محمد ادلبي – عندما نتكلم عن مشروع رياضي يهدف بالمقام الأول إلى الاستثمار في المواهب الرياضية بالتوازن مع تحقيق الاستمرارية في المنافسة على صعيد البطولات نجد الكثير من الأندية استطاعت تحقيق ذلك لكن دائماً كان الفشل حليفها في تحقيق الاستمرارية بل كانت تجربة لموسم أو موسمين.
ما نشهده حالياً من نادي لايبزيج يجسد المعنى الحقيقي للمشروع الرياضي الناجح سواء من ناحية الإستثمار في المواهب الرياضية أو من ناحية استمراره في المنافسة.
كما نعلم أن الشركة المالكة للنادي هي شركة ريد بول والتي لها تجارب رعاية في المجال الرياضي ودخلت مجال كرة القدم بعدت أندية والذي يعتبر نادي لايبزيج واجهة المشروع.
فعلى الرغم من أن حكايته بدأت في عام 2009 في دوري الدرجة الخامسة إلا أنه خلال سبعة مواسم استطاع الوصول لدوري الدرجة الأولى.
فإن تبدأ مشروعاً من الصفر يوضح لك مقدار العمل الجبار والتخطيط التي تقوم إدارة النادي في سبيل تحقيق استمرارية نجاح النادي.
فعلى صعيد المواهب عملت إدارة النادي على تطوير النادي من منظور أكاديمي بحت حيث بادرت على إنشاء بنية تحتية من ملاعب تدريب إلى إنشاء أكاديمية للنادي وبناء فريق كشافة بمستوى عالي ومن أجدر من “رالف رانجنيك” بمهمة تطوير النادي أكاديمياً والعمل على استقطاب المواهب الشابة من خلال إنشاء قاعدة كشفية من جميع أنحاء العالم حيث بدأ في المشروع منذ عام 2012.
فشاهدنا لاعبين واعدين أمثال (دايوت أوباميكانو وتيمو فيرنر وابراهيما كوناتي ودومينيك سزوبوسزلاي وكريستوفر نكوكو وتايلر ادامز وغيرهم العديد)
وحتى بعد مغادرة كوناتي وأوباميكانو جاءت إدارة النادي بلاعبين مباشرة تعويضاً عنهم فضمت المدافع الكرواتي جوسكو جفارديول والمدافع الفرنسي محمد سيماكان حتى بعد مغادرة تيمو فيرنر تم تعويضه بـ المهاجم النرويجي الكسندر سورلوث ثم المهاجم أندريه سيلفا وهذا يوضح لك مقدار التخطيط والاستمرارية.
أما على صعيد المنافسات فقد كان موسم 2016/2017 أول موسم للنادي الألماني في الدرجة الأولى حيث حقق المركز الثاني وكان موسم 2017/2018 أول موسم لهم في دوري الأبطال وفي موسم 2019/2020 وصل الفريق إلى نصف نهائي دوري الأبطال وفي الموسم الماضي وصل الفريق إلى نهائي كأس ألمانيا.
وفي المجمل قد يختلف الكثير حول لايبزيج سواء من ناحية عدم تتويجه بأي لقب أو لكونه جاء من أجل هدف تجاري حسب نظر الكثير لكن رغم كل شيء يبقى نادي منظم يعرف ماذا يفعل حيث أنه دارس كل خطواته المستقبلية بشكل صحيح.