نعم يستحق ميسي الكرة الذهبية.. ولكن بشرط!


محمد بلقاسم – عاد الحديث بشكل كبير مؤخراً عن كون ميسي هو أبرز مرشح للفوز بالكرة الذهبية وخاصة بعد تألقه في كوبا أمريكا وقيادة منتخب بلاده إلى نصف النهائي وبمساهمة أقل ما يقال عنه أنها رائعة، حيث سجل 4 أهداف وقدم 4 تمريرات حاسمة، أي أنه ساهم في 8 أهداف من أصل 10 سجلها منتخب “التانغو”، والآن كل الأضواء ستُسلط على القمة المقبلة أمام كولومبيا في نصف النهائي والتي يتمنى ليو تأكيد مستوياته فيها وحجز بطاقة النهائي الذي سيُلعب دون شك تحت ضغوط نفسية رهيبة والسبب هو عقدة الأرجنتين مع النهائيات منذ 1993. 
وبعيداً عن صراع الأفضلية بين مارادونا وميسي، لا يزال أبناء “بلاد الفضة” يحتفظون بمكانة خاصة للراحل دييغو والسبب دون شك ما فعله في مونديال 1986، حيث قدم مستوى خرافي فعلاً على الصعيد الفردي بتسجيل 5 أهداف وتقديم 6 تمريرات حاسمة وأبرزها تمريرة هدف التتويج لـ بوروتشاغا في النهائي أمام ألمانيا، واليوم يُريد “ليو” كسر اللعنة بتقديم لقب جديد للأرجنتين والذي لم ينجح الكثيرون في تحقيقه وحتى إن تعلق الأمر بـ”الفتى الذهبي”. 
بالنسبة لميسي لا معنى للكرة الذهبية إن لم يُكن وراءها لقب دولي، فالأسطورة الحية سبق وأن قال في تصريحات لـ “أوترو”: “الكرة الذهبية الأولى هي الأكثر خصوصية بالنسبة لي، ولكن هذه الجوائز تأتي عن طريق العمل الجماعي وليس الفردي، دون النجاح الجماعي لن تتمكن من الفوز بأي جائزة فردية”، وبذلك فإن ليو يُريد التتويج القاري أولاً وبعدها سيكون بشكل تلقائي أبرز مرشح لنيل جائزة “فرانس فوتبول” كونه الأبرع فردياً، ولو أن الطليان يؤكدون أن جورجينهو سيكون الأحق بها إن تُوج بـ”اليورو”، لأنه المتوج أيضا بدوري أبطال أوروبا، فمودريتش مثلا حصل عليها سنة 2018 بعد تتويجه بذات الأذنين مع الريال ووصوله إلى نهائي المونديال رفقة كرواتيا.
منذ سنة 1995 أصبحت الكرة الذهبية متاحة لغير الأوروبيين شرط نشاطهم في القارة العجوز، ومن وقتها لم يكن لـ”اليورو” تأثير كبير على تقديم الجائزة، فـ ماتياس سامر كان الوحيد الذي حقق الكرة الذهبية سنة 1996 بعد مستواه الرائع مع “المانشافت” في يورو ذات السنة وتتويجه على حساب التشيك، وبعد يورو 2000 الذي عرف تتويج فرنسا كان الجميع ينتظرون تقديم “الذهب” لـ زيدان، غير أن الأخير خسر الجائزة بفارق نقاط ضئيل لصالح لويس فيغو رغم أن البرتغالي لم يُحقق أي إنجاز جماعي، وإن عُرف السبب بطل العجب، فالكثيرون لم يصوتوا لـ زيزو بسبب اعتدائه بضربة رأسية على لاعب هامبورغ يوخان كينتز في دوري الأبطال، ليعاقب بعدها بـ 5 مباريات ويحرم من جائزته الثانية.
وفيما لم تكن الكرة الذهبية من نصيب المتوج بـ اليورو منذ 1995 إلا مرة واحدة، فإنها قبلت بأن تُزف عروسا للفائز بـ كوبا أمريكا في ذات الفترة خلال مناسبتين وفي كلتيهما كانت برازيلية – برشلونية، إذ توج بها رونالدو نازاريو سنة 1997 التي سجل فيها 59 هدفا في 70 مباراة مع البارصا، الإنتر و”السيليساو”، وحصل عليها ريفالدو سنة 1999 بعد اللقب القاري وأيضا بعد مستوى كبير فرديا، حيث سجل 40 هدفا في 61 لقاءً مع النادي والمنتخب، وساهم في تتويج البارصا بلقب “الليغا” على حساب الريال موسم 1998/1999، واليوم ولأنه لا يوجد مرشح ثقيل جدا لنيلها فإن ميسي سيكون كذلك طبعا إن توج بـ”الكوبا”، وحتى الآن فإن “البرغوث” نجح في تسجيل 33 هدفا في 36 مباراة سنة 2021 مع النادي والمنتخب، والحصيلة سترتفع أكثر دون شك إلى غاية نهاية العام، وإن زين خزانة “بلاد الفضة” بذهب أمريكا اللاتينية، فإن أسرة “ميليريو” لن تجد أحسن منه لتسليمه الذهب الفرنسي الخالص.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *