محمد عواد – كووورة – أنهى المنتخب الإماراتي اللقاء الأول له في أمم أسيا بفوز كبير على شقيقه القطري بنتيجة 4-1، ليعلن عن جديته بالمضي بعيداً في أمم أسيا هذه المرة.
ويمكننا تلخيص هذا اللقاء بـ 7 حقائق مهمة:
السر الإماراتي .. ليس عموري
أغفل منتخب قطر حقيقة مهمة بأن الإمارات ليست عموري، فصحيح أنه أفضل اللاعبين لكن نصف نهائي خليجي 22 أمام السعودي كشف عن أهمية ما يقوم به عامر عبد الرحمن في خلق توازن وضبط إيقاع المنتخب.
خلال المواجهة أمام الأخضر، تم عزل عامر في البداية فعانى المنتخب الأبيض، ولم يتحسن الحال حتى تحرر، واليوم أعطى مهدي علي مايسترو الكرة الإماراتية كل الحرية، فكانت الهيمنة والسيطرة الكبيرة في خط الوسط.
ولا يعتمد المنتخب الأبيض على لاعب واحد في خط الوسط، وإن كان عموري ساحرهم الأكبر، بل هي منظومة كاملة، ومن يريد التعامل معها يجب أن يتأكد من عزل أفرادها عن بعضهم البعض، لكن المنتخب العنابي لم يفعل ذلك، بل تكتل دفاعياً ولم يضغط كما يجب على لاعبي الوسط في المنتخب الإماراتي، واكتفى فقط بالضغط على عموري لتكون النتيجة ما شاهدناه في اللقاء.
وقد يقول قائل “الانتصار جاء بسبب الكرات الثابتة”، لكن الرد عليه بأن المنتخب الإماراتي وبسبب ارتياحه في خط الوسط استطاع الحصول على أخطاء وخلق مشاكل في مناطق حاسمة، فالمسألة كلها كانت بطريقة الدفاع القطرية الخاطئة.
الرغبة بالفوز.. صنعت الفارق
تناسى منتخب قطر شخصية بطل خليجي 22، فشارك باللقاء بتحفظ مبالغ به، وإن كان يتوجب احترام موهبة ومهارة الإماراتيين، فإنه انبغى أيضاً احترام ما يملكه المنتخب القطري من لاعبين قادرين على خلق الفارق.
التراجع، أفقد المنتخب توازنه بشكل واضح، وجعل قدرته على القيام بردة فعل بعد التأخر بالنتيجة خجولة، لأنه من الصعب تغيير ذهنية لاعبين تلقوا هدفين في 5 دقائق، وهم مطلوب منهم واجبات دفاعية، فكل ما طلب منهم تبخر في لحظات.
في حين، ظهرت نوايا الإمارات للفوز منذ الدقيقة الأولى، وصمم على ذلك بعد تسجيله هدف التعادل ،بل إن مهدي علي أظهر عدم رغبة بالدفاع بعد وصول النتيجة 3-1، عندما قام بتبديلات ذات نزعة هجومية.
المعاناة القطرية مع الكرات الهوائية … ماذا أمام إيران؟
يعد المنتخب الإيراني صاحب أكبر معدل أطوال في أمم أسيا 2015، واليوم ظهر الضعف القطري الواضح سواء من حيث تعامل المدافعين أو الحارس مع هذه الكرات، كأفراد وكمنظومة.
وقبل مواجهة إيران، يجب التعامل مع نقطة الضعف هذه، وإلا أنها ستكون الخطر الأكبر الذي يحبط مخططات العنابي في أمم أسيا.
ما بين الحارسين .. كانت النتيجة
قدم ماجد ناصر مباراة ثابتة المستوى، فحتى الهدف الذي تلقاه سبقته لحظة تدخل ممتاز منه، وغير ذلك، لم يرتكب أي خطأ، وكان حاضر دوماً، بشكل يطمئن المنتخب الإماراتي على هذا المركز الحاسم.
على العكس من ذلك، قدم قاسم برهان مباراة سيئة خصوصاً في ردات الفعل على الكرات الثابتة والهوائية، لكن يجب التعامل مع الأمر كمباراة سيئة واحدة، لأن قاسم قدم مباريات مميزة من قبل، ومنح الحارس فرصة أخرى هو الأمر المنطقي من دون المبالغة بجلده، لأنه إن كان الأوضح أمام أعين الإعلام بالخسارة، فهو لم يكن السبب لأن التفوق كان في كل المجالات للأبيض.
التركيز القطري معدوم ..
قد يختلف المشاهدون بمسألة سبب الخسارة القطرية، فالبعض قد يتحدث عن التجانس، والبعض قد يتحدث عن الحارس، لكن الجميع سيتفقون بشأن التركيز السيء الذي دخل فيه العنابي اللقاء، وهذا شمل جميع اللاعبين.
فالتمريرات كانت سيئة، والمدافعون كانوا في موقف غريب مع كل كرة فيها بعض من الإبداع، وكأن هناك شيء لم يكن مريحاً لهم إما بشكل الفريق أو بواجبات البعض، أو حتى بطريقة التحضير ربما!
عموري ساحر ومهدي حافظ الإمارات .. ولكن !
لا نقاش بأن عموري ساحر عالي الجودة، فأي لمسة منه قادرة على خلق الخطورة، ومن أي منطقة يستطيع أن يخلق مشاكل لخصومه، لكن الملاحظ أنه كان المسؤول شبه الوحيد عن إدخال الكرة لمنطقة الجزاء، فزملاؤه يثقون به لدرجة تجعل الاعتماد عليه خطيراً، وهو أمر يجب على مهدي علي التعامل معه.
وما قام به المهندس الإماراتي في الشوط الثاني من تبديلات أعادت الحيوية لخط الوسط، ورفضه الوقوف مدافعاً في الخلف يستحق الإشادة، فهو مدرب يعرف فريقه جيداً منذ سنوات، الأمر الذي يعطيه قدرة مميزة على التعامل الأوضاع الصعبة، وهذا أمر يصنع الفارق، ويساعد الأبيض على التطور المستمر، لأن أخطاء الماضي يتم معالجتها قبل أن تحدث!
الفرص الإماراتية الضائعة ما زالت كثيرة
صحيح أن الأبيض انتصر بنتيجة 4-1، لكن يجب عدم تجاهل كمية الفرص الضائعة في لقاء اليوم، فالمنتخب استطاع خلق عدد كبير من الهجمات والظروف ساعدته على ذلك، لكن في المستقبل قد تكون هناك مباراة يسنح فيها فرصة واحدة تكفي للحسم .. وعندها لو ضاعت قد يندم هذا الجيل الموهوب كثيراً.
الوقت في البطولات المجمعة لا يسمح بعلاج مثل نقطة الضعف هذه، لكن المحاولة تقلل من تأثيرها، خصوصاً فيما يتعلق بالجانب النفسي والذهني، لأن مبخوت وخليل أثبتوا من قبل قدراتهم على تسجيل أصعب الأهداف.