دليلك الشامل لفهم سوق ريال مدريد .. “أسرار الهدوء”

تقرير شامل عن سوق انتقالات النادي الملكي

محمد عواد – سبورت 360 – هدوء غير معتاد على ريال مدريد، حيث انسحب النادي من معظم الصفقات التي حاول التعاقد معها، وقرر بعض اللاعبين المتوقع رحيلهم الاستمرار وعلى رأسهم خاميس رودريجيز.

نظرة عامة
على العكس مما يتصور البعض، فإن ريال مدريد دعم صفوفه حتى الآن بأسماء جديدة ولو هي قديمة الطابع؛ فابيو كويتراو عاد من الإعارة، وتم إعادة شراء موراتا، و دمج أسينسيو مباشرة مع الفريق الأول.

الحقيقة تقول ريال مدريد تعاقد مع 3 لاعبين، بغض النظر أن الناس كانت تعرفهم أم لا، أو رأتهم بقميص النادي الملكي من عدمه، فهم بالنهاية إضافة للتشكيل الفائز بدوري الأبطال الموسم الماضي، وصانع الثورة في الأسابيع الأخيرة ضد برشلونة في بطولة الليجا، وهذا لوحده يعتبر خطوة إلى الأمام.

الفارو موراتا برهن على قدرات كبيرة في يوفنتوس، وأظهر قوة شخصية وقدرات مميزة بالحسم، الأمر الذي يجعله أفضل إضافة هجومية تتنافس مع المتوقع أن يبدأ أساسياً؛ كريم بنزيما.

أما اللاعب الأخر، فهو جوكر خط الوسط، الذي يستطيع اللعب تقريباً في كل المراكز المتعلقة بخط الوسط، ماركو أسينسيو، سجل 4 أهداف وصنع 10 في الليجا الموسم الماضي، وهو رقم فعال للغاية، خصوصاً عندما نعلم أنه أفضل من أرقام لوكا مودريتش وتوني كروس في الليجا 2015-2016، مع فارق الجودة والفكر طبعاً لصالح نجمي الملكي.

وعندما يبتعد عن الإصابات، يكون فابيو كوينتراو إضافة مهمة كاحتياطي لمارسيلو، ولا نقاش بقدرته على الأداء جيداً عندما تكون الأجواء هادئة من حوله.

فيديو يقربك أكثر من قدرات أسينسيو:


            

حسابات مالية .. هناك الكثير !
أنفق ريال مدريد حتى الآن ما يقارب 30 مليون يورو على شراء اللاعبين للموسم الجديد، في حين باع لاعبين مقابل 9 مليون يورو، مما يعني أن فارق إنفاقه 21 مليون يورو.

حسب التقارير، فيستطيع ريال مدريد دوماً إنفاق فارق يصل 80 مليون يورو من دون الدخول بأي مشاكل مع قوانين اللعب المالي النظيف، وهو بالتالي ما زال يملك 60 مليون يورو لوضعها بالسوق، لكن المؤشرات تقول أنه قد لا يفعل ذلك!

التشكيل يبدو كاملاً .. وعن بديل كاسيميرو
كالعادة، فأفضل طريقة لقراءة التشكيل هو المرور بكافة الخطوط، لمعرفة مناطق النقص.

لنبدأ مع كيلور نافاس، وحارسه الاحتياطي كاسيا، تبدو الأمور منطقية وكاملة، وهو العرف السائد في عالم حراسة كرة القدم.

خط الدفاع، بعد أداء بيبي في يورو 2016، ووجود قيادة سيرجيو راموس، وتوقع دقائق إضافية لفاران، يصبح هناك عمقاً جيداً، لكن القلق هنا من أمرين؛ الكلام عن رحيل ناتشو إلى روما، واحتمال إصابة أحد الأسماء الأساسية، يجعل من المنطقي التفكير بمدافع قبل التفكير بلاعب في مركز أخر.

الظهير الأيمن يقف كارفخال كأحد أفضل اللاعبين في هذا المركز حول العالم، ومن المفترض أن يؤدي دانيلو بشكل أفضل من الموسم الماضي، بعد اعتياده على الأجواء المتوترة، ودخول النادي الموسم بشكل يفترض به أن يكون أكثر هدوءاً.

أما المنطقة اليسرى الدفاعية، فهناك مارسيلو ويحميه كوينتراو، مما يعني أن هذه المنطقة بالوضع الحالي جيدة للغاية.

مع خطة 4-3-3 في الموسم الماضي، سيكون كاسيميرو من دون بديل مباشر، لكن في الأمام سيتواجد لوكا مودريتش وتوني كروس، ومعهم كعمق كل من إيسكو وخاميس وأسينسيو، وحتى الآن لم يتم بيع كوفاسيتش رغم توقع حصول ذلك، لكن هذا يجعله ضمن الحسابات ولو مؤقتاً.

في خط الهجوم ، هناك ثلاثي BBC، ولوكاس فاسكيز وموراتا، والكلام الأقرب بان أيام خيسي رودريجيز معدودة، لكن مع التذكير بأن خاميس وإيسكو وأسينسيو يشكلون عمقاً لهذا الخط أيضاً على الأطراف، مما يجعل ريال مدريد ليس بحاجة لأي صفقة هجومية.

نعود للكلام عن بديل كاسيميرو غير الموجود، والمنطق يقول بأنه لا بد من وجود شخص مباشر يعوضه، والجمهور يطالب بأسماء جيدة مثل وليام كارفاليو، والحجة المستخدمة .. ماذا لو تعرض للإصابة؟

كلامهم صحيح 100%، لكن هناك جواب غريب يقول “ماذا لو لم يتعرض كاسيميرو لإصابة؟”، ماذا سيفعل ريال مدريد بجلب محور ارتكاز متفرغ؟ .. ولنقل كاسيميرو غاب مباراة كل شهر، ماذا عن فرص إيسكو وخاميس وأسينسيو باللعب؟… فالمسألة بالنهاية عدد دقائق؛ وتفكير ريال مدريد بعدم جلب بديل لكاسيميرو حتى الآن قائم على أن توني كروس يستطيع اللعب هناك، ومن ثم يتم منح دقائق إضافية للاعبين آخرين يتوقون لإثبات وجودهم.

جلب بديل لكاسيميرو قد يكون هو الخيار الأفضل، لكن يجب أن يصاحبه بيع خاميس رودريجيز أو إيسكو، فلا يمكن الحديث عن عمق تشكيل بجودة عالية، لا يلعب إلا صدفة…ومع الوضع الحالي “جلب بديل لكاسيميرو ليس منطقياً”.

وبما ان خاميس وإيسكو مستمران، فمن الصعب تصور شراء بديل لكاسيميرو، مع التذكير بأن أداء كروس دفاعياً لم يكن سيئاً لدرجة الكارثة بسببه، بل بسبب عدم لعب الفريق ككتلة واحدة، فالتوازن أساس النجاح وليس الأسماء.

الآن وقت البيع … وليس الشراء
هناك قاعدة شائعة في كرة القدم عند التخطيط لموسم طويل تتجلى باستعمال 23 لاعباً، أي 11 لاعبا أساسياً و11 بدلاء لهم، وحارس ثالث.

ريال مدريد حالياً يملك 26 لاعبا، شاملاً هذا لوكاس سيلفا وماريانو دياز وحارس شاب ثالث وخيسي روديجيز وكوفاسيتش، وبالتالي يجب التخلص من 3 أسماء على الأقل لضمان وجود تشكيل غير مكتظ.

التخلص من لوكاس سيلفا يبدو مسألة وقت، وماريانو دياز سيكون ما بين الفريق الأول والثاني إن لم يتم بيعه، ويبقى اللاعب الثالث الذي قد يرحل إما خيسي أو كوفاسيتش، وربما يقرر فلورنتينو بيريز رحيل كليهما، لتيح المجال لمزيد من شباب كاستيا بنيل بعض الفرص خلال الموسم المقبل، وهم الشباب الذين يعرفهم زين الدين زيدان جيداً.

أي شراء إضافي في خط الهجوم والوسط، ومن باب الخبرة بتجارب مدريد مع الإعلام والجمهور سيخلق ضجة، فما إن تنطلق صافرة البداية لأول مباراة، حتى تنشر صحيفة صورة لاعب حزين، وتبدأ المشاكل.

التغيير في الأجواء .. تحقق
من كل موسم إلى الذي يليه، ولو كان موسماً ناجحاً، فلا بد من تغيير في الأجواء، حتى لا يكون هناك رتابة وملل وتراخي بين اللاعبين.

مع 3 أسماء جديدة، وبداية أكثر مودة من بداية رافا بنيتيز، وعودة مظفرة لكل من جاريث بيل وكريستانو رونالدو وبيبي من اليورو، يظهر لدينا أن التغيير في الأجواء قد تحقق.

أسرار الهدوء.. زيدان وغيره
بالنسبة لي أعتقد أن السبب الأهم وقبل الخوض بتفاصيل الأسباب الأخرى، أن فلورنتينو بيريز لم يجد بطلاً في نظره يمكن الاستثمار فيه ويبدأ أساسياً، فحتى بول بوجبا لو تم شراؤه بالسعر المجنون المعروض فيه، سيجد تنافساً خطيراً من قبل كروس يهدد نجاحه، ولن يكون من السهل تكرار مسلسل بيع أوزيل لجعب بيل يلعب بهدوء، لأن توني أثبت باليورو أنه يستطيع فعل الكثير، في حين خذله بول بتقديم بطولة سيئة.

الاحتفاظ بالأموال هذا الموسم، يفيد ريال مدريد الموسم المقبل في حسابات قانون اللعب المالي النظيف التي تنطبق على 3 مواسم، وفي حسابات السيولة الشرائية، بالتالي تم حفظ هذا المبلغ للموسم المقبل ليتم شراء بطل جديد عندما يجد بيريز طريقاً ممهداً لشراء بطل، خصوصاً أن الكلام عن اعتزال رونالدو في ريال مدريد لا يبدو شيئاً مقنعاً “رياضياً” رغم رغبة الجماهير بحدوثه، خصوصاً مع أجره المرتفع وتقدمه بالعمر تدريجياً ورفضه المتوقع للعب دور الكبير بالعمر الاحتياطي.

ننتقل إلى الأسباب الأخرى، ونتذكر أنه منذ وصول جوزيه مورينيو إلى ريال مدريد، لم تعد مشكلة النادي الملكي أبداً بالأسماء، بل بالإصابات أو الخلافات والتوترات.

مع الكلام عن معد بدني جديد يقال إنه ممتاز، فإن الإصابات من المفترض بها أن تقل، وبالتالي ينعكس الأمر على التشكيل ليبدو أكثر عمقاً وقوة، مما يعني بنفس الوقت فرصاً أقل لبعض اللاعبين الذين نالوا فرصة اللعب بسبب إصابة غيرهم.

التوقعات أيضاً بأن زين الدين زيدان قادر على تكرار نصف الموسم الهادىء، تصبح مشاكل الريال محدودة، لأنه لا شك بجودة اللاعبين، ويبقى الأساس الوحيد لتكرار النجاح، أن يكون المدرب الفرنسي متكمناً فعلاً من خلق هذا الفريق المتحد والمتوازن، وأن لا يكون ما جرى الموسم الماضي مجرد ردة فعل.

فلورنتينو بيريز يعرف الحقيقة السابقة، وبالتالي لن يغامر في تغيير مشروع وأسماء بالشكل الذي تريده الجماهير الآن، قبل التأكد من أن زين الدين زيدان هو المدرب المناسب، خصوصاً في ظل بعض التقارير عن خلافات بينهما، ولو اتفقنا مع زيدان بشكل عام من خلال موقفه الرافض للتدخل والفرض، فإن بيريز يرى المسألة من منظور أخر.

ومن أسرار الهدوء الأخرى أن الفريق الموسم الماضي كان قوياً بما فيه الكفاية عندما اختفت المشاكل ولعب كاسيميرو كنطقة توازن وتم توظيف فاسكيز جيداً، ومع التعزيزات الجديدة، يبدو الفريق أقوى وأكثر عمقاً، ولا داعي للمزيد من التنافسية لأنها تتحول إلى مشاكل.

ولا ننسى أن هذا النادي لم يعرف الاستقرار في التشكيل لسنوات طويلة، وربما وصل الجميع لقناعة الآن إلى أن موسماً إضافياً من الاستقرار هو ما يحتاجه النادي كي يعزز عدد القاب الدوري التي يحملها، خصوصاً أن مركز الجدل كانوا دوماً هم الجدد، سواء دانيلو في الموسم الأخير، وخاميس في سابقه، وجاريث بيل في موسمه الأول.

بالتالي، لا يمكنني إلا أن أعترف باتفاقي المطلق مع سوق الانتقالات المدريدية الحالية، ولو كانت هادئة، فلا يمكن تعزيز جودة مثل هذا الفريق بشكل أكبر، إلا من خلال جلب نجوم للعب في الاحتياط، وهنا كأنك تشتري قنابل موقوتة .. مع توضيح قواعد أساسية في البند التالي.

الخلاصة .. قواعد أساسية
– الفريق يملك ما يكفي من جودة لمواجهة أي فريق في العالم، وتطبيق أي فكر كروي ما بين هجومي ودفاعي، لكن هذا كله يعتمد على قدرة زيدان بإعادة نصف الموسم الناجح من حيث التنظيم والانتماء والانضباط، فلو فشل في هذا الأمر، لن تفيد كل أسماء العالم، وريال مدريد تاريخياً أفضل مثال بأن الأسماء كلها قد تفشل لو لم يعرف المدرب صقلهم كفريق.

– موراتا يجب أن يستمر، ولو رحل يجب تعويضه بلاعب من طينته وجودته، فالموسم الماضي كان سبب من مشاكل بدايته غياب مهاجم احتياطي، ومن الواضح أن كريم بنزيما ليس شخصاً يراهن عليه لموسم كامل.

– كل لاعب يرحل ممن لم يتم ذكر أسمائهم على قائمة الرحيل في بند ” الآن وقت البيع … وليس الشراء”، يجب تعويضه، فلو رحل خاميس لا بد من لاعب وسط، ولو رحل ناتشو لا بد من مدافع.

تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:


 






سناب شات : m-awaad

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *