محمد عواد – سبورت 360 – خرج مدرب منتخب بلجيكا مارك فيلموتس بتصريحات نارية استهدفت كل من إدين هازارد وكرستيان بنتيكي، حيث وصفهم بأنصاف المهتمين، ولم يعجبه ما رآه منهم.
بعيداً عن هذه الانتقادات العلنية، فإن هناك لاعبين باتوا متخصصين بإدعاء الإصابة قبل كل مواجهة غير مهمة للمنتخب أو قبل مواجهة مهمة لأنديتهم، كما أن زيادة الضغط النفسي والبدني لكرة القدم الحديثة يجعل من التوقف الدولي فرصة للبعض كي يتنفس قليلاً.
أندية تدفع الملايين، ولا تتردد بالتخلص من أي لاعب تراجع مستواه مهما كان تاريخه وماضيه، والإصابات التي يتم التركيز عليها بشكل إعلامي واضح لو حدثت في المنتخب، وبشكل أقل بكثير مما يحدث لو أصيب لاعب مع ناديه.
أشياء تتغير في تركيبة كرة القدم، فلم يعد المنتخب بوابة الشهرة للوصول إلى أندية كبرى، ولم يعد مستقبل اللاعب وأسطوريته تتوقف على النجاح في بطولة دولية، وبات مصدر الدخل الأهم هو التألق مع النادي بغض النظر عن جنسيته.
ما زال بعض الفاعلين في الساحة من لاعبين وصحفيين وجماهير ينتمون لجيل أهمية المنتخب الوطني في مسيرة اللاعب، لكن من الخطأ عدم الاعتراف ببدء تراجع هذه الأهمية سنة بعد سنة، وكأننا في الطريق لشيء يشبه النموذج الأمريكي للرياضات المهمة هناك.
فلا يعد تمثيل منتخب أمريكا لكرة السلة شرفاً كبيراً مقارنة بالحصول على خاتم بطولة دوري الـ NBA على سبيل المثال، ولا يعد النجاح مع المنتخب والفشل مع النادي منقذاً لمسيرة اللاعب، وهذا نموذج صغير علينا رؤيته بشكل أكبر.
ما يحدث الآن، أن كرة الأندية تفوقت على كرة المنتخبات سواء من حيث التغطية أو من حيث الأموال والقوة أيضاً، وما وصف كثيرين منا للفترة الدولية بالمملة إلا دليل على ذلك، وسوف ينشأ جيل جديد متشرب لهذه الثقافة الجديدة، وعندها قد نرى المنتخبات مجرد بوابة لغير المشهورين، وغير النجوم، فالمسألة القومية والوطنية لم تعد مهمة في عصر العولمة الكامل.
بالتأكيد لن تكون المنتخبات للهواة، لكنها ستكون لنوعين من اللاعبين إن لم يتغير المسار الحالي؛ شاب جديد صاعد في بداية مسيرته، أو لاعب مخضرم يريد الوفاء لوطنه بعد ضمانه مستقبله كلاعب نادي.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: