط آنذاك أمام نابولي بنتيجة 1-3.
صلاح يكره يوفنتوس بلغة لا يفهمها
عندما نتحدث عن فيورنتينا في العالم العربي وبالتحديد في مصر، فإن اسمه بلغة الضاد باتت ترجمته الرسمية “محمد صلاح”، النجم المصري الذي استعاد بريقه سريعاً، وكسر نحس إنتر ميلان في ملعبه، وساهم بإقصاء توتنهام، يواجه الخميس يوفنتوس بعد حمله وشاح “أنا أكره يوفنتوس”.
محمد صلاح لعب المهام كلها بنجاح، وبات اليوم مطالبا بمواجهة الزعيم الأكبر، تماماً مثل ألعاب الفيديو حتى الوصول للعدو الأصعب، وسوف يرى بعينه تعقيد مواجهة يوفنتوس، وسيفهم أكثر لماذا ذلك المشجع خدعه وجعله يلتقط صورة مع شعار “أكره يوفنتوس” الذي لم يفهم صلاح المكتوب فيه حسب ما أعلن.
يوفنتوس دائماً في الواجهة، هذه هي عادته في إيطاليا، واليوم من المرجح أن يخرج صلاح من المواجهة كارهاً فعلاً ليوفنتوس في حال أحبطوه، وأعادوه إلى فلورنسا خاسراً.
لكن بنفس الوقت، يملك الدولي المصري فرصة ذهبية ليتحول إلى بطل دائم الذكر وليس مجرد طفرة، فكل المطلوب منه أن يهزم البيانكونيري في تورينو، وبعد ذلك سيرى كيف أن الجمهور الإيطالي على العكس من الجماهير في بلاد غيره، لا ينسوا بسرعة.
أليغري يفعل ما عجز عنه العظماء
منذ العام 1995، لم يستطع يوفنتوس حمل لقب كأس إيطاليا لكرة القدم، وهذا سمح لروما بالتعادل معه بالرقم القياسي مع فوزهم بلقبي 2007 و2008، ليصبح لدى كليهما 9 ألقاب.
مارسيلو ليبي المدرب الأبرز في تاريخ يوفنتوس الحديث، فاز بأول مواسمه مع السيدة العجوز بلقب كأس ايطاليا، ومن يومها عجز عن ذلك، رغم قوة اليوفي الكبرى لم يستطع إعادة الأمر، وليس أدل على تفوق اليوفي في فترتي ليبي من خوضه 4 مباريات نهائية في دوري الأبطال، كما أن فابيو كابيلو لم يحقق المسألة، ولا كارلو أنشيلوتي صاحب الرقم القياسي بألقاب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في نظامها الحديث.
3 مدربين من عظماء الكرة الإيطالية في العصر الحديث، لم يستطع أي منهم فك شيفرة بطولة الكأس منذ 20 عاما، لكن أليغري – الذي يبدو مصمماً على اللقب لترسيخ علاقته مع الجمهور الذي رفضه في البداية – يملك فرصة ممتازة لتحقيق البطولة، مع تفوق فريقه وفاصل 3 مباريات عن هذا اللقب.
أفضل حالة لفيورنتينا تواجه يوفنتوس المستقر
منذ أن أحرز يوفنتوس لقب الدوري بشكل مفاجىء منقلباً على صدارة ميلان التي كان يملكها أليغري، دخل الفريق في مرحلة استقرار أداء وسيطرة على الخصوم في الموسمين التاليين مع أنطونيو كونتي، ولم يتغير هذا الأمر في الموسم الحالي مع مدرب ميلان السابق.
ويقدم يوفنتوس أداءً متفوقاً وإن لم يكن مميزاً، ويستطيع تحقيق النتائج المطلوبة، لكنه يواجه فيورنتينا الذي يعيش أفضل فتراته، ولم يعرف الخسارة في أخر 8 مباريات في الدوري الإيطالي لكرة القدم، وساعدته نتائجه الإيجابية على المنافسة حتى الآن من أجل دوري أبطال أوروبا، ولا يمكن تجاهل حالته الممتازة في الدوري الأوروبي.
الحالتان الإيجابيتان يلتقيان، مما يجعل الجمهور المتابع للبطولة متفائلاً بقمة حقيقية تجمع الاثنين.
فيورنتينا الزئبقي أمام يوفنتوس بخطتين
يوفنتوس عاد لخطة اللعب بطريقة 3-5-2 في مواجهة روما للتعامل مع بعض الغيابات، وخرجت هذه الخطة بأكثر من 70 دقيقة مميزة قبل الاهتزاز غير المبرر في الدقائق الأخيرة أمام الذئاب المنقوصين عددياً.
والجدل مستمر في عقل أليغري، ما بين 4-4-2 بأشكالها المختلفة، و3-5-2 التي تعتبر إرث صانع الثورة الجديدة ومدرب منتخب إيطاليا الحالي، أنطونيو كونتي، وحتى الآن لم يظهر الفارق بشكل ملموس بينهما سواء من حيث النتائج أو الأداء، لكن يمكن توظيف هذه الحالة كسلاح في يوفنتوس يزيد من صعوبة توقع أداءه.
فيورنتينا هو الاخر يملك عدة أشكال تجعله زئبقيا، الفريق لعب 4-3-3 ولعب 3-4-2-1 ولعب 3-5-2، ولكن في كل الخطط كان كثيراً ما يتلقى الأهداف، كما أنه يسجل بغزارة، مثل هذه الزئبقية أيضاً تجعل من الصعب على أليغري تخيل مجريات اللقاء.
مثل هذه الخيارات التكتيكية والفنية مدعومة بكثرة الخيارات لدى المدربين من حيث الأسماء، تجعل لقاء اليوم مثل لعبة البطاقات، والمدرب الذي يضع البطاقة الأقوى مقارنة ببطاقة خصمه، هو من سيتم الهتاف باسمه، أما الثاني فيستطيع التصريح: “ما زالت لدينا فرصة في لقاء العودة”.
تابع جديدنا على الفيسبوك: