فارس الثنيان – تغيرت كرة القدم واصبحنا لا نرى الفطاحل والاسماء الرنانة الذين جلبوا معهم السحر التقني الممزوج بقالب فني أنيق.. فاض الطابع الربحي على الترفيهي في العصر الحديث للمستطيل الاخضر، والتطور الخططي بتحديد أدوار اللاعبين.
الاختلاف بدأ مع تحديث نظام اللعبة لنشهد منهجيات وأنظمة تكتيكية خصصت مهام اللاعبين، ليتم توظيفهم بشكل اخر يخدم أفكار المدرب.
سابقا كان اللاعب يمتلك الحرية لذلك رأينا عنصر الابتكار واللمسات البديعة.. الان مع تحديد الأدوار قل ذلك وعلى اللاعب ان يكون لديه وعي تكتيكي ليغدو جزءًا فعالا في النظام.
تأسيس اللاعب الان في المدارس والاكاديميات مغايرا، لذلك لا توجد نفس الخامة كما كانت في جيل هنري، رونالدينيو، رونالدو الظاهرة ،زيدان وغيرهم.. جودة اللاعب حديثا مختلفة عن اللاعب في الالفية الأولى على سبيل المثال.
يُأسس اللاعبون على الضغط العالي وكيفية الانتشار بالإضافة للادوار الدفاعية المطالب بها الخط الامامي.. المدافع يتحتم عليه كيفية البناء من الخلف، حتى حارس المرمى دوره لم يعد يقتضي التصدي للكرات فقط، بل التمرير كذلك.
وسائل التواصل الاجتماعي اشغلت اللاعبين وشتت اذهانهم. ان أخطأ اللاعب مثلا او تسبب بخسارة فريقه سيرى مقاطع وصور له على مختلف التطبيقات والمواقع، فيبقى متأثرا لفترة اطول مما ينعكس سلبًا على مردوده. هناك من يتجاوز ذلك وهناك من يتأثر، كل لاعب وشخصيته.
اللعبة لا تزال فيها المتعة لكن بدرجة اقل من السابق، ومن النادر ان نرى لاعب بمواصفات وجودة الأساطير قديما. كريستيانو رونالدو وميسي اخر بقايا الجيل القديم. بالنهاية كل عهد له سماته وسلبياته.