بقلم : سامي مخول
– كرة القدم مهيئة دائماً للابتكار..حركة صغيرة على رقعة اللعب من الممكن ان تُعطيك مساحة كبيرة للابداع..حركة ستخلق لك توزيع آخر ومنه مساحة جديدة ان قمت باستغلالها بالشكل المطلوب ستتمكن من التفوق على الخصم،فكرة القدم لعبة مساحات.
لم يكن يعلم زيدان عند توليه منصب المدير الفني في ريال مدريد أنه سيحقق لقبي دوري أبطال على التوالي و لقب ليغا كان غائب عن الريال لفترة كبيرة !
بالطبع حقق زيزو نجاحاً مبهراً لم يكن يخطر حتى في مخيلته هو، لكن كل نجاح يُبنى على أسس..و الأسس توضع بحسب المعطيات التي تملكها.
أولى العقبات التكتيكية التي واجهها زيدان لم تكن بالسهلة أبداً.
لاعب الارتكاز لديك لا يستطيع الخروج بالكرة بالشكل السلس و لا يقدر على بناء الهجمة بالشكل بالمطلوب..و ان تخليت عنه يفقد الفريق توازنه و يخسر قوته باسترجاع الكرة !
عقبة كبيرة امام الفريق و خاصة امام الخصوم التي تجيد الضغط بشكل متقن، أتى زيزو بفكرة جديدة لا اعلم ان كان يطلق عليها اسم معين..لكن اطلقت عليها “السقوط العكسي”
الفكرة هنا أن الفريق يأخذ شكلاً و توزيعاً جديداً للاعبين في حالة امتلاك الكرة و بناء اللعب من الخلف حيث ان :
* لاعب الارتكاز كاسيميرو يسقط بشكل عكسي للامام و يتمركز على دائرة المنتصف و يتحرك بين الخطوط..حتى انه في بعض الاحيان يتواجد في منطقة الجزاء و يسجل.
* لاعب المحور الأيسر كروس يسقط للخلف الأيسر قليلا و يصبح خلف الظهير الأيسر مارسيلو و يكون مركز ثقل الفريق.
* المحور الأيمن مودريتش يبقى يتحرك بمنطقته و يكون على يمينه الظهير الأيمن كارفخال و يكون عنصر رئيسي في نقل الكرة للنصف الاخير من الملعب.
– الصعود بالكرة و بناء الهجمة هنا اصبح ذكي، حيث يكون كروس مع راموس و فاران المسؤولين عن تحريك الكرة و تحديد المكان الأنسب لنقلها و الصعود بها.
* لوكا يكون المحرك الأساسي على الجهة اليمنى..يوزع اللعب و يربط الخطوط مع بعضها البعض.
* أما الأظهرة..فيقال ان الصعود بالكرة عبر الأظهرة سيء و خطير..لأنهم لا يملكون المساحة و الخيارات الكافية و يسهل الضغط عليهم. بالطبع هذه الفكرة صحيحة..لكن ليس هنا.
كاسيميرو المتقدم يتحرك مع سير الكرة و بناء الهجمة ليوفر لك حل..بالإضافة لتحرك ايسكو الدائم معك..كروس و راموس لمساندة مارسيلو ان كان البناء على الجهة اليسرى..مودريتش و فاران ان كان البناء على الجهة اليمنى.
ليجد الفريق نفسه هنا بتوزيع جديد و تحركات مثالية للصعود بالكرة تضع حجر الأساس لكل هجمة بشكل مخطط له و يصعب على الخصم الوقوف في وجه الريال..لربما هذا يفسر قليلا القدرة على خلق الهجمات في كل المباريات بشكل متواصل و الوصول ل 73 مباراة في التسجيل.
لكن لكل أسلوب و فكرة نقاط ضعف معينة..السقوط العكسي للاعب الارتكاز يجعلك تخسر فكرة سقوطه بين قلوب الدفاع و دعمهم بالإضافة لترك مساحة فارغة..و أخطر شيء في اللعبة ان تخلق انت مساحة لخصمك.
حل زيدان كان بأن يتقدم أحد قلبي الدفاع و الذي يكون غالبا راموس..لكن خسارة الكرة هنا في نصف ملعبك مكلفة جدا.
فاللاعبون المتمركزون على أساس الاستحواذ، عند خسارة الكرة لا حل لديك إلا أن يرتد جميع لاعبي الدفاع و الوسط بأسرع شكل ممكن ليضيقوا المساحات و محاولة تطبيق الضغط العكسي..و الاعتماد على قدرات اللاعبين الدفاعية الفردية لاسترداد الكرة..و هذا ما كلف ريال مدريد الكثير بسبب اندفاع راموس المتقدم و بطء لاعبي الوسط في المساندة و تشكيل “كماشة” عند خسارة الكرة في النصف الاول و الثاني من الملعب.
كل هذه الأفكار أتت من حركة واحدة !
ليظهر لنا زيدان انه يمتلك قدرات كبيرة في اولى مواسمه التدريبية و الامر كله ليس عبارة عن حظ فقط..بل تتويج لمجهودات كبيرة يقوم بها.
هل تريد المشاركة معنا ؟ اضغط هنا
روابط مهمة: