محمد عواد – كووورة – أعلن نادي فولفسبورج تعاقده مع المهاجم الألماني أندري شورله مقابل 29 مليون يورو، في صفقة فاجأت كثيرين بقيمتها، أكثر من مفاجأة خروج اللاعب الألماني من تشلسي، لأن الأخير لم ينل ثقة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو منذ يومه الأول في الفترة الثانية في النادي اللندني.
صفقة شورله تعد أكثر الصفقات عمقاً في سوق الانتقالات الشتوية، فهي تعطي الكثير من الإشارات والدروس، نستعرعضها معاً في هذا التقرير.
صلاحيات مورينيو مطلقة
استغنى تشلسي عن أسماء تعتبر أسطورية بالنسبة له مثل فرانك لامبارد وأشلي كول، كما أنه باع لوكاكو وجلب دروجبا ولويك ريمي، لتصل عملية إعادة الهيكلة التي يجريها تشلسي تحت قيادة جوزيه مورينيو لبيع فريق كامل كما توضح الصورة التالية:
صحيح أن مورنييو ليس الرجل الذي يفاوض ويبيع، لكنه من الواضح أنه الذي يقرر، فانتقاد شورله وصلاح بدأ منذ شهر أكتوبر الماضي انتهى برحيلهما، كذلك كان الحال مع لوكاكو وصامويل إيتو وآخرين ممن دخلوا معه بخلافات.
فولفسبورج .. مسألة وقت!
صحيح أن فولفسبورج غاب عن الواجهة بعد أن فاز بلقب الدوري، لكنه يعمل بجد خلال الفترة الأخيرة، فقام باستقدام أسماء ليست بالقليلة وكانت مطلوبة لفرق كبرى مثل لويس جوستافو وكيفن دي بروين، وختمها الآن بأندري شورله.
ومع تذكر قوة النادي المالية ودمجها مع جودة لاعبين آخرين متواجدين، اصطادهم فولفسبورج بصمت أمثال ريكاردو رودريجيز وايفان بيرسيتش، فإن عودة النادي الألماني إلى الواجهة والاستقرار هناك تبدو مسألة وقت لا أكثر، وعلى الثلاثي شالكه وليفركوزن ودورتموند الحذر منها.
وتعلم فولفسبورج من أخطائه التي ارتكبها بعد وصوله إلى القمة في عصر دجيكو وجرافيتي، ومع تحسن أوضاعه المالية واستقراره في البطولات الأوروبية وتوقعات بتعاقد مع مدرب جديد الموسم المقبل، يصبح من المنطقي توقع تحسن كبير على أدائه مع هذه العقلية التي تبدو إيجابية وتعرف ما تفعله.
مورينيو المؤمن بالسلوك .. لا يريد قنابل موقوتة
يبدو أن جرح ريال مدريد مستمر مع جوزيه مورينيو حتى الآن، فالمدرب البرتغالي يتجنب بشكل واضح أي مشكلة تبقى في الدكة، يتخلص منها دون أي تردد، لأنه ما زال يذكر ما جرى مع إيكر كاسياس وسيرجيو راموس.
القصة بدأت بعدم إبقاء من يعانده ويحاربه علانية مثل لوكاكو، أو لاعب قد يطلب اللعب أساسياً مثل فرانك لامبارد، أو شخص لا يعجبه في التدريبات مثل أشلي كول.
مورينيو يؤمن بسلوك اللاعبين أيضاً، فالتسريبات تتحدث عن أن مشكلة شورله وصلاح كانت في التدريبات وليست في الملعب، كانت بعدم إظهار الحماس الذي يفضله السبيشل وان، وبالتالي هو أصر على هذا المبدأ، وفي نفس الوقت تجنب القنابل الموقوتة.
إدارة تشلسي الرياضية .. تطور كبير
تشلسي يقوم بتحصيل مبالغ مالية كبيرة من خلال بيع لاعبيه، ديفيد لويز وشورله ودي بروين ولوكاكو عادوا بمبالغ مالية كبيرة للنادي، وهذا عكس عقلية البلوز السابقة التي تكونت مع وصول رومان أبراموفيتش عام 2003.
التحسن كبير جداً في البلوز على مستوى الإدارة الرياضية، ولعل تحقيق النادي للأرباح في الموسم الماضي لم يكن صدفة، كما أن نجاحه بخفض نسبة ميزانية الأجور من الميزانية الكلية هو إنجاز أخر، والإداء في سوق الانتقالات من حيث شراء لاعبين بجودة عالية وقدرة على خدمة الفريق لسنوات لهو مؤشر ثالث مهم جداً.
من حق الجميع انتقاد مورينيو مع المواهب الشابة إلا مع المدافعين
ليس بسبب شورله، بل بسبب مسيرة كاملة منذ أحرز دوري أبطال أوروبا مع بورتو، فالبرتغالي لا يمنح فرصة للاعب غير الجاهز، تكرر ذلك مع ريال مدريد ومع تشلسي في الفترتين، في حين نجا أوسكار وأزبلكويتا وهازارد لأنهم نضجوا قبل وصوله.
الكلام هذا لا ينطبق على شورله، لأنه لاعب بخبرة كبيرة بغض النظر عن سنه، فهو فائز ومساهم بلقب كأس العالم 2014، بل ينطبق أكثر على لوكاكو ومحمد صلاح، ومن قبل كان هناك نفس الحالة في ريال مدريد وانتر ميلان.
أداء مورينيو مع المواهب الشابة الهجومية في خط الوسط والهجوم يبدو غير مقنع، لكنه مع الدفاع يصبح حالة أخرى، خصوصاً مع تقديم رافائيل فاران وحالياً زوما للبلوز.