بين أزمة ميديا برو والبريكسيت .. المشاكل الاقتصادية تخنق الأندية الفرنسية


مروان كريم – خلف تعاقد رابطة الدوري الفرنسي مع الشركة الرائدة في حقوق البث التلفزيوني ميديا برو سنة 2018، ارتياحاً كبيراً لدى معظم الأندية الفرنسية.. فالعقد كان ينص على دفع الشركة المذكورة لمبلغ يناهز 824 مليون يورو نظير بث مباريات دوري الدرجة الأولى والثانية لمدة 4 مواسم.
فكانت البداية مطلع موسم 2019/2020 بافتتاح ميديا برو لقناة تلفزيونية خاصة “تيليفوت”، تقوم بتغطية متميزة و يقودها نخبة من الصحفيين والمحللين.
لكن الأزمة المترتبة عن جائحة كورونا قلبت الموازين وجعلت الشركة عاجزة عن سداد التعويضات المنصوص عليها منذ سبتمبر الماضي.. مما أدى إلى رفع القضية إلى المحاكم الفرنسية، قبل أن يتم تسوية الموضوع بالتراضي عبر دفع ميديا برو لمبلغ 100 مليون يورو مقابل فك الارتباط وإنهاء القضية.
الشيء الذي صادقت عليه المحكمة التجارية الفرنسية مطلع الأسبوع الحالي، لتفسح المجال أمام رابطة الدوري من أجل التفاوض مع الشركات التي ترغب في الفوز بحقوق البث.. والأنباء تشير إلى سعي قناة كنال بلس الشهيرة إلى إتمام الصفقة بتكلفة أقل من المتوقع نظراً لرغبة الرابطة في الوصول إلى حل استعجالي للموضوع.
وضعية جعلت الأندية الفرنسية في موقف اقتصادي صعب قد يؤدي إلى إفلاس العديد منها وفقدان عدد مهم من الموظفين لمناصبهم.. والسبب حسب المختصين يتلخص فيما يلي:
تعرف معظم الأندية الفرنسية عجزاً متواصلاً في ميزانياتها، فالنفقات تفوق بشكل كبير المداخيل، وهذا الشيء الذي كان يدفع إدارات الأندية إلى تقليص الفارق عن طريق عمليات بيع اللاعبين والتعويل على الارتفاع المستمر لعائدات البث التلفزيوني.. دون الحاجة للتفكير في الاستثمار في طرق مبتكرة لتنويع الدخل.
فحسب آخر الإحصائيات، تعتبر أندية باريس سان جيرمان (%24)، ليون (%40) ومارسيليا (%45)، الوحيدة في فرنسا التي لا تتجاوز نسبة عائدات البث التلفزيوني ٪45 من إجمالي مداخيلها السنوية.. فيما تصل هذه النسبة عند أندية أخرى مثل رين، موناكو ونيم (%76) إلى أكثر من ٪65.
لذلك فإن تراجع ميديا برو عن الالتزام بالعقد المبرم سنة 2018 والتأثير الكبير لأزمة كورونا علاوة على غياب الجماهير، جعل للصدمة الاقتصادية وقعاً أكبر قد لا تتحمله الأندية الصغيرة.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، نبه العديد من الخبراء الاقتصاديين إلى أن المشكلة المالية التي تعيشها الكرة الفرنسية، قد تتفاقم بعد تطبيق البريكسيت، حيث سيتراجع إقبال الأندية الإنجليزية على استقدام المواهب الفرنسية كما في السابق، بسبب القيود التي سيفرضها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. حيث سيمنع على الفرق البريطانية التعاقد مع أكثر من 3 لاعبين تفوق أعمارهم 18 سنة ولا تتجاوز 21، من خارج بريطانيا في نافذة الانتقالات الواحدة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *