محمد عواد – سبورت 360 – حقق سيب بلاتر فوزاً متوقعاً بانتخابات فيفا 2015، ليضمن البقاء حتى عام 2019 رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم.
صحيفة ديلي ميل وصفته في العنوان الرئيسي لتقريها بأنه ديكتاتور كرة القدم، في حين نشر عدة صحفيين في اسبانيا صورة له كشخصية المافيا الرئيسية في فيلم العراب العالمي الشهير، في حين اكتفى البعض بالقول أنه فاسد ورجل سيء لذلك انتصر!
الكلام عن أن 133 دولة أجمعت على الفساد، يجعل الفيفا كلها منظمة فاسدة من أعلاها إلى أدناها، وهو الأمر غير المقبول، والذي يعلن كرة القدم لعبة فاسدة، فالأمر أعمق من ذلك، مع الاتفاق أن هناك فساد عميق في الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ليس ذلك سر نجاح سيب بلاتر، فلو كان كذلك، لكان من السهل هزيمته، ولاهتزت الأرض من تحته بعد ضربة الاعتقالات الأمريكية، لكن تمسك الأغلبية به رغم كل الظروف تؤكد أن نجاح هذا الرجل ليس من فراغ.
فالرجل السويسري يعمل طوال 4 سنوات على بناء علاقات وتوطيدها، من فترة رئاسية إلى أخرى، فأعطى أسيا مونديالاً لم تحلم به، وضمن من خلاله ولاءً أسيوياً لفترة طويلة، وفعل كذلك مع أفريقيا، ووقف بقوة ضد رافضي فكرة استضافة بلد صغير مثل قطر لمونديال كبير، إضافة إلى مشاريع تطويرية لكرة القدم في بلاد فقيرة، وضمان مبالغ مالية مستمرة تسير عمل الاتحادات.
بلاتر يبدي تعاطفاً مع كل القضايا المحلية للاتحادات المختلفة، ولو كان ذلك لحساب كسب العلاقات لا أكثر، فهو مثلاً يظهر دوماً داعماً للقضية الفلسطينية، وكذلك يفعل ضد العنصرية، وحتى في قضية لويس سواريز أعلن أن العقوبة مبالغ بها وكأنه ليس من الفيفا !
يعرف كيف يكسب الأصوات، فهنا صوت المانيا حاملة لقب كأس العالم والبرازيل يساوي صوت أضعف البلاد كروياً، لذلك يعد الأكثر عدداً بمقاعد تنفيذية أكثر، وهذا يزيد من الولاء له، ويزيد من عدد الراضين عن أفكاره، ولعل هذا ما جعل رئيس الاتحاد الكونجولي يبرر تصويته لبلاتر بقوله “الآخرون ينظرون لنا بنظرة دونية”.
من يريد أن يهزم بلاتر، يجب أن يعمل مثله لسنوات، فالحملات قصيرة الأمد لن تجدي نفعاً مع منظومة قوية من العلاقات خلقها ثعلب الفيفا، ولعل محمد بن همام كان الوحيد الذي بدأ ذلك، ولهذا لم يسمح له بلاتر بأن يكمل طريقه، فاستدرجه للأخطاء ثم عزله تماماً عن كرة القدم !