كيف يخنق كلوب الكبار في ملعبهم.. وماذا جرى لكونتي؟

كيف استطاع ليفربول أن ينتصر ؟

محمد عواد – سبورت 360 – قدم تشلسي أسوأ شوط له تحت قيادة أنطونيو كونتي، سلم اللقاء في أول 45 دقيقة، فظهر ليفربول أفضل وكأنه يلعب في أنفيلد، قبل أن تصبح الظروف أفضل قليلاً بالشوط الثاني، ولو كان تحسناً بحكم رغبة ليفربول بالتراجع للضرب بالمرتدات.

كيف يخنق كلوب الكبار؟
لعله بات من الواضح أن ليفربول يخنق كل فريق كبير يلعب معهم في ملعبهم تحديداً، وهذا عائد إلى فلسفة ضغط واسترجاع كرة مختلفة يلجأ لها.

يركز يورجن كلوب على طريقة مختلفة بالضغط العالي مما ينتهجه جوارديولا، تقوم على منع أي لاعب يملك كرة بإيجاد خيار سهل للتمرير، وبالتالي يتم الضغط على من هم حوله – في الأمام – ، والسماح له بإعادة الكرة إلى الخلف أو الجري بها وحده.

ثم يبحث ليفربول عن نقاط ضعف، للاعبين لا يتصرفون جيداً تحت الضغط، وهؤلاء يتم الضغط عليهم بشكل مباشر إضافة إلى تقليل خياراته بالتمرير المذكورة أعلاه، وهنا يتم استرجاع الكرة في منطقة الخصم، وهذا ما كان يجري بوضوح أمام ايفانوفيتش وأزبلكويتا.

الشكل السابق من الضغط يكون ما قبل منتصف ملعب ليفربول، وهو ما يجعل الفريق الخصم يبدو معزولاً على شكل فريقين، ولو تدخل الكرة إلى أول ملعب ليفربول ،يكون هناك كثافة عددية كبيرة تمنع الكرة من الوصول إلى الأمام وتبقى فقط على الأطراف، إلا لو استطاع لاعب القيام بمجهود فردي ممتاز يمر بخلاله من هذا التفكير.

هذا الأسلوب يعمل بشكل جيد جداً ضد الكبار في ملعبهم، لأنه يستفزهم، فيكون هناك تسرع بالتمرير، أو تقدم “عنتري” بالكرة، وهنا يكون من السهل إفتكاك الكرة.

عندما يتعلق الأمر بالصغار، هؤلاء لا يستعجلون، بل يكونوا سعداء بامتلاك الكرة فترة أطول، كما أن لاعبي ليفربول وبشكل طبيعي يكونوا أقل انضباطاً ضد فرق أصغر، الأمر الذي يجعلنا نرى هذا التذبذب بالأسلوب بين مواجهة الكبار والصغار.

لولا كانتي .. لكانت فضيحة !
اليوم وخلال الشوط الأول تحديداً، لم يكن هناك إلا لاعب واحد فقط يرتدي القميص الأزرق، ألا وهو كانتي.

اللاعب قدم مباراة ممتازة، سواء بافتكاك الكرة أو بالصعود بها، وكان المنقذ الحقيقي لتشلسي التائه من مرتدات ليفربول، فلولاه لكانت نتيجة كبيرة جداً قبل الدقيقة 60.

ماذا جرى لكونتي؟
فريق متأخر بالنتيجة 2-0 منذ الدقيقة 36، ويأتي التبديل في الدقيقة 84 على شكل تبديل ثلاثي في آن واحد، كان الهدف منه وضع عدد لاعبين أكثر في المنطقة الأمامية، وهو تبديل لا يمكن وصفه بالتكتيكي بقدر ما هو فدائياً.

من يعرف كونتي يعرف أنه أكثر شجاعة مما بدا عليه اليوم، لكنه اليوم على الأغلب وجد معظم لاعبيه ليس بيومهم، وفهم أن أفضل استراتيجية للخروج بشكل مشرف هو منع ليفربول من تسجيل الثالث، والبعض عن هفواتهم المعتادة، ثم المغامرة في الدقائق الأخيرة.

فكان هازارد وكوستا وماتيتش وأوسكار وايفانوفيتش وأزبلكويتا وكاهيل في الشوط الأول بمستوى سيء، ورأى أن أي مغامرة هجومية قد تكون عواقبها وخيمة، فراهن على تحسن مستوى بعضهم في الشوط الثاني وهو ما حدث من ماتيتش وإيفانوفيتش وتحرك هازارد أكثر، لتبدو الخسارة بشكل أفضل.

بالتالي، كونتي ادرك منذ اللحظة الأولى أن اليوم ليس يومه، وأن الخسارة تبدو محققة، وحاول هنا أن يخرج بخسارة أفضل من خسارة، أي بنتيجة 2-0 أو 2-1 بدلاً من الخروج بنتيجة كبيرة.

فردياً .. ليفربول لم يكن خارقاً
لعل الانتصار يجعل البعض يستعجل بمدح الأفراد والإشادة بهم، لكن باستثناء لوفرين وهندرسون وكوتينيو، فإن لاعبي ليفربول لم يقدموا مباراة ممتازة على المستوى الفردي، لكنهم فعلوا ذلك على المستوى الجماعي.

فردياً، كانت مباراة عادية لمعظم أعضاء الفريق، لكن الالتزام بأوامر كلوب جعلتهم يبدون بشكل أفضل، وجعلتهم يظهرون بشكل متفوق على أفراد تشلسي.

تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:

 



سناب شات : m-awaad

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *