مصطفى هادي – لا شك أن الجماهير المحبة لريال مدريد أو أي فريق أخر عندما تقرأ مثل هكذا احصائية ينتابها الفخر لكون فريقها يحقق الفوز من دون مساعدة (ركلات الجزاء) ولكن في الحقيقة يعتبر مثل هكذا رقم سلبي للفريق ويجب مراجعة منظومة الهجوم.
الميرينغي عانى هذا الموسم في الحصول على ركلات جزاء وهذا ما لم نعهده، وسجل سلسلة بلغت 24 مباراة من دون الحصول على ركلة جزاء وهذا يعتبر ثالث أعلى رقم في الليغا مناصفة مع برشلونة وأما الاول كان من نصيب أوساسونا سجل سلسلة 72 مباراة من دون ركلة جزاء وتلاه أتلتيكو مدريد في 30 مباراة.
والأرقام القياسية السابقة كانت قبل دخول الVAR للملاعب، أما مع دخول التقنية الجديدة فيعتبر رقم ريال مدريد 24 مباراة من دون ركلة جزاء ثاني أعلى رقم خلف رايو فاليكانو 28.
سردنا لكم الارقام التاريخية في الاعلى والآن لنتكلم فنياً لماذا حقق ريال مدريد هذا الرقم السيء؟؟
لو عدنا للإحصاءات وبالتحديد الهجومية منها لوجدنا أن الأرقام تعتبر عادية نوعاً ما مقارنة في المواسم السابقة؛ حيث استطاع فريق العاصمة تحقيق نسبة مراوغات ناجحة في المباراة الواحدة هي 11.5، والمراوغات ذات اهمية كبيرة في المساعدة اختلال توازن الانظمة الدفاعية وخلق الكثافة الهجومية وصنع الفرص والتسجيل وكلما زاد الرقم زادة معه فرص الاهداف وفريق بحجم ريال مدريد عندما يحقق مثل هذا الرقم يعتبر عادي مقارنة مع فرق أخرى على سبيل المثال نيمار وحده يحقق نصف معدل مراوغات ريال مدريد في المباراة الواحدة، حيث أن البرازيلي يحقق 5 مراوغات ناجحة في المباراة الواحدة وهذه دلالة على ندرة اللاعبين المهاريين في خط هجوم الملكي.
وعندما تمتلك لاعبين في خط الهجوم يتمتعون بمهارات كبيرة يجيدون الاختراق والدخول بشكل متكرر لمنطقة جزاء الخصم سيجعل دفاعه تحت الضغط وسيرفع نسبة الحصول على ركلات جزاء وهذا ما كان متوفر في مدريد السنوات السابقة عكس الموسم الحالي.
السلاح الهجومي الكبير المتوفر لزيدان هذا الموسم هو فينيسيوس جونيور وخاصة بعد معانات البلجيكي هازارد من الاصابات، جونيور لاعب يحبذ الجري في المساحات بشكل طولي أو بالأحرى (الهجوم المرتد) ولا يملك ميزة الاختراق الأفقي لمنطقة الجزاء من الأجناب عندما تكون هناك كثافة داخل منطقة الجزاء وعندما يكون سلاحك الأكبر نقطة قوته هو عدم اعتراضه فستكون نسبتك معدومة في الحصول على ركلة جزاء ونسبة نجاحه في المراوغة للمباراة الواحدة 1.2.
وأما كريم بنزيما السلاح الثاني يجيد المراوغة في المساحات الصغيرة ولكن دائما ما كانت مهامه متوقفة بدرجة كبيرة في ربط الخطوط وأحياناً نشاهده يعود إلى منتصف الملعب ليستلم الكرة ومساعدة زملائه في صناعة اللعب وهذه الامور كلها تقلل فرصه في تسجيل الأهداف ومن الفوز بركلات الجزاء.
وهناك رقم أخر هو معدل تهديف ريال مدريد في المباراة الواحدة، ومن أي مكان تتم صناعة الهدف ؟
ريال مدريد يسجل 1.3 هدف في المباراة الواحدة وتتم صناعة هذا الهدف من خلال؛ (العرضيات 0.5 ، الركنيات 0.1 الركلات الحرة 0 وغيرها 0.7).
والأرقام أعلاه تدل بأن النسبة الأعلى في صناعة أهداف ريال مدريد تأتي من العرضيات بنسبة 0.5 والفرق التي تعتمد كثيرا في لعبها على هكذا أسلوب تقل عندها فرصة الفوز بركلات الجزاء لقلة الاحتكاكات الناتجة، أو بشكل اوضح اكثر من ثلث اهداف ريال مدريد جاءت من العرضيات.
إذن نستنج أن ريال مدريد أسلوبه وأفراده لا يساعدانه في الحصول على ركلات جزاء وليس هناك سبب (للاخطاء التحكيمية) والتي يدعي بعضهم بانها تلاشت مع ظهور ال VAR.
وفي النهاية كل ما زاد تواجدك داخل منطقة الجزاء زادة فرصك للفوز بركلات جزاء وكلما قل اللاعبين المهاريين لديك قلة فرص الاخطاء لمصلحتك، والأرقام في الأعلى واضحة لنا محدودية ريال مدريد الهجومية، وحنكة زيدان وحدها لا يمكن أن تحلها من دون تدخل الإدارة وقيامها بضخ دماء جديدة في الهجوم.