جوارديولا والاتجاه الواحد الذي أضاع عليه 4 ألقاب أوروبية

محمد عواد – سبورت 360 – لا نقاش بأن بيب جوارديولا هو المدرب الأكثر ثورية في عالم كرة القدم في العصر الحديث، فهو الرجل الذي حرك المياه الراكدة في تكتيك كرة القدم، فأعاد مفاهيم إلى الواجهة مثل المهاجم الوهمي أو التيكي تاكا، وتمادى بعد ذلك بأفكار مجنونة جعلت مشاهدة فرقه أقرب للفن منه لمشاهدة كرة قدم.

وسقط بيب قبل أيام أمام بروسيا مونشنجلادباخ، ولنقل “أخيراً قد فعل في الدروي الألماني”، لكنه سقط بالطريقة التي سقط فيها في كل مرة تقريباً عبر مسيرته.. بالهجمات المرتدة!

رجل يؤمن بفرض أسلوبه مهما كانت الظروف ومهما كانت الأسماء، يلعب باتجاه واحد بغض النظر عن الخصم، لم يعرف عنه تغيير الفلسفة أبداً أو النهج، بل تكاد لحظات دفاع الفرق التي دربها لا تذكر، فهو دائماً يلعب باتجاه واحد، فريق يتقدم بأكمله، وكأنه زحف استعماري.

هذا الأسلوب يجني بنسبة كبيرة بطولة الدوري، فخلال 6 مواسم تدريب حصد بطولة الدروي 5 مرات، ويبدو في طريقه للسابعة، لكن في أوروبا، فإن فكرة الاتجاه الواحد تبدو بحاجة لبعض التعديل، ولو لمباراة واحدة!

فاصل من أهداف بايرن ميونخ الجميلة:

         

حقق جوارديولا لقب دوري الأبطال مرتين، لكنه لعب نصف النهائي 6 مرات، وكان خروجه دوماً بسبب مباراة واحدة؛ فمع إنتر ميلان ذهب بفريق متعب لتنقله بالحافلة من اسبانيا إلى ايطاليا، وأصر يومها بشكل غريب على اللعب بطريقة هجومية، وتقدم بهدف .. ثم واصل الزحف الهجومي من دون أي واقعية .. ليخسر بالمرتدات ولا ينفعه لقاء العودة!

مع تشيلسي 2012، تلقى هدفاً خارج ملعبه وسط هجوم زاحف في ستامفورد بريدج ومغامرات غير محسوبة وغير مبررة في علم منطق كرة القدم، وفي الإياب، تقدم بهدفين وتعرض جون تيري للطرد .. ليكون هدف راميريس الأول من شبه مرتدة، وسط تساؤلات “لماذا يغامر فريق وضع نصف قدم في المباراة النهائية؟”؛ ليكون الجواب بعدها بتصريح شهير من بيب جوارديولا “يبدو أن عليك أن تدافع بعض الأحيان!”.

في 2014 نال بيب جوارديولا نفس الفرصة، وذهب لسانتياجو برنابيو بنفس الأسلوب المتقدم وفكر الاتجاه الواحد، فيصطاده رونالدو بالكعب إلى كوينتراو الذي وضعها لكريم بنزيما هدفاً على طبق من ذهب وسط كثافة عددية ضئيلة في الدفاع، في حين لعب الإياب بفدائية هجومية مبالغ فيها .. كانت نتيجتها رباعية تاريخية!

وفي 2015، عاد جوارديولا ليواجه ميسي ورفاق الأمس، ولعب 70 دقيقة جيدة، وعندما تلقى هدفاً، كان بإمكانه التصرف بذكاء والخروج بخسارة قليلة، ومحاولة التعويض في الإياب رغم كل الإصابات، لكنه انتحر وأعطى البرسا فرصة الحسم المبكر!

اتجاه واحد.. وتفكير شجاع أكثر من اللازم، ولحظة واقعية مفقودة … كلها أمور نقصت جوارديولا ليذهب إلى نهائي الأبطال 6 مرات متتالية، فهل يتعلم هذا الموسم؟ ..أم يؤكد أنه تؤام العناد؟

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:





Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *