محمد عواد – سبورت 360 – ينتشر في شبكات التواصل الاجتماعي من حين إلى أخر، خبر مفاده أن ريال مدريد كان يشارك في دوري الأبطال من دون الفوز بلقب الدوري، وثم يفوز باللقب الأوروبي، وهذا كلام صحيح، لكن مغلوط بنفس الوقت، لأن الهدف منه التشكيك بالبطولات التي حققها النادي الأبيض، الأمر الذي سنعرف لاحقاً حقيقته.
الحقيقة
ريال مدريد لم يكن يشارك في دوري الأبطال عندما لا يفوز بالدوري الإسباني لأنه مدعوم من النظام أو ما شابه، بل لأنه كان فائزاً بلقب دوري الأبطال، والقانون في تلك الفترة كان ينص على مشاركة البطل للدفاع عن كأسه.
في تلك الفترة كان العرف السائد في كأس العالم على سبيل المثال مشاركة البطل للدفاع عن بطولته، وكانت البطولة الأوروبية في بداياتها، وبالتالي لم يكن واضحاً كل السيناريوهات في نظر المؤسسين للبطولة.
النسخة الأولى من دون لقب الدوري .. المانيا أنقذت ريال مدريد
شارك ريال مدريد في دوري الأبطال موسم 1955-1956 لأنه بطل الدوري في الموسم السابق، وتوج الملكي بلقبها ليكون أول بطل في تاريخ أوروبا، لكن المشكلة التي واجهها المنظمون آنذاك أن ريال مدريد احتل المركز الثالث في الدوري المحلي الذي حمل لقبه أتلتيك بلباو.
في تلك اللحظة، لم يكن هناك اتفاق على مشاركة البطل في حال عدم فوزه بلقب الدوري، لأن المنطق السائد بأنه سيفوز بالدوري أيضاً لقوته، لكن إعلان نهاية محمية سار التي كانت جزء من المانيا قبل الحرب العالمية الثانية، حيث عادت وانضمت إلى المانيا الغربية في تلك الفترة، جعل هناك مكاناً فارغاً، تم منحه لريال مدريد، ثم تقرر مشاركة البطل دوماً في البطولة.
للمعلومة فقط، محمية سار هي منطقة من المانيا حكمتها فرنسا 11 عاماً بعد هزيمة النازيين في الحرب العالمية الثانية، ثم تم إعادتها لألمانيا الغربية.
لم يأكل حق الإسبان بل منحهم مقعداً إضافياً ثم هزمهم!
خلال حمله الألقاب ما بين 1955-1960، شارك ريال مدريد ببطولة دوري الأبطال 3 مرات وهو بطل للدروي (1954–1955 ، 1956–1957، 1957–1958)، في حين شارك مرتين بصفته بطلاً لأوروبا (بطل الدوري المرة الأولى كان بلباو والثانية كان برشلونة).
وعندما شارك ريال مدريد في موسم 1956–1957 ليس بصفته بطلاً للدوري، شارك بلباو أيضاً، ووصل إلى دور الثمانية من البطولة، قبل أن يخرج أمام مانشستر يونايتد 6-5 بمجموع المباراتين.
وفي المرة الثانية 1959–1960 شارك برشلونة حامل اللقب في الموسم السابق بالبطولة الاوروبية، ووصل لنصف النهائي ليخرج أمام ريال مدريد بمجموع المباراتين 6-2.
ما سبق يعني أن ريال مدريد لم يحرم الأبطال من المشاركة في أوروبا، بل شاركوا معه.
على العكس من ذلك، فقد شارك اشبيلية بصفته صاحب المركز الثاني في الدوري الذي حمل لقبه ريال مدريد، ليظهر أوروبياً ببطولة 57-58 وخرج من دور الثمانية بعد سقوط كبير أمام ريال مدريد 10-2.
وكذلك الحال استفاد أتلتيكو مدريد فشارك لأول مرة في أوروبا موسم 58-59 بصفته وصيف الريال في الدوري، وهو خرج أمام ريال مدريد أيضاً عندما تعادلوا 2-2 بالمواجهات حيث لم يكن هناك لجوء لقاعدة الهدف خارج القواعد، فتمت الإعادة ففاز ريال مدريد 2-1.
أي كان الإسبان من أكثر الفرق مشاركة منذ البداية لأن ريال مدريد منح أصحاب المركز الثاني الحق بالمشاركة.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: