لماذا ينزلق لاعبو كرة القدم هذه الأيام أكثر؟

لاعبو كرة القدم ينزلقون سريعاً في هذه الأيام

محمد عواد – سبورت 360 – من يتابع مباريات كرة قدم، يلاحظ أن عدد اللاعبين الذين يتعرضون لانزلاقات حاسمة ازداد أكثر من ذي قبل، وأصبحت تتلاعب بالتاريخ وليس فقط بنتائج المباريات.

كان بإمكان تشيلسي التتويج بلقب الأبطال 2008 لولا انزلاقة جون تيري، وكاد برندن رودجرز أن يتحول لأسطورة وليس مدرباً مقالاً لولا زحلقة جيرارد، ومؤخراً سقط ماسكيرانو بشكل مؤلم ضد أتلتيكو مدريد أعطاهم من خلاله التعادل.

في هذا التقرير سنناقش سبب زيادة عدد اللاعبين المنزلقين في مباريات كرة القدم، وكيف سيتم التعامل معها.

لعبة أسرع وأكثر تعقيداً من ذي قبل

لا نقاش بأن كرة القدم تزداد سرعة يوماً وراء يوم، فاللاعبون باتوا أكثر جاهزية بدنياً مع الإعداد والاستثمار الكبير بهم، والأفكار التدريبية باتت أكثر تطلباً لتسريع دوران الكرة وضمان الانتصارات.

كما أن واجبات للاعب الواحد باتت معقدة، فلم يعد هناك وجود لمفهوم لاعب بدور واحد، أو لاعب يقف في مكانه، فكثرة الحركة من حوله تجعل تركيزه موزعاً على أكثر من أمر، وهي نقلة نوعية يمكن ملاحظتها لو شاهدنا فقط مباراة في دوري الأبطال 2006 وشاهدنا مباراة الآن، حتى لا تكون المقارنة على مسافة أكثر من 10 سنوات.

عنصر أخر تمت اضافته للعبة، ألا وهو الضغط النفسي والإعلامي المستمر على اللاعبين، فأي خطأ محسوب، وأي نتيجة سيئة لن يغفرها لك الجمهور إلى الأبد، وهو ما يتحول لتوتر لكثير من اللاعبين.

توتر يضعف التركيز، وسرعة وكمية حركة هائلة له ومن حوله، قد تسبب للاعبين فقدان توازن بأي لحظة.

الكرة على الأرض وري الملعب بات أكثر

قبل اللقاء، وبين الشوطين، دائماً ما نلاحظ رشاشات الماء تعمل لضمان رطوبة الأرضية.

الهدف من هذه الرطوبة هو تسريع اللعبة، فالعشب يصبح أكثر ليناً، والكرة تسير عليه بشكل أسرع لأن عامل الاحتكاك يصبح أقل.

ومع عصر الاستحواذ في كرة القدم، بات لعب الكرة على الأرض أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي باتت عملية ري العشب أمراً ضرورياً لضمان دقة التمرير وانتقال الكرة بسلاسة دوماً.

هذه المسألة باتت تدخل في التكتيك، فأي فريق يستضيف برشلونة – على سبيل المثال – ويريد تصعيب المهمة عليه، إما يتجاهل ري الملعب تماماً لكن في ذلك مخاطرة بزيادة احتمال إصابة اللاعبين، أو يزيد من كمية الماء فيصبح رطباً أكثر من اللازم.

زحلقة جيرارد جاءت بسبب هذه الرطوبة التي تناسب أسلوب لعب ليفربول، ولعل أوضح مثال على هذه المسألة كان جون تيري بسبب المطر.

أحذية جديدة بشكل متكرر

كثير من اللاعبين ينهون الموسم باستخدام حذائين أو ثلاثة من الشركة المصنعة الباحثة عن ترويج منتجاتها.

الحذاء للاعب تماماً كالسيارة للسائق، عندما يغيرها يحتاج وقتاً ليعتاد عليها، وقد يرتكب بعض الهفوات بسبب هذا التغيير، وهذا جلي في دراسة ظهرت الموسم الماضي بخصوص حذاء معين لإحدى الشركات أصيب 7 من نجومها في فترة شهر من طرحه.

توني كروس مثال يشرح هذه المسألة، فهو لا يستغني على حذائه الكلاسيكي منذ 2009، ويرفض ارتداء أي تصميم جديد إلا في مناسبات ترويجية لكن بعيداً عن أرض الملعب.

في الماضي، كان يلعب النجم بنفس الحذاء لعام أو عامين، أما الآن فباتت الشركات أكثر شراسة في تصاميم الأحذية لكرة القدم، وباتت تخترع أنواعاً معدلة بأوزان مختلفة، قد ينتج عنها مثل هذه الأخطاء.

الخلاصة .. عناصر مجتمعة لكن إلى متى؟

انتقلت كرة القدم بشكل سريع من مستوى إلى مستوى آخر، مدفوعة باستثمارات ضخمة لم تعرفها أي لعبة في التاريخ، وهو ما جعل لعبتنا أكثر سرعة، وأكثر تعقيداً، وأكثر مهاماً من أي وقت مضى.

الشركات التسويقية وأساليب اللعب الجديد، جعلت هناك أحذية مختلفة كل فترة، بعضها قد لا يتناسب مع الأرض الرطبة من عدمها، مما جعل كل هذه المتغيرات عنصراً مهما فيما نشاهده.

لكن الأمر لن يطول، فعلى الأغلب خلال 3-5 أعوام ستختفي هذه الظاهرة تماماً، سيصبح اللاعبون أكثر انتباهاً وحذراً من تغيير حذاء يناسبهم، وسوف يكون هناك جيل ناشئ معتاد على تعقيد اللعبة منذ الصغر، وعلى الأغلب سيكون هناك معايير أقوى بخصوص أرضية الملعب ونظام الري فيها.

تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:

 



سناب شات : m-awaad

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *