الاستمرارية في الفرق الألمانية.. أسبابها ومشاكلها!


عامر عليان – كل فريق يمتلك هدف معيّن يطمح لتحقيقه، قد يكون التتويج ببطولة الدوري، أو المركز الثاني، او حتى التأهل لبطولة قاريّة أو تجنب الهبوط للدرجات الدنيا، 
من الممكن أن يكون الهدف تجاري بحت احيانًا، مثل الوصول إلى مبلغ معين من الأرباح والمبيعات
ولتحقيق هذا الهدف، يعين الفريق مدرب ولاعبين بإمكانيات تليق بهذا الهدف
وتتوقع جماهير الفريق والإدارة، تحقيق هذا الهدف كل موسم، بحيث يعتبر الموسم ناجحًا إذا نجح الفريق في تحقيق هدفه، وفاشلًا في حال فشل الفريق في ذلك
في بعض الحالات، تكون نتائج الفريق أعلى بكثير من المطلوب، فعندها يكون الموسم تاريخيًا ويحفر في ذاكرة جماهير واعضاء ولاعبي هذا النادي
من المشاكل التي تعاني منها الفرق الألمانية، عدم الاستمرارية في نتائجها
تتضمن عدم الإستمرارية والتقلّب عدة حالات أخرى، مثل عدم الإستمرارية في المباراة الواحدة، عندما يقدم الفريق مستوى ممتاز تكتيكيًا وفرديًا في 60 دقيقة ثم تجده يتلقى ثلاث أهداف في العشر دقائق التالية، 
لكن هذا الموضوع يشير إلى حالتين اخرى: 
1- التقلّب في النتائج خلال الموسم الواحد
2- التقلّب في النتائج خلال المواسم المتتالية
في العادة، تكون هذه حالة طبيعية، لا يخلو منها أي دوري وأي موسم، ولكن معدل تكرار هذه الحالة عند الفرق الألمانية يحولها إلى مشاكل وظواهر حقيقة
ربما الفريق الأول الذي يخطر بالبال عند طرح هذه المسألة، هو بوروسيا دورتموند 
على مدار عقد واحد، إنتقل النادي من حافة الإفلاس إلى بطل الدوري والكأس، ثم منافسًا على دوري أبطال أوروبا، لكنه في المواسم اللاحقة أصبح فريقًا متوسطًا يطمح للمركز الرابع، ويخرج مبكرًا من البطولة الأوروبية، وعلى مستوى نتائج الموسم الواحد فحدث ولا حرج، فتارة يكون الفريق الذي لا يقهر، ويحافظ على سجل نظيف من الخسارة ثم يضيع هذا السجل ضد متذيل الترتيب، وتارةً يكون متصدر الدوري الذي سيتوج باللقب أخيرًا ثم يخسر بنتيجة عريضة ضد وصيفه 
ولكن لنكن منصفين، دورتموند ليس الفريق الوحيد الذي يعاني من هذه المشكلة
شالكه أيضآ مثال على الطفرات الجينية في الدوري الألماني، 2017-18 كان موسمًا رائعًا لشالكه، حيث حقق المركز الثاني في الدوري وبشر الجميع بعودة الكبير شالكه إلى الواجهة، لكن ذلك لم يدم طويلًا حيث تراجع 30 نقطة في الموسم الذي تلاه، الى ان هبط الى البوندسليغا 2 في الموسم الذي يليه ، وها هو الآن يعاني كثيراً في الدرجة الأولى بعدما عاد لها مؤخراً وربما سيعود للهبوط في الموسم القادم
ولا ننسى مشاركة شالكه في دوري أبطال أوروبا عام 2011 ووصوله الى نصف نهائي البطولة 
هذه أمثلة بسيطة، ولكن كلنا نعلم ان الأمثلة كثيرة جداً فهالنالك الكثير من الفرق أيضا لم اتطرق لها ولكن كانت تمشي على نسق معين وتغير ذلك النسق في موسمها التالي او حتى في نفس الموسم، 
هوفينهايم موسم 2009 ، ماينز موسم 2007 ، وغيرها الكثير 
من دراستي لتلك المشكلة، ومن أبرز الأسباب لهذه التقلبات هي :
¶ تكرار تغيير المدربين والإستعجال في إقالتهم. 
¶ الميزانية المحدودة وعدم تحلي إدارات الأندية بالجرأة الكافية للقيام بالتعزيزات الضرورية في سوق الانتقالات.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *