محمد عواد – يلتقي ريال مدريد وبرشلونة في كلاسيكو يصب مباشرة في خانة الألقاب فهو يأتي في نهائي كأس ملك اسبانيا هذه المرة، كلاسيكو تكرر للمرة الثالثة هذا الموسم ليعطي كارلو أنشيلوتي فرصة ليحقق فوزه الثاني على برشلونة بعد أن خسر 4 مرات وتعادل 3 مالكاً لانتصار يتيم حتى الآن.
يؤمن المدريديون أنهم استطاعوا في الموسم الماضي ومنتصف سابقه فك شيفرة برشلونة، وأنهم استطاعوا أيضاً تحقيق تفوق مطلق أخفى أي خطورة للبرسا وفكرة استحواذه والتيكي تاكا، كما أنهم يهللون لجوزيه مورينيو كونه الرجل الذي وجد الحل، وبالتالي عطل سحر الكتالونيين وانتصر عليهم الموسم الماضي ثلاث مرات وتعادل مرتين وخسر مرة فأخذ منهم كأس السوبر وأبعدهم عن كأس الملك، لكن التفوق اختفى هذا الموسم وانتقل مباشرة إلى البارسا الذي فاز مرتين مسجلاً 6 أهداف في شباك دييجو لوبيز، ومعطياً ليونيل ميسي هاتريك جديد في الكلاسيكو توج بموجبه الهداف التاريخي الأوحد لهذه القمة الكروية.
وبعد خسارة لقاء الإياب بنتيجة 4-3 تحدثت الصحافة والمحللون المقربون من النادي الملكي عن أن التغيير المدريدي في الخطة من 4-2-3-1 الموسم الماضي إلى 4-3-3 الموسم الحالي ساهم في إعادة التفوق البرشلوني ، فالفريق خسر الكثافة العددية في خط الوسط عند افتقاد الكرة لأن المهاجمين الثلاثة باتوا يتأخرون بالعودة على العكس من تنفيذ الخطة السابقة التي كان فيها الجناحين يوفران تغطية ممتازة دفاعياً ضد برشلونة بمن فيهم كرستيانو رونالدو غابت في هذه المناسبات.
أنشيلوتي جرب 3 خطط هذا الموسم، فقد بدأ ب 4-2-3-1 ثم اتجه لخطة 4-4-2 قبل الثبات على 4-3-3 التي حقق معها الفريق أفضل النتائج، لكن هذه الخطة فشلت بالصمود أمام بعض مواقف المد الهجومي مثل الذي خلقه دورتموند في لقاء العودة أو الشوط الأول مع أتلتيكو مدريد في إياب الدوري إضافة إلى مواجهتي الكلاسيكو، فالمساحات التي تظهر بين الخطوط خصوصا في منطقة التحضير بالنسبة لبرشلونة كانت واضحة في الخطة الحالية ولم تكن تظهر في 4-2-3-1 مما قد يجبر أنشيلوتي على اللعب بخطتين، واحدة للمباريات العادية وأخرى للمواجهات المصيرية الصعبة ضد أصحاب فكرة الاستحواذ والكرات القصيرة.
قد يكون من حسن حظ ريال مدريد أنه يواجه برشلونة في الكلاسيكو قبل مباراة البطولة الأهم دوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونخ، فأنشيلوتي سيقف بشكل دقيق على قدرة خطته الحالية 4-3-3 أمام أسلوب بناه جوارديولا المدرب الحالي للعملاق البافاري ، وعندها قد يدرك ما يلزمه من تغييرات على هذه الخطة سواء بالشكل أو من حيث الواجبات للوقوف أمام المد الهجومي المتوقع بقيادة آرين روبن وفرانك ريبيري، خصوصاً أن المدرب الإيطالي أكد على اللعب بخطته العادية من دون تغييرات تكتيكية في نهائي كأس الملك.
وعن منطقية تغيير الخطة فإن تاريخ كارلو أنشيلوتي يجعل ذلك ممكناً، فهو مع سان جيرمان نوع كثيراً ما بين 4-4-2 (خطته الأساسية) و4-3-1-2 و4-2-3-1 ، وكذلك كان الحال مع تشلسي حيث اعتمد خطة 4-3-3 لكنه استخدم 4-4-2 و4-5-1 في عديد المناسبات، ويعود ذلك إلى أن كارلو مدرب إيطالي لا يؤمن بثبات الشكل التكتيكي، فالخطة لديهم هي طريق الفوز وبالتالي قد تتغير بتغير الخصم، ولو فشلت 4-3-3 معه من جديد فقد يؤدي ذلك إلى شكل جديد أمام بايرن.
مواجهة برشلونة بالتأكيد هي أخر اختبار ل 4-3-3 المدريدية ضد فكر الاستحواذ والكرات السريعة القصيرة، قد تكون الخطة نجحت في معظم المباريات مع الفرق العادية لكن أنشيلوتي بمطالب بإجراء تعديلات عليها “جذرية أو بسيطة” لجعلها قادرة على تحقيق ما يصبو له الفريق من أهداف، فالطريق إلى ما يسميه المدريديون بالعاشرة يمر من بايرن ميونخ والطريق إلى الكأس يمر من برشلونة، أي أن الطريق إلى البطولات يمر من باب هزيمة التيكي تاكا والاستحواذ!