محمد عواد – سبورت 360 – خطف ريال مدريد انتصاراً مهماً بهدفين نظيفين خارج ملعبه في ذهاب دور الـ 16 من روما، ليضع قدماً في دور الثمانية بانتظار تأكيد ذلك في لقاء العودة.
ونقف في هذا الموضوع مع عدة نقاط من القمة الأوروبية التي قدمها روما وريال مدريد
راموس احتوى صلاح وقدم مباراة مثالية
لو كان هناك لاعب يمكنني اعتباره الأفضل في اللقاء فهو بالتأكيد سيرجيو راموس، فنظرة واقعية لما جرى اليوم، فإن الشوط الأول شهد هجمات بطولية من روما، ومحاولات للاعتماد على سرعة صلاح، أو الكرات العرضية السريعة، وفي كل التجارب تقريباً كان سيرجيو راموس هو البطل الذي يبطل خطط صاحب الأرض.
في لقطات أخرى، كان سيرجيو راموس قارئاً مهماً لأفكار مرتدات روما فلم نشعر بها لأنه سبقهم إلى قتلها، ولا ننسى مساهمته بالصعود بالكرة كلما شعر توني كروس ولوكا مودريتش بأن الطريق مغلقة أمامهما.
لا أكون مبالغاً لو قلت هذه أفضل ليالي سيرجيو راموس منذ ليالي العاشرة!
كل الاحترام لروما
دراسة مهمة لكل عناصر ريال مدريد، واللعب بإيمان بأنهم يستطيعون فعل شيء، انضباط مهم جعل ريال مدريد لا يسدد أي كرة بين القائمين في الشوط الأول.
روح قتالية ورغبة بتحقيق نتيجة طيبة، رغم اهتزاز رحيل المدرب، ليمحو الفريق في لقاء اليوم عار سباعية بايرن ميونخ وسداسية برشلونة التي عانى منها الذئاب مؤخراً.
ما قبل هدف رونالدو كان قمة في الانضباط التكتيكي التي جعلت مودريتش وكروس خارج اللقاء، وبعد التأخر كانت قمة الثقة بالنفس والإصرار على أن لا تشعر هذه الجماهير بالعجز.
كل الاحترام لروما لأنه أمن للجماهير هذه المباراة المميزة، ولأنه لعب بشجاعة، ولأنه أعطى دليلاً مهماً عن أن دوري الأبطال عالم مختلف.
تعقل زيدان
لفت انتباهي أن زين الدين زيدان كان عاقلاً اليوم، فخلال الشوط الأول وفي ظل عجز لاعبي ريال مدريد عن خلق فرص، ومن وجهة نظر عاطفية أو جماهيرية، فإنه ذلك يعتبر إحراجاً للفريق الملكي.
لكن على العكس من ذلك، فقد التزم رجال القميص الأبيض بالهدوء وعدم التسرع، بل كانت تمريراتهم خلال اللقاء تتميز بأقل درجة من المخاطرة، فالتعادل السلبي الذي كان مسيطراً هو نتيجة لصالح الفريق الملكي.. وهذا ما أعتبره تعقلاً من زيدان، ثم أثبت رونالدو ذلك.
هذا التعقل ظهر في بداية الشوطين بشكل جلي، فلم يكن لديه مشكلة بخسارة الاستحواذ تماماً حتى يستوعب حماس روما، وتراجع في الفترتين ثم استعاد زمام المبادرة في الشوطين.
هل بالغ سباليتي بالاعتماد على السرعة؟
لا يمكن لروما أن يلعب مستحوذاً ضد ريال مدريد لأكثر من بضعة دقائق، ولا يمكنه أن يفكر بشيء غير الانضباط في الخلف والارتداد السريع.
لكن هل بالغ سباليتي بفكرة الاعتماد على سرعة بيروتي وصلاح؟؟ فالمرتدات كانت فردية أكثر من كونها جماعية، وكانت تتطلب من كل لاعب أن يجري ويراوغ، وبالتالي هي لم تعد هجمة مرتدة بمفهومها الطبيعي، وكان يسهل تحطيمها في ظل تألق راموس الواضح وتركيز فاران.
ألم يكن من الأفضل جعلها قائمة على أكثر من لمسة وتضحية بدنية عند خسارة الكرة؟ .. الجواب هو “نعم” لأننا رأينا البرهان على ذلك بعد هدف كريستانو.
عن مشكلة إيسكو وخاميس
ليست المرة الأولى التي يفشل فيها خاميس وإيسكو تأمين الربط المطلوب بين الخطوط عندما يتم عزل لوكا مودريتش وتوني كروس، فهما يقعان في نفس الفخ .. التفكير بالاقتراب من منطقة الجزاء قبل التفكير بكيفية إيصال الكرة إلى هناك.
دوماً ما يكون الحل بالدفع بكوفاسيتش، لأنه يفكر بشكل أكثر منطقية، فهو يعرف أن لا مجال لتسجيل هدف من دون كرة !! … لذلك يساهم بنقل الكرة أولاً وبعدها يفكر بدخول منطقة الجزاء.
الشيء الوحيد الذي يفشل الاثنان بفهمه أن دورهما الأساسي لا يتعلق أبداً بخلق الفرص بشكل أساسي، بل هو بجعل الكرة في الثلث الأخير، وهذا الدور الذي فهمه دي ماريا فتحول من لاعب مطلوب بيعه في شهر يناير إلى لاعب حزنت على رحيله الجماهير بعد 5 أشهر فقط.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: