يقوم ريال مدريد هذه الأيام، بسوق انتقالات مختلفة عما تعودنا عليه من فلورنتينو بيريز، فهو يحرص على جلب المواهب الشابة، يعطي أهمية أكبر للاداء من حجم الأسماء، وتتغير الخطة بناء على ما يفيد لا على ما يريده بعض النجوم.
تقريباً في كل خطوط ريال مدريد باستثناء حراسة المرمى والهجوم، تشعر أن هناك 3 أجيال موجودة، جيل بطل جاهز تماماً، جيل جاهز جيداً ليكون بطلاً، وجيل يتم تجهيزه ليصبح بطلاً، وهذا ما جعل كثيرين في شبكات التواصل يتحدثون عن ضمان مستقبل ريال مدريد، القريب والبعيد، وهذه صحيح، من النظرة الأولى.
في 2011-2012، قرأت نفس الكلام واقنتعت به عن برشلونة، عن كيف سيكون اسحاق كوينكا وجريمالدو وتيو والناشئين آنذاك سامبر ومنير وساندرو وأسماء أخرى دعماً للفريق الأول، وكيف أن برشلونة فعلاً لا يحتاج لشراء لاعبين لعدة سنوات، وأن المستقبل في آمان ولا داعي للقلق.
منذ ذلك الموسم، فاز ريال مدريد بـ 3 ألقاب دوري أبطال مقابل واحدة لبرشلونة، فاز بلقب الدروي مرتين مقابل 3 لبرشلونة، أي أن حديثنا عن المستقبل آنذاك، تحول إلى ما يشبه الحسد، فتم ضرب المشروع، ولو كان هناك قلق على برشلونة فهو بأن الفريق حالياً لا يملك قوام الفريق الأول الكامل فما زال يحتاج للاستثمار، في حين أن دكته عاجزة تماماً ولو كان بعض اللوم يقع على إدارة لويس إنريكي للأمور، وحتى مالياً لا يبدو الفريق مرتاحاً.
في الحقيقة ليس هناك مستقبل مضمون في ريال مدريد وبرشلونة، فكل شيء يحكمه النتائج والأجواء، فعلى ما أذكر أنه تم المطالبة حتى الآن 3 مرات برحيل كريستانو نفسه بصوت عالٍ من الجمهور ووسائل الإعلام كلما تراجعن النتائج، ومع توفر دوناروما أصبح نافاس فجأة غير مؤهل مع أول خطأ، ولو صعد نجم لاعب وسط والنتائج سيئة غداً سيصبح كروس غير مؤهل، وكاسمييرو سيء، وليس جيداً بما يكفي للكرة الحديثة.
كل ما يتم بناؤه الآن يعتمد بشكل أساسي في ريال مدريد على النتائج، الآن حالة التفاؤل مطلقة، زملاء عمل بمعرفة كبيرة في المجال يشجعون ريال مدريد متفائلون بثلاثية الموسم المقبل، لكن ماذا لو جرى العكس؟
ليس تشاؤماً أو تخويفاً، لكن ماذا لو جرى العكس حرفياً؟
ماذا لو سقط ريال مدريد قبل نصف النهائي في دوري الأبطال؟ وخرج تحت أي ظروف كانت ولو أخطاء تحكيمية من دور الثمانية على سبيل المثال؟
ماذا لو استطاع ميسي ورفاقه خطف لقب الدوري؟
كيف سيكون الكلام في صيف 2018؟، هل سنتحدث عن أن اللاعبين ممتازين ولكنه موسم سيء، وأنهم المستقبل الذي يجب الرهان عليه، وكنا نتكلم عنهم بالخير قبل صيف، أم سنرى عنواناً على الصحف يدعمه الجمهور يقول “الثورة الملكية ..كورتوا فيراتي مبابي كانتي هازارد الابا”، ويتم تغيير الجلد فجأة؟
في الحقيقة، أميل إلى أن الخيار الثاني سينتصر، لأن ريال مدريد من الأندية الذي لا يعرف كيف يدير الهزائم الكبيرة بشكل جيد، وهذا حقه، فهو معتاد على المركز الأول، وبالتالي يمكنني القول “مستقبل ريال مدريد مضمون، والأفكار الجديدة تعجبني .. لكن النتائج هي الأساس في هذا المشروع”
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:
سناب شات : m-awaad