مشكلة راموس في ريال مدريد … كيف بدأت وكيف ستنتهي؟

محمد عواد – سبورت 360 – يبدو أن وضع سيرجيو راموس في ريال مدريد ليس مريحاً كما يجب، فاللاعب يرفض تجديد عقده الذي ينتهي في 2017، ويظهر غير سعيد مع الوضع الحالي، مما قد يؤدي إلى رحيله في النهاية حسب ما تعتقد الكثير من الصحف.

المشكلة ليست أجر راموس ..بل أجر من حوله!
محاولة تصوير القضية أن سيرجيو راموس يطالب بأجر أعلى خاطئة، بل فيها ظلم كبير لقلب الدفاع الإسباني.

فنحن أمام لاعب يتقاضى 4.5 مليون يورو سنوياً، في حين يتقاضى إيكر كاسياس مثلاً 7.5 مليون وكريم بنزيما 8 مليون يورو، أما جاريث بيل فليس هناك تقارير رسمية بشأن أجره، لكن على الأغلب يصل إلى 10 مليون يورو، أما خاميس فأجره يقارب 7 مليون يورو، في حين يقال أن توني كروس يصل أجره لنفس أجر جاريث بيل.

أي أن سيرجيو راموس أقل لاعب أجراً في الفريق الأساسي لريال مدريد تقريباً، وهذا يجعله في وضع لا يناسب مكانته أبداً، فالأجور ليست مجرد مبالغ مالية، بل تعكس الاحترام ومكانة اللاعب.

الإدارة بالمكافأة.. مفقودة في ريال مدريد
الأندية التي تدار بشكل ذكي، لا تنتظر اللاعب المهم أن يطلب عقداً جديداً، لأنه لا يفعل ذلك إلا عندما يصل لنقطة من إحباط الانتظار، أو عندما يعرف أن هناك من يعرض عليه في الخارج أفضل مما يتم عرضه من ناديه.

الموسم الماضي في ريال مدريد كان مخيباً، بالتالي تنتشر الأجواء السلبية، ومن هنا كان طلب راموس لأجره نسبياً لزملائه، ويبدو مصمماً على موقفه، لأن الأجواء ضاغطة وليست مساعدة على التسامح.

كان بإمكان ريال مدريد التخلص من كل هذه المشكلة، لو اجتمع بعد ليلة العاشرة مباشرة مع سيرجيو، وأعطاه عقداً بأجر 7.5 مليون يورو طواعية مستغلاً الوضع الإيجابي، يومها لوافق سيرجيو وكان سعيداً، لكنه اليوم يرفض هذا العرض.

فلورنتينز بيريز .. مستعد للبيع ولكن!
الرهان على أهمية سيرجيو راموس في ريال مدريد من أجل استمراره رهان خاسر عندما يتعلق الأمر بالرئيس الحالي فلورنتينو بيريز، فهو الذي قال لرونالدو قبل تصريح الأخير الشهير “أنا حزين” : لو أردت الخروج فبإمكانك ذلك، أستطيع شراء ميسي بالأموال التي ندفعها لك!

أي شخص لا يناسب فلورنتينو بيريز من حيث العقلية وليس اللعب يتم بيعه مباشرة، ابتداء من فرناندو ريدوندو الذي دعم مرشحاً ضده في الانتخابات، وحتى يومنا هذا، فهو مستعد لبيع سيرجيو راموس لكن شيئاً واحداً قد يمنعه.

هذا الشيء متمثل بأن بيريز يعيش ضغوطاً إعلامية هائلة بعد إقالة أنشيلوتي والفشل في الموسم الماضي، وتحميله مسؤولية رحيل عدة لاعبين، وهناك أصوات بدأت ترتفع برحيله، وبالتالي سيكون متردداً للغاية بالسماح للاعب إسباني محبوب في وسائل الإعلام هناك، بأن يرحل.

العلاقة مع الإدارة باتت علاقة تكافؤ وهذا وضع غير صحي
في ريال مدريد الوضع لم يعد صحياً على مستوى الإدارة، فهناك انفصال واضح بين مجلس الإدارة واللاعبين، وكأننا أمام ناديين في مكان واحد.

اللاعبون يتصرفون بشكل تنافسي ويبحثون عن تكافؤ قوى مع الإدارة، في حين أن الإدارة تدخل في تحديات غير مبررة معهم، وهذا وضع غير سليم، ويجب أن ينتهي في أسرع وقت.

حتى في موسم مورينيو الأسود 2012-2013، لم تصل الأمور بين اللاعبين والإدارة إلى هذا الحد، فالخلاف كان حول المدرب، ورغم ذلك فالجميع كان يظهر أمام وسائل الإعلام برأي واحد رغم معرفتنا بما يدور في الكواليس.

النهاية .. مفتوحة بكل ما للكلمة من معنى
الثقة المفرطة في أي توقع من الخيارات خطيئة كبرى فيما يتعلق بمستقبل سيرجيو راموس، فاللاعب فعلاً قد يرحل، وقد يستمر أيضاً!

ما يطلبه راموس قد لا يناسب أفكار بيريز الاقتصادية، لكن استمراره كقائد فعلي في الملعب مطلب حقيقي، وقد تكون إحدى الحلول الاستعجال برحيل كاسياس الذي يتقاضى 7.5 مليون يورو أيضاً، في ظل قدوم دي خيا المتوقع.

الشيء المؤكد، أن هذه الحكاية لن تطول، فمثل هذا النوع من المفاوضات الصيفية لا يمتد لأشهر، لأن كل الأطراف تريد البحث عن مستقبلها، وعلى الأغلب سنرى في وقت أقصاه نهاية الشهر المقبل إغلاق هذا الملف.

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *