مصطفى محمد – تعتبر قصة برينتفورد أحد أكثر القصص الملهمة في كرة القدم بطلها هو ماثيو بنهام وهو مالك النادي والذي قرر بناء نموذج كروي كان كل شيء فيه قائم على التخطيط والإحصائيات وعلم البيانات، حيث بدأ بدعم النادي ب 700 ألف يورو في البداية ليخرج النادي من أزماته ثم نجح في أن يجعل قيمة برينتفورد حاليا تتخطى ال 300 مليون يورو.
ماثيو بنهام، الذي درس الفيزياء في جامعة أوكسفورد، قرر أن يكرر فكرة ال money ball، ويستلهم من تجربة بيلي بن مع فريق أوكلاند لألعاب القوى في أن يصرف مبالغ مالية عادية لكنها مدروسة وفي مكانها، وجعل من فريق ميتلاند الدنماركي، الذي يشارك فيه بأسهم أيضا، نموذج مصغر وحقل تجارب لأفكاره ومشروعه الأساسي مع برينتفورد، ويصبح فريق من الدرجة الثالثة كبرينتفورد يعتمد بشكل أساسي على شركات الإحصاء، ويتعاقد مع مدير مسؤول عن فلسفة اللعب، ومدربين مختصين بالكرات الثابتة وتطوير تكنيك التسديد وأيضا مدربين مختصين بالإعداد الذهني بطرق حديثة لتحسين الأداء.
الفريق قرر أيضا مراقبة الفئات العمرية في الأندية الكبيرة في إنجلترا وتوسيع دائرة كشافيه اعتماداً على البيانات من أجل اصطياد المواهب بشكل ذكي لكي لا ينجح فقط في تطوير أداء الفريق والصعود للتشامبيونشيب ولكن أيضا تحقيق ربح مالي بفوارق رهيبة بين البيع والشراء بالاستثمار في اللاعبين.
باع النادي أولي واتكينز لأستون فيلا ب 36 مليون باوند بعد شراءه ب 2.3 مليون باوند، وباع سعيد بن رحمة ب 40 مليون باوند بعد شراءه ب 3.8 مليون باوند بصافي ربح وصل ل 70 مليون باوند بين البيع والشراء ورغم أن كلا اللاعبين كانوا هدافي الفريق في ذلك الموسم، لكن بسبب قوة وثبات مشروع النادي على أساس قوي؛ استطاع النادي بسهولة تعويضهم بالتعاقد مع إيفان توني ب 5 ملايين باوند فقط، والذي أصبح فيما بعد هدافا للفريق وهداف التشامبيوشيب الموسم الماضي.
اكتملت المعجزة وفي خلال 7 سنوات نجح برينتفورد في الصعود والعودة لعالم الأضواء في البريميرليج بعد غياب دام لأكثر من 70 عاما ثم الفوز على أرسنال في أول مبارياته، بميزانية متواضعة، لكن بمشروع دقيق استطاع برينتفورد أن يلهم كل فرق أوروبا والعالم في كيفية التعامل مع الأندية وبناء أساس قوي للفريق رياضيا واقتصاديا، ليصنع بنهام من برينتفورد بقيادة بنهام نموذج قوي يتعلم منه رؤساء الأندية الكبيرة قبل الصغيرة.