مروان كريم – كلما ساءت الأحوال في ليفربول خلال الفترة الأخيرة إلا وانتشرت أخبار رغبة صلاح في مغادرة النادي.. حيث يتذكر الجميع تحرك وكيل أعماله على وسائل التواصل الإجتماعي عند تغيير اللاعب من طرف المدرب كلوب في إحدى المباريات.
الأمر أصبح يشكل ضغطاً إضافياّ لا يمكن تجاهله من طرف كل مكونات الفريق، خاصة مع التراجع الكبير الذي يعرفه مستوى ليفربول منذ بداية الموسم الحالي، في وقت يحتاج فيه كلوب لأكبر قدر ممكن من الاستقرار والاتحاد لتجاوز الأزمة وإعادة ترميم المشروع الرياضي الذي سيطر بشكل ساحق خلال السنوات الثلاث الماضية.
لذلك فإن محاولة الترويج لمغادرة اللاعب ليست في مصلحة الطرفين على حد سواء لعدة أسباب:
في البداية وجب التأكيد على أن خروج صلاح من ليفربول في الصيف القادم يبدو أمراً شبه مستحيل من المنظور الاقتصادي، فإدارة ليفربول لن ترحب بإنتقال نجمها الأول لأحد المنافسين المباشرين في الدوري الإنجليزي.. وإن حدث عكس ذلك فتكاليف الصفقة لن تكون منطقية في وقت تسيطر فيه الأرقام السلبية على ميزانيات الأندية جراء أزمة كورونا.
أما قطبي إسبانيا، فإن حالة عدم الاستقرار الرياضي والمالي هناك تجعل فكرة إنتقال صلاح لبرشلونة أو ريال مدريد محفوفة بالمخاطر.
فعلى المستوى الرياضي، يمر كل من الريال والبارسا بمرحلة تجديد الجلد وما يرافقها من تقلبات وفشل للعديد من الصفقات، ما يجعل الرؤية غير واضحة للاعب شارف على الوصول لسن الثلاثين، خاصة في ظل اهتمام الإسبان بجلب مبابي وهالاند لبناء حقبة جديدة بعد ثنائية ميسي ورونالدو.
لذلك أعتقد أن استمرار محمد صلاح مع ليفربول سيكون الأمر الأنسب في المرحلة الحالية من مسيرته، فاللاعب وجد منذ انضمامه للفريق سنة 2017 اسلوباً كروياً يساعد على إبراز مميزاته واستغلالها بأفضل شكل لخدمة فريق جماعي ومتجانس.
ورغم أن تخبط الفريق في الدوري هذا الموسم قد يحول دون تأهل الريدز لدوري الأبطال الموسم القادم، إلا أن منافسة البريميرليج تمتلك من القوة والجاذبية الإعلامية ما يكفي لتجديد الحافز ومواصلة اللعب تحت الأضواء.
كما أن التقدير الذي يحصل عليه من طرف مدرب الفريق كلوب لم يكن أبدا محل نقاش، كذلك الأمر بالنسبة لإدارة النادي.. حيث يعكس عقد محمد صلاح مع ليفربول أهميته على المستويين الرياضي والتجاري كذلك.
