مصطفى هادي – الكومبارس: هي كلمة إيطالية شائعة في كل أنحاء العالم تسخدم في المسارح، المراد بها شخص من العامة يقوم بتمثيل دور في مدة زمنية وجيزة أثناء عمل مسرحي.
وبما أن الكومبارس كلمة شهيرة وأصلها إيطالي فمن المرجح بأنهم إعتادوا على القيام بهكذا أدوار في جميع مجالات الحياة ولم تقتصر على المسرح فقط لذلك حققت إنتشار واسع.
هذه الكلمة مع أرثها الكبير قد انتقلت إلى ميدان آخر كبير في إيطاليا، وهي كرة القدم، وبالتحديد السيريا آي وزادت من إنتشارها في السنوات العشر الاخيرة.
ففي الأعوام الأخيرة شاهدنا عديد الأندية في إيطاليا تقمصوا دور الكومبارس في المنافسة على اللقب أو على مركز مؤهل للبطولات الأوروبية ولكن في النهاية البطل معروف، وحتى المتأهلين بدرجة كبيرة واضحين المعالم، حتى مع مرور السنين، أصبحت المشاهد متكررة مما زادت من ممل المشاهد.
كان ينطلق الدوري والجميع يعرف بأن اليوفي هو البطل، ولكن تبقى بعض الأندية غاراتها للفوز بالصدارة وبالفعل تحظى بها لفترة، ولكن سرعان ما تبوء محاولاتها بالفشل لكون السيناريو مرسوم مسبقاً والبطل معروف وواضح المعالم وما يبذلوه من جهد هو فقط لإنجاح دور الكومبارس واستحقاق المكافئة التي نالوها وهي التأهل لدوري الأبطال، وربما في المستقبل هذا الدور قد يمهد على إكتشاف بطل مستقبلي.
وحتى المنافسين على التأهل لليوروبا ليغ كانوا يبذلون مجهودهم لتأهل إلى هذه البطولة وعندما ينجحون لا يهتمون ويشركون فرقهم الثانية، لأن فريقهم قام بتأدية واجبه على أكمل وجه، ونجح في التأهل حسب السيناريو المرسوم، والبطولة تعرف صاحبها مسبقًا.
ولكن اليوم بدأنا نرى أن هذا الدور أصبح يُرفض شيءٍ فشيئا حتى أصبح غير مرغوب به من أندية الكالتشيو فاليوم نشاهد منافسين اليوفي كثيرين على اللقب، والمنافسة على المراكز المؤهلة للمسابقات الأوروبية مفتوحة على مصرعيها، وكل هذا يعود إلى تطور الأندية من الناحية الرياضية وحتى الجانب المادي وأصبح ما يملكونه لا يقل اهمية عن من كان يقوم بدور البطل؛ دور الكومبارس أعطاهم الخبرة مع قليل من الثقة وقد حان وقتهم ليظهروا قدرة البطل للناس.
بوادر عودة جنة كرة القدم للواجهة؛ فالمنافسة محتدمة على اللقب حالياً في إيطاليا، وأمل دوري الأبطال يملكه صاحب المركز العاشر، وتارة أخرى صراع الهبوط مشتعل.