طارق عياد – لم تكن كل ليالي الـ17 عام السابقة بكل فصولها ونتائجها بحرارة ومرارة ليلة البارحة، الليلة التي إستسلمت فيها برشلونة لتجديد عقد كاتب تاريخها ليونيل ميسي قبل الساعات فقط من التجديد الفعلي المرتقب.
هل تعلم من هو اللاعب الذي تركه برشلونة يرحل؟ اللاعب الذي يرحل من أجله اللاعبين ومدربين وحتى الجماهير! اللاعب الذي حقق لك 35 لقب وتتهاطل عروض الرعاية والاستشهار من أجله لإدراكهم التام بنجاح الصفقة في وجوده.
ميسي في أرقام فلكية كقائد ثورة كاتلونيا على إسبانيا، لعب 17 موسم بألوان نادي قلبه فيهم 778 مباراة سجل فيها 672 هدف وصنع 305 أسيست!
ساهم في 35 لقب وسجله الشخصي كأفضل لاعب في العالم 6 مرات، كيف يمكن التخلي عن أسطورة بهذه الارقام؟ ويكون التخلي بطريقة مستفزة عبر منشور بارد في مواقع التواصل الاجتماعي! أنت تتحدث عن ليونيل ميسي! الذي لا يكفي منشور أو كتاب لذكر إنجازاته وألقابه وأدواره التكتيكية في كل مخططات مدربي برشلونة السابقين.
قبل نهاية الميركاتو ووجود وقت كافي لتصحيح وتوضيح الامور، ببلاغ صادم وغريب تعلن أنك غير قادر على التوقيع مع أفضل لاعب في تاريخك وتاريخ الدوري؟
وكل مصادر العالم كانت متأكدة أن ميسي سيجدد عقده، وفي لحظة تغير كل شيء والسبب هو رئيس الاتحاد الأسباني والقوانين؟ أين كانت القوانين المواسم السابقة؟ وعند عرضك على اللاعب العقد الجديد وموافقته عليه!
كان من الممكن الخروج للاعلام وتحدث عن هذه المشاكل قبل ترك اللاعب يرحل حر طليق، تخبر العالم جميعاً أن قوانين الليغا غير مناسبة للتجديد وبعد ساعات سيشهد العالم ضغط تاريخي على الرابطة الاسبانية لكرة القدم من قبل الجماهير والإعلام والقنوات الناقلة للدوري والمستشهرين وحتى الفرق المنافسة التي ستتكبد خسائر مالية كبيرة مع نهاية المواسم القادمة.
فكرة السوبرليغ ثم بقاء غريمي إسبانيا فقط في المشروع، تصريحات وإتهامات متبادلة، فُرق قادرة على الانتداب بميزانية كبيرة ورواتب عالية وفرق تبيع أبرز نجومها للخروج من أزمة! رغم أن الموسم كان صعب ماديا على كل الفرق الكبيرة على حد سواء.
“حقبة مابعد ميسي” هي مسرحية سيئة الاخراج من لابورتا كان متغطي تحت ستار “كوراث ومشاكل بارتيمو” و “قوانين اللعب النظيف” والايام القادمة أشد حرًّا خاصة مع انخفاض الدوري الاسباني في بورصة الدوريات بعد هجرة نجومه توالياً.