الدنين البشير – في العادة عندما أجد فراغا في المساء أذهب إلى ملعب ملح لأتابع كرة الشارع تلك الكرة التي يجد فيها الصغار الحرية التامة في إرتجال قراراتهم و يكتسبون الكثير من الصفات بعيدا عن القيودات ، قبل أيام تابعت مدربا أو مكونا لصغار لا يتجاوز أعمارهم 10 .
كان مكون قاسي لأقصى درجة يركز على أبسط الزلات و الأخطاء المتجاوزة ليعاقبهم عليها بالجري دقائق دون توقف ، لا يترك لهم مساحة للعب الكرة يركز فقط على التدريبات البدنية القاسية و الجري و بدرجة أقل بكثير بممارسة كرة القدم .
للأسف بعص المكونين بمحاولاتهم لفرض شخصيتهم و جبروتهم على الطفل و الوقوف على أبسط ثغرة لمعاقبتهم دون إتاحة مساحة لهم في الإبتكار و تنمية قدراتهم الحدسية يهدمون و يميتون موهبة و قدرات الأطفال ، لعل ما يميز كرة الشارع أنها تتيح للطفل إكتشاف كرة القدم و كما قال المكون الآلماني الشهير هورست فاين :
<< كانت كرة الشارع بيئة طبيعية للأطفال في إكتشاف كرة القدم بشكل تلقائي يلعب الأطفال لساعات طوال بشكل يومي ، لم يكونو بحاجة للمواصلات و لا المعدات الرياضية و لا حاجة للتسجيل في الاتحادات التي تعامل الأطفال و كأنهم بالغون في يومنا هذا تلك الاتحادات بمنافستها المعقدة تحجم من النمو الطبيعي لأطفالنا في كرة القدم >>
لا يجب أبدا معاملة الأطفال و كأنهم بالغون ثمة فرق شاسع بين المقررات بين الطفل و البالغ ، يجب إتاحة فرصة للطفل في إكتشاف ذاته ، يجب القضاء على 11 ضد 11 تلك أعلن فاين قبل سنين عليها الحرب لأنها تخنق نمو و تطور الصغار .
يجب إعتماد أفكار تدريبات ال funino او الكرة المصغرة تلك التي أبتكرها الرجل قبل سنوات لترك الصغير يلعب بأريحية من أجل المتعة و تنمية القدرات كما قال دانتي بانزيري :
” تنمو الموهبة في ظل مواجهات متكررة أمام لاعبين كثر في مساحة صغيرة و محدودة في حين يتسبب العادي << الكبير >> بالإجهاد كما يحد كنا يحد من الخيال و الإبداع و سرعة التفجر لدى اللاعبين “