تشلسي وكونتي .. الأفكار الممكنة بعد الانتقالات

تشلسي والبحث عن نجاح مع أنطونيو كونتي

محمد عواد – سبورت 360 – سوق انتقالات متأخرة قام بها تشلسي، فاجأ الجميع بإعادة ديفيد لويز، وجلب ماركوس الونسو، في حين استبق ذلك بصفقات مهمة في خط الوسط مع كانتي، والهجوم مع الواعد باتشواي، والحارس المخضرم إدواردو كارفاليو.

كونتي رجل الأفكار المتعددة … حتى الثبات
من تابع كونتي في مسيرته التدريبية، يعرف أنه يبدأ عادة بتجربة عدة خطط، حتى يصل للشكل الأفضل له.

مع اليوفي جرب 4-3-1-2 و4-4-2 و4-3-3 حتى اقتنع بأن 3-5-2 هي الأفضل، ثم ذهب لنفس المنحى مع ايطاليا، وهو حتى الآن مع تشلسي بدأ بـ 4-1-4-1 قبل تجربة شيء من 4-3-3 المتحولة عن 4-1-4-1، حيث جاءت له بأول شباك نظيفة رسمية ضد بيرنلي.

من المتوقع أن يستمر المدرب الإيطالي بهذه التجارب في البداية، حتى يصل لخطة (أ) أساسية، ثم يحدد الخطة (ب) التي سيعتمدها.

3-5-2 .. الإيجابيات والمشاكل
مع التعاقد مع ديفيد لويز، أصبح بمقدور تشلسي اللعب بـ 3-5-2 بكل سهولة، ولكن هذا يبدو منطقياً من ناحية دفاعية، حيث سنجد كاهيل بجانب تيري والبرازيلي، ثم تصبح المشاكل تظهر أكثر، كلما تقدمنا إلى الأمام.

يميل المراقبون بشكل عام إلى هذه الفكرة، وأن ما جرى في أخر يوم من السوق يجعل 3-5-2 أقرب من أي خطة أخرى.

فهنا يجب أخذ قرارات مهمة تتعلق بخط الوسط، لأن وجود كانتي مؤكد، ثم يكون القرار بشأن الاثنين إلى جانبه، ويبدو أوسكار محل ثقة كونتي بـ 3 مباريات بدأها، ويكون القرار الثالث صعب بين عدة أسماء، منها وليان وسيسك وماتيتش والشاب روبن لوفتوس.

ولا يمكن تصور هازارد يلعب ضمن ثلاثي الوسط بسبب طبيعته البدنية، وعلى الأغلب سيكون في هذه الخطة المهاجم الثاني خلف دييجو كوستا، في حين يستمر توظيف باتشواي كمهاجم احتياطي وبيدرو كذلك.

قد تظهر بعض الأفكار الجريئة في أطراف خط الوسط، مثل الدفع ببيدرو ليكون جناح الدفاع الأيمن ضمن الخماسي، أو فيكتور موسيس، لامتلاكهما شيئاً مما يمتلكه جياكريني والذي وظفه كونتي مع اليوفي في كل مكان.

مشكلة أخرى قد تظهر في هذه الخطة غير الاضطرار لجعل بعض الأسماء المهمة في الاحتياط، تتعلق بأن الفريق فعلاً لم يتدرب على هذا الشكل حتى الآن، مما يعني انه قد يفقد توازنه لو تحول له، وفي ظل انتصارات الفريق تبدو خطة مؤجلة.

الخطة التي جعلت يوفنتوس يتعاقد مع كوتتي
عندما كان يوفنتوس يتخبط من مدرب يصدمه إلى آخر يحطمه بعد رحيل كلاوديو رانييري، كان كونتي يقدم موسماً مذهلاً مع سيينا باستخدام خطة 4-4-2 مزدوجة المحور معظم الموسم، وهو ما جعل جماهير السيدة العجوز تضغط لجلبه.

هي خطة تقتضي وجود محوري خط وسط دفاعيين، ومن أمامهما أطراف تتحرر بالشكل الذي تريده على اليمين أو اليسار، لكن يتطلب من هؤلاء دوراً هجومياً ودفاعياً، ثم يكون هناك مهاجمين اثنين.

يحب كونتي اللعب بمهاجمين أكثر من واحد فقط، فمبدأه واضح في كرة القدم أن تجد من تمرر له أولوية، ومع الاخذ بعين الاعتبار المبلغ المدفوع من أجل باتشواي وكذلك جلب ديفيد لويز في وقت متأخر من السوق، يعني أن أنطونيو يريدهم في المركز الأساسي.

قلبي يميل جداً إلى أن الفكرة القادمة هي 4-2-2-2 ، بوضع كانتي مع ماتيتش أو ديفيد لويز في المحور، ثم يكون هناك طرفان أحدهما يلعب دور صانع اللعب مثل أوسكار أو سيسك ويميل للجهة اليمنى، وهازارد على الجهة اليسرى، ويلعب المهاجمون أدوارهم حسب مقتضاها.

ميزة هذه الخطة تخفف الضغط كثيراً على الفريق لوجود محورين متفرغين لقطع الكرة في المباريات الصعبة، وتضمن انتشاراً جيداً على أرض الملعب، لكنها خطة تتطلب انضباطاً مهماً من الطرفين في الوسط والمهاجمين لمنع ظهور مساحات قاتلة.

الاستمرار في 4-1-4-1
الفكرة الثالثة والأخيرة هي الاستمرار بالفكرة الحالية، 4-1-4-1، مع بقاء كوستا وهازارد في أدوارهم الهجومية، وكانتي بدوره الدفاعي.

ويتحول بهذا الشكل خط الدفاع لمبدا المداورة بين لويز وكاهيل وتيري وبدرجة أقل زوما، مع التذكير بإمكانية تحويل لويز للاعب وسط متأخر في حال الحاجة له.

هذا الخيار هو المنطقي، علماً أن الخيار الأول هو الثوري، والثاني أراه الأفضل، لكن هذا المنطق.

لماذا منطقي؟
لأن الفريق يحقق انتصارات، ويلعب بهذا الشكل منذ فترة، فلماذا تغير الشكل!

ماذا كان هدف السوق؟
لو ذهبنا لما سبق، يبدو أن فكرة السوق بعد جلب كانتي وباتشواي، كانت أكثر لتحضير خطة بديلة في حال لم تستمر 4-1-4-1 بنجاعتها الحالية.

فالصفقات كلها خلقت أفكاراً تتعلق بالبناء وليس بالحسم، مما يعني ان كونتي يخشى أن يحدث شيء يعطل أفكاره، ولا يبحث عن لاعب يريحه منها.

لنتذكر مبادىء كونتي .. مقياس النجاح
بقدر ما يستطيع المدرب أفكاره على أرض الملعب، بقدر ما يستطيع تحقيق نتائج، وهي بالتالي مقياس النجاح.

من الجيد أن نتذكر اليوم بعض مبادىء كونتي التي شرحها في أكثر من مؤتمر صحفي عندما كان مدرباً لليوفي وفي منتخب ايطاليا.

تقوم هذه المبادىء بالأساس على الاستحواذ والانتشار والتضحية وعدم تلقي أهداف، وكلها تعتمد على بعضها البعض، فلا يمكن تحقيق أي منها من دون أخرى.

وحتى تحقق الاستحواذ، فلا بد من توفر لاعب تمرر له، وهنا يظهر الانتشار، حيث أن كونتي يصر على تحرك كل لاعبيه بشكل يساعد زميلهم ليمرر لهم، فالكرة لا تأتيك بل أنت تذهب لها حسب قوله.

أما التضحية فتتعلق بالجانبين؛ الاستحواذ من ضرورة الضغط السريع لقطع الكرة واستردادها، ثم التضحية بالجري في كافة أرجاء الملعب عندما لا تملك كرة، إما لاستلامها، أو لإغلاق المساحات على الخصم.

أما عدم تلقي الأهداف فهو نتيجة لكل ما سبق، الاستحواذ يقلل منها، والتضحية والانتشار .. وماذا عن التسجيل؟ “لو نجحت بكل ما سبق، ستسجل وهي مسألة وقت .. تذكروا ايطاليا مع كونتي في اليورو”.

نجاح أمثال كونتي لا يتعلق على الأسماء فقط ،بل يتعلق برؤيتنا قدرته تطبيق هذه المبادىء، فلو شاهدناه يتحسن بهذه النواحي، علينا أن نتوقع منه نجاحاً، ولو لم يفعل .. فليستعد لقرار أبراموفيتش المعتاد!

تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:


 



سناب شات : m-awaad


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *