التنافس يحتدم في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بالنسبة للمنتخبات العربية
محمد عواد – سبورت 360 – 4 جولات من أصل 10 لعبتها المنتخبات الآسيوية في طريقها الطويل للوصول إلى المونديال الروسي، والآمال تتزايد حول وصول بعض المنتخبات العربية من قارة آسيا للبطولة الكبرى، بعد غياب مزدوج في مونديالي 2010 و2014.
السعودية .. البداية الأفضل والخطر الأكبر
بداية مذهلة للأخضر حتى الآن، استطاع من خلالها حصد الكثير من النتائج الطيبة، ليصل إلى 10 نقاط من 4 مباريات، ويتصدر مجموعته الصعبة بوجود منتخبات مثل اليابان وأستراليا، وصاحب الجودة العالية المنتخب الإماراتي، والعنيد العراقي، ولو نظرنا للأسماء فمنها 3 تواجدت في نصف نهائي أمم آسيا الأخيرة.
يملك المنتخب منظومة ممتازة من اللاعبين القادرين على خدمة أفكار تكتيكية مختلفة، فهو يستطيع اللعب على الأطراف والاعتماد على العرضيات، كما أنه يستطيع لعب مباراة فيها مهارات فردية باحثة عن كسر الدفاعات، وهو ما مكنه من الاستفادة باللعب على أرضه حتى الآن.
الحظوظ متوفرة، لكن الخطر الأكبر هو أن المنتخب سيخوض 4 مباريات خارج ملعبه من أصل 6 متبقية، كما أن عليه انتظار قرار ملعب مباراته مع المنتخب العراقي، مما يعني احتمال لعبه مباراة واحدة فقط في أرضه، وبالتالي عليه القتال من أجل 15 نقطة خارجها، فيما يمكن اعتباره الخطر الأكبر.
حسب الأرقام في التصفيات وبطولات المجموعات التي تضم 6 منتخبات، تشير الإحصائيات إلى أن 20 نقطة هو رقم التأهل المضمون، و17 نقطة هو رقم التأهل في حال حصل تبادل للانتصارات بين الفرق المتنافسة، وفي مجموعة الأخضر تبدو الأمور أقرب للشكل الثاني من المجموعة، مما يعني أن 8 نقاط ستضع الأخضر في ظروف مميزة بشرط عدم الخسارة في ملعبه عندما يستضيف اليابان في ختام التصفيات.
الفوز على تايلاند خارج القواعد يعد أمراً حاسماً في التأهل المونديالي، ثم خطف نقطة من أستراليا أو اليابان، والفوز في مواجهاته على أرضه أو الملعب المحايد هي طريق المونديال الواضح بالنسبة للأخضر.
الإمارات .. بعض القلق ولكن الفرصة قائمة
بعد السقوط بطريقة سريعة وكبيرة ضد المنتخب السعودي، ضج تويتر بالكثير من الكلام عن رحيل المدرب مهدي علي، في حين أن القرار الحالي يبدو منحه فرصة إضافية، تقديراً للعمل الكبير الذي قام به مع الجيل الحالي.
6 نقاط من 4 مباريات ليست بالأمر السيئ لكنها ليست بالأمر الجيد، لأن أستراليا تمتلك 8 نقاط، والأخيرة لم تستطع إلا الفوز على العراق في ملعبها ببعض الصعوبة، لكنها تلعب بشكل أفضل خارج ملعبها، مما يعني أن لقاء العودة خارج الإمارات ضدهم قد تأتي بشيء مختلف.
مباراة الثلاثاء مع المنتخب العراقي هي الحاسمة لطريق الأبيض، فأي شيء غير الفوز يعني خروج شبه مبكر من الحسابات، وتعقيد كبير للحظوظ، ثم تكون بعدها مباريات اليابان وأستراليا.
يمكن القول إن 270 دقيقة قادمة هي الحاسمة تماماً لمصير الحلم الأبيض بمونديال جديد بعد المونديال الإيطالي، فتحقيق 6 نقاط على الأقل من هذه القمم يبدو الطريق المونديالي الأفضل، وما دون ذلك سيضع المنتخب في مشكلة، وما فوقه سيقربهم من موسكو.
العراق .. أخطاء بسيطة تعقد الحسابات
في أمم آسيا الأخيرة، ظهر المنتخب العراقي كعادته نداً لكل خصم يواجهه بغض النظر عن أسماء الخصوم، وهو حتى الآن يمارس هذه الهواية مع بعض الأخطاء الصغيرة.
ركلتا جزاء أضاعت حلمه ضد السعودية في أخر 10 دقائق، ثم هدف في الثواني الأخيرة ضد اليابان، تكشف عن أن أسود الرافدين خصم عنيد بكل هذه الأسماء، لكن ضعف التركيز في بعض اللحظات يجعله يدفع الثمن.
غياب عنصر لعب المنتخب بين جماهيره مؤثر وهو غير عادل له في أي تصفيات يخوضها وبالتالي فإن امتلاكه 3 مباريات متبقية في أرض محايدة، و3 خارج ملعبه، تجعل طريق تأهله ليست مفروشة بالورود، فلو تحدثنا عن نظرية الـ 18 نقطة، فإن هذا يعني ضرورة فوزه في كل المباريات المحايدة، ومباراتين خارج ملعبه، ولو قلنا أن تايلاند ممكنة، فإن المباريات الأخيرة تتضمن السعودية والإمارات.
الفوز على أستراليا واليابان والإمارات في أراضي محايدة ليست مسألة سهلة، وبالتالي يجب الاعتراف أن ما فات من نقاط مكلف للغاية، ولو استطاع الأسود اللعب في روسيا، سيكون ما حدث منذ اليوم وحتى التأهل معجزة على الجمهور العراقي الافتخار فيها.
سوريا .. تجربة لافتة في ظروف مستحيلة
سوريا تخوض التصفيات في ظل ظروف سياسية وعسكرية وإنسانية صعبة تعيشها، وفي ظل عدم قدرة المنتخب على الاستفادة من كل لاعبيه بسبب الانقسامات الحاصلة والتي امتدت لتؤثر على كرة القدم.
رغم كل تلك الصعوبات، فالمنتخب السوري حصد 4 نقاط من 4 مباريات، متقدماً بالتالي على المنتخب القطري والصيني، وكان بمقدوره أن يحصد المزيد منها لولا خطأ في النهج خلال مباراتي أوزبكستان وقطر.
هزم الصين وتعادل مع كوريا وخسر مع قطر بركلة جزاء، كل هذه الأمور تجعل التجربة السورية لافتة، لكن الاعتراف بصعوبة المهمة مهم للغاية.
سوريا تعاني مثل جارها العراقي من عدم اللعب في ملعبها، وهذا يعني أنها أقل حظاً دوماً من المتنافسين بجانبها، فمنظر ملعب كوريا وإيران من جماهير حاشدة تشجع بلا توقف، يظهر أن الظروف غير عادلة.
المباراة ضد إيران هذا الأسبوع، وبعدها المباراة ضد أوزبسكتان حاسمتان للغاية، فلو استطاع النسور تحقيق 6 نقاط بصفتها مباريات على ملعبه، فإن الحلم يمكن أن يبدأ، في حين أن الخروج بأي نقاط أقل من ذلك، سيدخل المنتخب في حسابات تنتهي بتلقيه أي ضربة إضافية.
لم يتوقع أحد التأهل من المنتخب السوري، ولا يطالبه مشجعوه بأن يفعل ذلك، فالظروف معقدة للغاية، والانقسامات عميقة جداً، لدرجة تجعل الكثيرين غير مهتمين بما قد يحدث، لكن قد يكون في الأمر دروساً بمتابعة تجربة منتخب في ظروف صعبة ويحقق أموراً جيدة.
قطر .. البحث عن ثورة قديمة
بداية مخيبة جداً للمنتخب القطري أقل من المتوقع والمأمول، 3 نقاط من 4 مباريات، جاءت بفضل فوز يتيم على سوريا من ركلة جزاء.
الاستعانة بالمدرب فوساتي هي الملاذ الأخير، فالجميع يأمل في إعادة ثورة المدرب البوسني جمال حاجي، حيث جاء والعنابي يعاني وكاد أن يتأهل لولا المباراة الأخيرة في تصفيات مونديال 1998، والتي كانت ضد الأخضر السعودي.
حسابات قطر سهلة كرياضيات وصعبة على أرض الواقع، باقي 6 مباريات ومعهم 3 نقاط، أي أن مساحة الخطأ قليلة جداً، في ظل وجود منتخبات قوية ومستقرة مثل إيران وكوريا وأوزبكستان.
المباراة المقبلة ضد الصين بقيادة مارسيلو ليبي هي الأهم على الإطلاق، فخسارتها تعني ضربة جديدة واستقرار المنتخب القطري في المركز الأخير، وبعدها يكون استضافة إيران، والفوز في هذه المواجهة سيكون حتمياً للتأهل، والخروج من هذه المواجهات بأقل من 4 نقاط، سيعني على الأغلب أن قطر ستضطر للانتظار حتى مونديال 2022 للمشاركة العالمية الأولى في تاريخها.
الملحق .. حسابات لا تختلف كثيراً
ما سبق هو نقاش يتناول التأهل المباشر عبر المركز الأول والثاني، أما الملحق فهو الطريق الأطول وعادة التي تنتهي بشكل أسوأ للمشارك الآسيوي.
بالنسبة لعدد النقاط، فإن المطلوب للتأهل من بوابة الملحق لا يقل عن المطلوب للتأهل في المركز الثاني إلا بنقطة فقط أو نقطتين حسب ما تؤكد الأرقام التاريخية، مما يجعل التفكير بالمركز الثالث هو قرار غير استراتيجي أبداً، وليس لا في محله.
تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:
سناب شات : m-awaad