محمد عواد – سبورت 360 – جاء بعد تجربة فاشلة في تدريب الصغار، لم يتوقع منه الكثيرون أن يحقق شيئاً، لكنه على العكس من ذلك، ورغم البداية المتذبذبة بعض الشيء، حول زين الدين زيدان ريال مدريد إلى فريق لا يهزم، سواء لعب جيداً أو لعب بشكل سيء، فالنتيجة واحدة؛ هذا الفريق لا يخسر!
لقب دوري الأبطال وكأس العالم للأندية والسوبر الأوروبية، وصدارة تبدو مريحة للدوري في ظل تخلصه من مواجهات برشلونة وأتلتيكو مدريد في ملاعبهم وبنتائج طيبة، مما فتح باب التفاؤل من جديد، بأن ريال مدريد قد يجد استقراراً طويل الأمد مع أسطورته زيزو.
لكن هذه الطريق ليست مفروشة بالورود، فهناك تحديات يجب اجتيازها، وفيما يلي 5 تحديات أمام زيدان، عليه أن ينجح بالتعامل معها لو أراد أن يدوم طويلاً في ريال مدريد:
1- لقب الدوري قبل كل شيء
من الملاحظ أن المدريديين لا يشعرون بالاطمئنان للفوز بلقب الليجا رغم فارق الـ 6 نقاط، فهم في أخر 3 مواسم أخذوا الريادة في سباق الدوري، لكنهم خسروها لاحقاً لأسباب مختلفة، مثل الإصابات أو الخلافات والتوتر المفاجىء.
منذ جاء بيب جوارديولا لبرشلونة، فاز ريال مدريد بلقب دوري واحد، حتى ذلك اللقب، وبعد أن ابتعد الملكي بالفارق المريح، كاد أن يخسره، لولا المباراة العظيمة التي قدمها جوزيه مورينيو تكتيكياً وكريستانو رونالدو وأوزيل فنياً، ونتج عنها فوز 2-1 في ملعب كامب نو مع احتفال “كالما كالما” الشهير.
أي شيء غير الفوز بلقب الدوري الذي بات مطلباً ملكياً ملحاً، سيجعل أوراق استدامة زيدان على المحك، كما أن النادي الملكي يملك سجلاً واضحاً “لا يستمر مدرب لم يحقق الألقاب ولو كان دي سيتفانو أو فائزاً بالأبطال في الموسم السابق مثل أنشيلوتي”، ومع حقيقة أن لقب أوروبا غير مضمون لأحد، فإن الدوري هو بوابة الاستدامة وخلق الثقة.
2- احتواء الأزمة التي لم تأت بعد!
ما زال زين الدين زيدان محظوظاً في ريال مدريد من حيث عدم خروج أي من لاعبيه عن السيطرة، فالمدربون الثلاثة مورينيو وأنشيلوتي ورافا بنيتيز، فقدوا زمام التحكم بالأمور مع أزمة ضربتهم، فالأول اختلف مع كاسياس وراموس، والثاني ارتطم بتوترات رحيل دي ماريا وبعدها عيد ميلاد كريستانو، في حين دفع الثالث ثمن رغبة اللاعبين ببقاء أنشيلوتي منذ يومه الأول.
الأزمات هي طبع ريال مدريد الذي لن يتغير، وإن كان اللاعبون الآن سعداء بوجود زيدان، فهذا الأمر شاهدناه من قبل مع وصول جوزيه مورينيو وكذلك أنشيلوتي، ثم تتغير الأحوال بعد اعتياد رؤية زيزو لأكثر من عام!
ستأتي هذه الأزمة، وسوف تضرب الفريق بوضوح، وسوف تتحدث الصحف، ويتدخل فلورنتينو بيريز، وهنا الموقف الحاسم الذي فشل الجميع من قبل بالتعامل معه، لو فشل زيدان به أيضاً، سينهي الأمور على الأغلب بلا نتائج وثم بلا ألقاب وبالتالي الرحيل!
3- سوق الانتقالات الصيفية المقبلة
لو وصل زيدان إلى سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، فهذا يعني أنه حقق لقباً جديداً واحداً على الأقل هذا الموسم، مع اعتبار كاس العالم للأندية والسوبر الأوروبية غير معتمدة في عقلية إدارة النادي الملكي.
نجاح في الألقاب، يحتاج استدامة، وهذا الأمر يأتي من سوق الانتقالات الصيفية المقبلة.
التحدي هنا صعب للغاية، فليست المسألة اختيار لاعب مناسب، مثل جلب ظهير أيسر من أعلى طراز مثل ديفيد الابا حسب ما تقول بعض الصحف، أو حتى جلب مهاجم مميز يرفع من وتيرة الفعالية في المنطقة الأمامية.
التحدي في مدريد مختلف تماماً، فعليك أولاً إقناع بيريز بجلب اللاعب الأفضل للفريق، ومن ثم عليك إقناعه بعدم بيع قطعة مهمة من أجل تمويل صفقة يراها ضرورية للفريق، حتى لا يدخل النادي في مرحلة عدم توازن.
كما أن عليك احتواء فرحة فلورنتينو بيريز، فريال مدريد لم يعتد على تقديم موسمين متتاليين بنجاح تحت قيادته، لأنه ما إن يرى فريقه يتفوق، حتى يحاول تحويل هذا التفوق إلى أموال، وفي الصيف المقبل من المتوقع إعلان مانشستر يونايتد الأعلى دخلاً في أوروبا مزيحاً ريال مدريد عن عرشه الذي استمر فيه 11 عاماً، مما يجعلنا نتوقع ردة فعل قوية من فلورنتينو بهذا المجال.
4- ما بعد رونالدو وبيبي ومودريتش
يقترب ريال مدريد من مرحلة مهمة في تغيير جلده الذي اعتدناه في السنوات الأخيرة. بيبي يقال إنه لن يجدد عقده، وأن لديه عرضاً مهماً من الصين يختم به مسيرته بأفضل طريقة مالية ممكنة.
أما لوكا مودريتش، فرغم استمرار سحره في الملعب، لكن من الواضح أن هناك نمط من الإصابات يلازمه، ومع وصوله سن 32 عاماً الموسم المقبل فإن هذا النمط قد يزداد إيقاعاً، ولقد رأينا كيف يؤدي الملكي بشكل قبيح عندما يغيب المايسترو.
أما الأمر الثالث، فكريستانو رونالدو بات يتغير، ما زال فعالاً وأرقامه ممتازة، لكنه ليس نفس اللاعب في الملعب من حيث التحرك أو الارتكاز عليه في بناء اللعب، وهنا تحدٍ كبير لزيدان، بإدارة عملية انتقالية لأفضل لاعب عرفه ريال مدريد في تاريخه ربما، أو على الأقل في أخر 20 عاماً كما قال هو بنفسه.
لن يعجب رونالدو جعل دوره ثانوياً، ولكن للعمر أحكام، وهنا يأتي دور زيدان بإقناعه، بل إنه قد ينبغي عليه إقناعه ببعض المداورة اللطيفة عندما تكون المباريات مضمونة، وقبل كل ذلك بإقناع بيريز أن هذا أفضل للفريق.
5- الإصابات والتراخي وبنزيما
كل هذه العناصر تتمثل بتحد واحد، شيء لا نعرف سببه! فرغم الترويج القوي لتغيير فريق الإعداد البدني، واختلاف أنواع التدريب بين أنشيلوتي وبنيتيز وزيدان، فإن النتيجة واحدة، هذا الفريق يفقد لاعبيه الواحد تلو الأخر بسبب الإصابات.
حالة أخرى، تلازم ريال مدريد منذ موسم 2012-2013، تجد الفريق فجأة خارج اللقاء ذهنياً، لا يرغب ببذل أي مجهود، فيخلق لنفسه مشاكل، وهو ما وصفه بيريز بالتراخي في موسم أنشيلوتي الثاني، واعترف زيدان باستمراره عندما دخل في سلسلة التعادلات.
أما المزج بين التراخي والإصابات، فيخلق لنا لاعباً اسمه كريم بنزيما، حيث يملك الجودة المذهلة، لكنه مرة متراخياً ومرة مصاباً، وفي المرة الثالثة يقدم مباراة كبيرة يبرر فيها لمحبيه الدفاع عنه حتى مباراته الممتازة المقبلة التي قد تصل بعد 10 أسابيع على سبيل المثال!
إقناع زيدان لنفسه قبل أن يقنع بيريز بضرورة رحيل بنزيما وجلب من هو أكثر استمرارية يعتبر تحدياً مهماً لضمان النجاح، أو على المدرب الفرنسي إيجاد معادلة لإعادة كريم لاستقرار مستوى وتركيز ذهني سيكفي لوحده بأن يضع ريال مدريد في مستوى آخر.
سناب شات : m-awaad