لوكا يوفيتش.. أسباب الاختلاف بين مدريد وفرانكفورت


محمود وهبي – انتهت محطة لوكا يوفيتش الأولى مع آينتراخت فرانكفورت على مشهد هداف كبير، وعاد المشهد نفسه فور بداية محطته الثانية مع الفريق الألماني، لكن بين المحطتيْن محطة مخيبة جداً على الصعيد الشخصي والرقمي مع ريال مدريد، فما هي أسباب هذا الاختلاف بين نسختيْ يوفيتش؟ 
قد يرى البعض أن البوندسليجا تختلف عن الليجا، وهذا أمر طبيعي، ففرص تألق المهاجمين عادة ما تكون أكبر في الدوري الألماني المعروف بمعدل الأهداف المرتفع، لكن يوفيتش لم يترك أي بصمة في إسبانيا، إن كان أمام الأندية الصعبة، أو حتى أمام أندية الصف الثاني، وأنا شخصياً لا أرى أن أندية أوساسونا وألافيس وايبار تتفوق على أندية شالكة وكولن وأوجسبورج بالمستوى، على سبيل المثال، والخلاصة أن مشاكل يوفيتش أبعد من ذلك. 
المشكلة 1️⃣: الجانب المعنوي 
يوفيتش لم يحصل في مدريد على فرصة حقيقة لفترة مقبولة من الوقت، ولم يقترب أبداً من رتبة اللاعب صاحب التأثير، لا بل كانت أدواره شبه معدومة، والأرقام تشير إلى تواجده في قائمة ريال مدريد في 55 مباراة، لكنه لعب 11 منها كأساسي فقط، ولم يتم استخدامه ولو حتى كبديل في 22 مباراة، وهذه الأمور بطبيعة الحال تؤدي هبوط الحالة المعنوية لدى اللاعب. 
المشكلة 2️⃣: الجانب البدني 
لعب يوفيتش موسميْن كامليْن مع فرانكفورت قبل انتقاله إلى مدريد، وغاب عن مباراة واحدة فقط، لكن الحظ العاثر لاحقه في مدريد، فتعرّض لإصابتيْن في موسمه الأول هناك، ثم إصابتيْن في الموسم الحالي، كما أنّه أصيب بفايروس كورونا مرتيْن. 
المشكلة 3️⃣: الجانب الفني 
طريقة اللعب تختلف بين فرانكفورت ومدريد، فنحن هنا نقارن بين فريق “جيد” في ألمانيا وبين “عملاق” أوروبي، والأهم من هذا اختلاف طريقة لعب الخصم الذي يواجه الريال مقارنة بالخصم الذي يواجه فرانكفورت، فخصم الريال بشكل عام يلعب بتحفّظ دفاعي، بينما يواجه فرانكفورت عادة أندية تلعب بأسلوب مفتوح. 
هناك أيضاً مشاكل أخرى، مثل اختلاف سقف التوقعات بين مدريد وفرانكفورت، وحجم الضغط عند ارتداء شعار النادي الملكي، ولربما أيضاً نسبة الاجتهاد الشخصي لدى يوفيتش، ثقته بنفسه، ثقة زملائه به، وجود بنزيما، وعلاقته مع زيدان. 
خلاصة الأمر أن المؤشرات تدل إلى نجاح يوفيتش في محطته الثانية مع فرانكفورت قبل عودته إلى مدريد في الصيف المقبل؛ الريال كان مقتنعاً بإبعاد يوفيتش من الباب الخلفي، لكنه قد يكون منتصراً على المدى البعيد، فهو سينجح بتسويق الهداف الصربي إن تألق في فرانكفورت.. ولربما يمنحه فرصة جديدة بظروف مختلفة في الموسم المقبل.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *