محمد عواد – بات هناك اتفاق عام على أن كرة الأندية نجحت بحسم صراعها مع الكرة الدولية، فالجمهور والأموال والشغف أمور باتت في بطولات الأندية وبفارق كبير، وأصبح أسبوع الفيفا مدعاة لملل الكثيرين، أو حتى لتوقف المشاهدة.
مع التوقف الحالي، الذي يأتي بعد جولات كروية ماراثونية في عالم الأندية ما بين بطولات محلية أوروبية، انتبهت إلى فوائد جيدة لأسبوع الفيفا، تتعلق بنا كجمهور، وبالأندية نفسها.
فمع زخم المعلومات والأخبار التي لا تتوقف على مدار اليوم، بات المشجع مثقلاً للغاية ومطالباً بتخصيص ساعات من يومه ليبقى في صورة الحدث، وهذا ما جعل البعض يردد في الفترة الأخيرة “كرة القدم باتت مملة”، وفي الحقيقة هي ليست مملة، بل ثقيلة هذه الأيام.
ومن شأن الأسبوع الدولي أو الأسبوعين، أن يعطينا الوقت للتنفس والهدوء، ومراجعة ما فاتنا من معلومات، والتواصل مع ظروف فرقنا دون تشنج، كما يمنحنا فرصة خوض نقاشات رياضية دون ضغوط المباريات والأدرينالين المرافق لها، ما يجدد فينا الشغف.
أما الأندية، فهي فرصة لمدربي الأندية لمراجعة مبارياتهم بهدوء، دون إمطارهم بأخبار سلبية أو إيجابية من وسائل الإعلام، ولا استعجال التحضير للمباراة التالية، وهذا ما يفسر أن عدة فرق تستطيع تعديل مسارها بشكل كبير بعد فترات التوقف، فبعض الأحيان كل ما يحتاجه المدرب هو أن يفكر بهدوء.
حتى الوسط الإعلامي يستفيد من هذا التوقف، حيث التفاصيل أقل، والقصص عمومية الطابع، ما يعطي فرصة للصحفيين وإدارات التحرير أن تأخذ نفسها، وتراجع ما فات، وتخطط لما هو قادم.
نعم، يبدو أسبوع الفيفا مملاً، وهذا باعتراف اللاعبين الدوليين أنفسهم، لكن يبدو بالنسبة لي، كسعر علينا أن ندفعه كل فترة، لنجدد همة المتابعة كمشجعين، ويجدد المدربون واللاعبون أفكارهم، فتستمر اللعبة بزخمها.