محمد عواد – سبورت 360 – انتهت سوق الانتقالات الصيفية بكل ما فيها من مفاجآت، وتعلمنا الكثير من الإيجابيات، لكننا تعلمنا دروساً سيئة أيضاً.
هذه الدروس السيئة قد تكون سيئة لأنها غير احترافية، وقد تكون سيئة لأنها غير صحية للعبة، وقد تكون سيئة لأنها تعبر عن واقع أليم.
1- بعض الأندية يديرها أطفال
ما جرى بين ريال مدريد ومانشستر يونايتد من تصرف في أخر يوم، هو تصرف صبياني غير احترافي من أحد الطرفين، وقد يكون من كليهما.
لا أحد يعرف المخطىء حتى الآن، لأن الاثنين أصدراً بيانات يتهمان فيها الطرف الآخر، لكن الأكيد أن هناك نادياً كبيراً على الأقل يتم إدارته بعقلية الأطفال… وما خفي في باقي الأندية أعظم.
2- مشروع موناكو ليس تنافسي وفي فرنسا فريق واحد
صحيح أن ما يجري في موناكو تجارياً وإدارياً يبدو عظيماً، فمالكه الروسي حصل على أمواله التي دفعها عند الاستثمار بصناعته وإعادته للواجهة، وهو يملك الآن عدداً من اللاعبين المميزين والموهوبين.
لكن بيع كل لاعب مميز مع وصول عرض قوي، يعني أن مشروع موناكو ليس تنافسياً للظفر بالألقاب، فما يجري فيه يشبه تقريباً بورتو (دوره في أوروبا)، البقاء قرب الواجهة لكن ليس في الواجهة.
ما يختلف بين بورتو وموناكو، أن الأخير يملك منافساً قوياً جداً محلياً هو باريس سان جيرمان سيحرمه من الظفر بألقاب في بلده، وقد بات نادي العاصمة الوحيد في البلاد، ومقارنة فارق الاستثمار ستنعكس بالنهاية على أرض الملعب.
3- مينديز وزملاؤه من جديد!
كان فالكاو في طريقه إلى ريال مدريد، ثم في اخر ساعة انحرف إلى مانشستر يونايتد.
وكان دي خيا في طريقه إلى ريال مدريد، ثم في آخر ساعة استمر مع مانشستر يونايتد.
هل هي صدفة؟
الجواب “لا”.. هناك وكيل الأعمال خورخي مينديز!
لا تتعلق المسألة به شخصياً، بل بقوة وظيفته المتنامية، الكلام عنه كوكيل أعمال أعمال، فقد بات وزملاؤه يدفعون اللاعبين للرحيل مثلما حصل مع رحيم ستيرلينج وحتى محمد صلاح، كي يحصلوا على عمولاتهم مع كل انتقال، وهم لا ينظرون أبداً إلى الناحية الرياضية أو الفنية، فكل ما يهم عقد جديد ثم عقد آخر.
4- الإنجليز يبالغون بدفع الأموال
مستفيدين من انخفاض اليورو، بالغ الإنجليز في دفع الأموال، وزاد من الطين بلة أنهم يتوقعون دخلاً أعلى ابتداء من الموسم المقبل مع عقود البث التلفزيوني الجديدة.
أنفقت الأندية الإنجليزية ما متوسطه 2.7 مليون يورو مقابل ضم لاعب واحد، في حين أنفقت الأندية الإسبانية مثلاً 1.4 مليون يورو بمتوسط ضم اللاعب الواحد، أما الإيطالية فكان إنفاقها 420 ألف يورو مقابل اللاعب الواحد.
وجود نيوكاسل ضمن أعلى الصفقات في أكثر من لاعب، رغم عدم الشعور بجودة من تم ضمهم، وكذلك حال معظم الأندية الإنجليزية فليس هناك تدعيم ثوري كالذي حصل مثلاً في إنتر ميلان أو أتلتيكو مدريد، لكن هناك تساهل بدفع الأموال لضم اللاعب.
هذه ليست أول مرة، فقد باتت عادة أن يدفع النادي الإنجليزي أكثر من الجميع، لذلك باتت تفضل الأندية المتوسطة في البلاد الأخرى مفاوضة ساوثامبتون على سبيل المثال بدلاً من مفاوضة فرق أكبر منه في بلاد أخرى.
5- الطليان تعلموا ولم يتعلموا
تعلم الطليان جيداً أن دفع الأموال الخيالية قد يدخلهم في مأزق مالي كالذي حدث معهم قبل سنوات، لذلك تعاملوا مع سوق الانتقالات هذه بحكمة، فتعاقدوا مع لاعبين ضمن قدراتهم وحاجاتهم.
لكنهم لم يتعلموا أن هناك اختلاف بأسعار السوق، فمثلاً يوفنتوس فاوض شالكه من أجل دراكسلر لشهرين، وحاول تسهيل المعاملة على دفعات، وطالت المفاوضات ليحسمها فولفسبورج في ساعة واحدة، وكان واضحاً أن بعض العروض المالية للأندية الإيطالية – باستثناء الإنتر- من أجل بعض النجوم كانت أقل من أسعار السوق الطبيعية.
تعلم الطليان الحكمة في السوق، وتعلموا ضرورة إجراء صفقات، لكنهم لم يتعلموا أن الأسعار تغيرت، وبالتالي فإن يوفنتوس كان بإمكانه الحفاظ على لورينتي وزازا في الاحتياط، وعدم التعاقد مع ماندزوكيتش على سبيل المثال، واستخدام المال للتعاقد مع دراكسلر.
6- في المانيا .. فريق وحيد يرفع جودته ضمن خطة واضحة
من يتأمل في سوق انتقالات منافسي بايرن ميونخ، كلها تتعلق بتدعيم النقص، أو علاج مشكلة موجودة.
مثلاً ليفركوزن تعاقد مع تشيشاريتو وكامبل لتعويض رحيل هيونج من سن وعدم وجود مهاجم احتياطي، كذلك حال صفقات بروسيا دورتموند كانت كلها لعلاج عيوب الموسم الماضي.
الفريق الوحيد الذي يجري صفقات في المانيا كي يرفع من جودته بشكل واضح هو بايرن ميونخ، هذا يحدث منذ سنوات وليس الآن فقط، وهذا هو سبب السيطرة.
7- بورتو .. سوبر ماركت أبدي
تقريباً باع كل لاعبيه، ولم يستمر أحد في بورتو!
سياسة تسمح له بالنجاح في بلاده، وتسمح له بالتواجد على نحو متقطع في أوروبا، لكنها لن تصنع منه أبداً فريقاً حاضراً باستمرار.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: