محمد عواد – لم يكن يوم الأحد، 29 نوفمبر، يوماً عادياً للمهاجميين “التقليديين” في كرة القدم، فقد كان يوم انتصار ملموس لهم عند الجماهير، وتذكير بشيء يجب أن نحفظه عن ظهر قلب.. لا أفكار تموت في لعبتنا.
في إنجلترا، قاد إدينسون كافاني ثورة حاسمة ضد ساوثامبتون، دخل فغير شكل خط الهجوم، وقلب النتيجة، وكان واضح التأثير بكل لحظة، ما بين تسجيل وتحرك وصناعة، لقد كان مركز الثورة بمعنى الكلمة.
وفي إسبانيا، ورغم أنه لا يملك فنيات وجودة برشلونة، احترمت الغالبية فاعلية برايتويث، وأهميته كرأس حربة في خط الهجوم، فكان دوره بارزاً، وإشغاله للمدافعين واضحاً، فأدرك الجميع أن كرة القدم لا تحتاج لأن يكون الجميع على أرض الملعب .. ليونيل ميسي ونيمار!
ومن أوروبا إلى السعودية، كان عمر السومة يسجل هدفاً عظيماً بجماله كهدف، وبأهميته التاريخية، إذ جعله متساوياً مع ناصر الشمراني في قمة الهدافين التاريخيين لدوري المحترفين في المملكة، ليعود عمر إلى الواجهة الإعلامية بقوة … فهو التاريخي.
في جزء سابق من أكبر مما يعتقدون، كتبت عن أن الأفكار في كرة القدم لا تموت ولا تنتهي، بل يعاد توظيفها وآلية استعمالها وتوقيتها، وهذا ينطبق على المهاجمين التقليديين أيضاً، الذين نسارع بعض الأخطاء بوصف مركزهم “منتهياً”.
كرة القدم لعبة بسيطة مهما حاول البعض تعقيدها، قد تدخل فيها البيانات والذكاء الاصطناعي، لكن يبقى جوهرها البساطة والمباشرة، لذلك فإن الأفكار التي خلقت هذه اللعبة وصاغتها لعشرات السنين، سوف تبقى موجودة ومؤثرة دوماً، ربما بشكل مختلف وطريقة توظيفة مختلفة .. لكنها موجودة.