محمود وهبي – في 17 ديسمبر 2020، أعلن الاتحاد الدولي عن أسماء الفائزين في جوائز “ذا بيست” السنوية، ولعل الجائزة التي أثارت الدرجة الأعلى من الجدل كانت جائزة أفضل مدرب، بعد فوز يورجن كلوب على حساب هانزي فليك!.
قبل ذلك اليوم بقرابة شهر، كان فليك قد أتمّ عامه الأول كمدرب للبايرن، وكانت هذه الفترة كافية ليُتوّج بـ 5 ألقاب، لكن الأصوات رجّحت كفّة كلوب في التصويت، ثم نجح فليك بإتمام السداسية التاريخية قبل أيام، واللقب السادس لا يغيّر شيئاً في هذه المعادلة، لأن كأس العالم للأندية كان اللقب الأسهل لبايرن في سداسيته، لكن القضية هنا أن التاريخ سيسجّل التالي: أحد المدربين تُوّج بالسداسية دون الفوز بجائزة أفضل مدرب.
أولاً، لا بد من الإعتراف أن يورجن كلوب هو أحد أفضل المدربين في الألفية الجديدة، فهو كان آخر من قهر بايرن ميونيخ في الدوري الألماني، وهو من حمل دورتموند إلى نهائي ويمبلي 2013، وهو من أعاد تأسيس ليفربول ليعود به إلى منصتيْ دوري الأبطال والدوري الإنجليزي.
لكن وعلى الجانب الآخر، فوز كلوب يضعنا أمام الخطأ الأكبر في عملية التصويت، وبغض النظر عن هوية المصوّت، وهي عدم قدرة أغلب المصوتين على تحديد الفترة الزمنية المعنية، فالجائزة كانت لأفضل مدرب في العام 2020، وعوضاً عن ذلك جاء النظر إلى الصورة العامة، والهالة المحيطة بالمدرب، بما فيها كل إنجازاته السابقة.
هذه النقطة كانت أساسية في ترجيح كفة كلوب، إلى جانب نقطة أخرى، وهي “كاريزما” كلوب، ومحبة الناس له كشخص، فهو مثلاً يظهر في إعلانات مباريات الدوري الألماني على الشاشات الألمانية أكثر من ظهور المدربين المعنيين بالمباريات.
خلاصة الأمر أن فليك استحق الجائزة عن جدارة، ولنَقُم بعكس الصورة إن كنتَ لا تتفق معي: لو فاز يورجن كلوب بسداسية، مقابل فوز فليك بلقب الدوري الإنجليزي، ماذا كان سيحدث على مستوى الإعلام والجمهور والتواصل الاجتماعي إن تم تسمية فليك أفضل مدرب في العالم؟