محمد عواد – سبورت 360 – عاش جوزيه مورينيو الموسم الأسوأ في تاريخه خلال 2015-2016، فانهيار تشلسي كان مستمراً لولا خروجه، وكان من الواضح أن الصراع الداخلي أو الإحباط وصل لحد قد يعني هبوط البلوز، في حال لم يرحل السبيشال وان.
كانت موسماً محرجاً، خرج فيه بكل الخسائر الممكنة، فقد بريق صورته بالنسبة للنجوم، وإيمان جماهير تشلسي وكثير من محبيه، وحتى الإعلام لم يعد يجد فيه الملهم أو الرجل المميز كما كان، وبالتالي يعرف أنه يعيش مع مانشستر يونايتد موسمه المصيري، فإما النجاح أو التحول من السبيشال وان إلى “العادي وان”.
عندما وصل جوزيه مورينيو لمانشستر يونايتد، كان متخماً بالجراح، ولم يكن من المتوقع أن يتحلى بأي هدوء أو حكمة في التعامل مع المواقف الصعبة، فسارعت الصحف لصياغة تقارير عن الانتقالات مستوحاة من رجل غاضب، يريد عمل ثورة، فوضعت قوائم من اللاعبين الذين يجب رحيلهم.
لم يرحل أي ممن كانوا مصنفين ضمن أعمدة فريق لويس فان جال، فالأسماء المغادرة إما شابة أخفقت بإثبات ذاتها، أو مخضرم لم يعرف النجاح في مانشستر مثلما حدث مع فيكتور فالديس، وذلك على العكس من التوقعات التي جعلت صحفاً مثل ديلي ميل وميرور تضع قائمة طويلة من الأسماء المهمة التي ينبغي رحيلها.
على العكس من ذلك، يلعب خوان ماتا دقائق أكثر من مختاريان حتى الآن، وبات فيلايني يقدم إضافة جيدة مع تغيير أدواره وجعلها واضحة محددة، في حين رفض اليونايتد عروضاً من أجل دارميان وروخو، واستمر الهولندي ديباي في الفريق، كذلك حال هيريرا رغم معرفته بأنه لن يكون أساسياً.
الاستثناء الوحيدة كان باستيان شفانيستايجر، الذي يبدو جوزيه مورينيو غير مرتاح لبقائه، لأنه لا يتوقع له أن يلعب كثيراً، ويخشى أن يؤدي ذلك إلى خلافات، مع التذكير بأن أجره عالي نسبياً للاعب احتياطي، الأمر الذي لعب دوراً كبيراً في القضية.
كيف رأى مورينيو عمل فان جال بشكل مختلف؟
بالتأكيد، لم يملك لويس فان جال الكثير من المؤيدين لأفكاره ولا أسلوب لعبه، لكن جوزيه مورينيو رغم قدومه مرهقاً من حرب جديدة في موسمه الثالث باتت عادة له، أخذ الأمور بحكمة وروية.
فارق الإنفاق (ما بين شراء وبيع) في عصر لويس فان جال كان 200 مليون خلال الموسمين، ويعرف مورينيو أن هدم كل ذلك يعني خطوة إلى الوراء، وإهداء لمبلغ مالي كبير، كان من الأفضل عليه أن يبدأ بالبناء عليه.
لم يركز جوزيه كثيراً على من يجب أن يرحل أو من يجب أن يبقى، بل ركز بشكل مختلف على النواقص في ظل بقاء الجميع، استغل سيولة مان يونايتد الهائلة، وعلاقته الطيبة مع مينو رايولا وزلاتان إبراهيموفتش، لجلب القطع الناقصة في كل الخطوط.
فجلب اثنين في خط الوسط، ومهاجم بشخصية قوية، وقلب دفاع واعد يستطيع اللعب كظهير أيمن في حالات الطوارىء، وفجأة ظهر الفريق كاملاً، بل يملك دكة قوية أيضاً.
لم ير مورينيو أن عمل فان جال سيء أو فاشل كما فعلنا نحن، بل رآه فوضوياً غير منظم، وكل ما فعله جلب قطع لخلق هذا الترتيب، ليصبح الفريق الآن أحد أهم المرشحين للفوز باللقب المحلي، وينتظره ديربي مهم سيكن أول إشارة يتلقاها الجمهور إما إيجاباً أو سلبا.
يمكن القول ختاماً لهذا المقال، أن السبيشال وان تجاهل رؤية نصف الكأس الفارغ في عمل لويس فان جال، وبنى بإيجابية على ما وجده، وهذا لا يعني أنه على حق أو على خطأ، فالحكم كله سيكون في نهاية الموسم، لكننا نقف على طريقة تفكيره وحسب.
تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:
سناب شات : m-awaad