محمد عواد – سبورت 360 – حقق يوفنتوس فوزاً مهماً في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على ريال مدريد بنتيجة 2-1، وذلك بعد مباراة تكتيكية مميزة من طرف صاحب الأرض، الذي يخوض أول نصف نهائي له منذ 12 عاماً.
وشهد اللقاء 3 أخطاء كررها أنشيلوتي، كدليل قاطع على ما يصفه به بعض عشاق ريال مدريد بأنه عنيد، فأول خطأ تكرار تجربة راموس بعد أن فهم أن نجاحها كان مع أتلتيكو مدريد مشروطاً بمواجهة فريق يدافع لا يبحث عن استحواذ، لأن أمام إشبيلية كان سبباً للضياع وعدم الصعود بالكرة بشكل ناجح، ولولا سوء توفيق لاعبي إشبيلية لضاع هاتريك رونالدو في تلك المباراة هباء منثوراً، وهو نفس الأمر الذي حدث في كلاسيكو الذهاب الموسم الماضي.
الخطأ الثاني، تأخر التبديلات، فباستثناء الدفع بتشيشاريتو، لم يكن هناك أي محاولة لتغيير شكل اللقاء ولا رتمه، فجاء تبديل خيسي رودريجيز كنوع من رفع العتب في أخر 5 دقائق، في حين استمر مارسيلو الذي كان سيئاً أمام إشبلية وكرر أداءه السيء اليوم حتى الدقيقة الأخيرة، رغم جاهزية كوينتراو.
ولو كانت حجة أنشيلوتي في التأخر بالتبديلات أنه لم يرد المغامرة لأن نتيجة 2-1 ليست سيئة، فهنا ندخل بالخطأ الثالث المتكرر، فعندما سقط في كلاسيكو الإياب بسبب هجمة مرتدة بعد أن اعتقد أنه الطرف الأفضل، اليوم حصل نفس الأمر، وفي الحالتين كان التعادل 1-1 أفضل له من الخسارة 1-2، فطمع ولاعبوه باللقاء ليدفعوا الثمن.
تيفيز ساهم في تحطيم 4-4-2
تعرض كارلوس تيفيز لظلم هذا الموسم، لأنه تألق بشكل مذهل في بطولة فقدت شعبيتها، ولو كان ما يفعله حالياً في ايطاليا ودوري الأبطال مع نادٍ إسباني أو إنجليزي لنال كل المديح، ولطالب كثيرون بوضعه في حسابات الكرة الذهبية، بدلاً من أن يسألوا من يطالب بوضعه في سباق الكرة الذهبية “وماذا فعل؟” وذلك لأنهم لا يشاهدون المباريات التي يخوضها.
اليوم لعب اليوفنتوس مباراة تكتيكية عظيمة، فهو يعلم أن الريال سيلعب 4-4-2 بشكلها التقليدي، وبالتالي اعتمد على إحدى أهم نقاط ضعف هذه الخطة، بإسقاط مهاجم خلف محوري الوسط وأمام المدافعين، وهذا الدور الذي لعبه تيفيز، مما جعل المساحات تظهر كبيرة، ومن هناك كانت تبدأ الضربات، ففي حال لحاق المحورين به، يتم تحويل اللعب للأطراف لخلق زيادة على مارسيلو أو كارفخال، وفي حال تركوه استخدم سرعته ومهارته في خلق الفرص.
ما سبق يؤكد أن أهمية تيفيز لم تكن مجرد مهارة أو خطف ركلة جزاء، بل لعب مباراة تكتيكية مميزة، يستحق فيها أليجري الإشادة، لأن كارليتو كان دوماً مثالاً للفوضوية الكروية.
باقي لاعبي يوفنتوس قدموا قيمة تكتيكية مهمة سواء هجومياً أو دفاعياً، فعملية الضغط على رونالدو وخيميس وبيل باستخدام لاعبي خط الوسط من دون اللجوء للمدافعين كان مهماً للغاية بعدم فتح المساحات، واحتاج لتضحيات كبيرة ، في حين كان على تدوير الكرة من دون خسارتها للبحث عن المساحات التي يتيحها شكل 4-4-2 فكرة ذكية أرهقت تركيز لاعبي ريال مدريد في الشوط الثاني، وكل تلك الأساسيات تزيد من أهمية الدور التكتيكي في الانتصار الذي تحقق اليوم.